الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنها الحياة 4- حرب البندورة

طوني سماحة

2015 / 8 / 27
الادب والفن


في مثل هذا اليوم، وفي تقليد سنوي في اسبانيا، يقام مهرجان التراشق بحبة البندورة (الطماطم). تعود اصول هذا المهرجان الى العام 1945 عندما نشب عراك بين قرويين وكان سلاح المعركة البندورة. ومنذ ذلك الحين اصبح التراشق بالبندورة تقليد سنوي تسبح فيه الشوارع بالعصير الاحمر كما يغطي اللون الاحمر شرفات المحلات والمنازل. تم الامس الاحتفال بهذا المهرجان وسال على الارض عصير مائة وسبعين طنا من الفاكهة الحمراء. غطى اللون الاحمر وجوه الفتيات والشباب. استرد العجزة قواهم ورشقوا الحبات الحمراء بعزم الشباب. ضحك الاطفال ومعهم الاباء والامهات. وحدها ماكينات الغسيل كانت ترجرج بغضب في نهاية النهار إذ كان عليها غسل كميات كبيرة من الملابس.

حرب البندورة؟ فكرة لا بأس بها! بل ليت كل الحروب كانت حروب بندورة او أي فاكهة أخرى. فهذه الحرب شأنها شأن كل الحروب، يسيل فيها اللون الاحمر. وفي هذه الحرب يتم التراشق بين جهات مختلفة. وفي هذه الحرب هناك من يصاب أناس وينجو آخرون. لكنها ربما الحرب الوحيدة التي يضحك فيها العدو والصديق. ربما هي الحرب الوحيدة التي يشارك فيها الاطفال والكبار جنبا الى جنب. ربما هي الحرب الوحيدة التي لا تزدهر فيها صناعة التوابيت وحفر القبور. ربما هي الحرب الوحيدة التي لا تثقل خزينة الدولة. ربما هي الحرب الوحيدة التي يتعانق فيها الضارب والمضروب. ربما هي الحرب الوحيدة التي يشارك فيها الحبيب ضد حبيبته. ربما هي الحرب الوحيدة التي لا تذرف فيها الدموع. ربما هي الحرب الوحيدة التي لا ييتم فيها طفل او تترمل فيها سيدة.

يا شعوب الارض، يا صناع القرار، يا جنرالات الجيوش،
باسمي وباسم كل محبي الفاكهة الحمراء، أدعوكم لحل الجيوش وتلف الاسلحة وإلغاء الحروب والاستعاضة عنها بحروب البندورة. أدعوكم لحل خلافاتكم بالتراشق بالبندورة وبالتالي يكون المنتصر فيكم رئيس البندورة. أدعوكم لتكليل صدور جنرالاتكم بميداليات البندورة والخس والخيار والعنب والتين والزيتون. وفي نهاية الامر، إن كان تدريبكم السياسي والعسكري لا يؤهلكم لإدارة معارك البندورة، أدعوكم لاختيار طفلين تقيموهما على رؤوس جيوشكم وأن كفيل بأنهما سوف يدربان عديدكم على أروع معارك البندورة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا