الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سينجح السيد العبادي في اتمام مهامه الاصلاحية ؟

احمد عبدول

2015 / 8 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


لا يخفى على ذي لب ان رئيس الوزراء السيد حيدر العبادي يحظى اليوم بفرصة تاريخية قلما تتوفر لرئيس وزراء , في ظل كم هائل من الصعاب والتحديات الداخلية والخارجية , فالعبادي اليوم يحظى بمباركة وتأييد جهتين فاعلتين داخل الساحة العراقية , فمن جهة يحظى العبادي بالتفاف الجماهير المنتفضة, تحت نصب التحرير وهي جماهير وجدت لها انصار ومؤيدين في سائر محافظات الوسط والجنوب ,ومن جهة اخرى تقف المرجعية متمثلة بشخص السيد علي السيستاني (دام ظله) بكل ثقلها مع السيد العبادي عبر توصياتها وارشاداتها ومتابعاتها المستمرة لمجريات ملف الاصلاح ,قبالة جبهة العبادي تقف جبهة اخرى لا تقل قوة وخطورة واهمية وهي قوة الاحزاب السياسية المتنفذة منذ العام 2003, وهي الاحزاب التي وفر لها نظام المحاصصة المقيت امكانات مالية وسياسية واعلامية لا يستهان بها بحال من الاحوال ,الاحزاب التي مسكت بخيوط اللعبة السياسية سواء اكان ذلك في الحكومة ام داخل قبة البرلمان ,الاحزاب التي تربطها علاقات تاريخية وطيدة , ببعض دول الجوار ,الاحزاب التي تجد لها مرجعيات سياسية خارج الحدود العراقية.
الشارع العراقي اليوم يراهن على مقدرة العبادي على اتمام ملف الاصلاحات التي طالب بها, والتي رفعتها الجماهير مدعومة من المرجعية الدينية في النجف الاشرف عبر ممثليها (الصافي والكربلائي ),لكن الكثير اليوم يشكك في مقدرة العبادي على اتمام مهمته على الوجه الاكمل ,بل ان الكثير يذهب الى فشل العبادي في تلك المهمة, وذلك لضعف شخصية العبادي الذي لم يكن بالعنصر الفاعل داخل صفوف حزب الدعوة ابان حكومة المالكي , بل هو لم يكن ضمن قائمة ما يسمى بصقور حزب الدعوة ,كذلك يذهب البعض ان شخصية العبادي ليست بالشخصية المناسبة لهكذا ظرف يتطلب رئيس وزراء اقل ما يقال عنه انه جريء وحازم .
لا يخلو مثل هكذا طرح من جوانب مهمة وموضوعية ,لكني ارى ان المسألة ليست مسألة قوة وضعف ,بقدر ما هي مسألة مركبة ومعقدة وذات ابعاد شتى وبالتالي فأني اذهب الى ان مهمة العبادي ليست بالمهمة الهينة واليسيرة بغض النظر عن ضعفه وقوته الشخصية ,حيث تمتلك الاحزاب النافذة رصيدا قويا ونفوذا متزايدا على مؤسسات الدولة ومفاصلها العامة ,والسيد العبادي اذا ما اراد ان يمضي قدما في اصلاحاته فأنه سيواجه معوقات جمة ,كما حدث مع السيد البارزاني عندما اراد العبادي ان يستبدل وزير المالية(هوشيار زيباري) بأخر من التكنوقراط ولا شك ان ذات الامر سوف يكون مع العبادي اذا ما فاتح الاطراف الاخرى بضرورة التغيير نحو حكومة خبراء (تكنوقراط) .السيد العبادي اليوم في وضع لا يحسد عليه وعلينا ان لا ننظر اليه على انه يمتلك عصا نبي الله موسى التي ستطيح برؤوس سحرة ما بعد التغيير دفعة واحدة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة