الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين استبدَّ بكَ الوهنُ

صبري هاشم

2015 / 8 / 28
الادب والفن


حين استبدَّ بكَ الوهنُ
***
لم يَبْقَ مِن ظِلالِكَ سوى رَفّةِ جُنحِ هَزَارٍ
به استبدَّ الظمأُ
كلّما سَعَى نَحْوَ الغديرِ راحَ الماءُ يبتعدُ
يا حَيْرَةَ الغريبِ بكَ
حينَ بهِ تُطوّحُ الدُّنى
ويا حَيْرةَ الدُّنى حينَ عن وجهِ الغريبِ
تُشيحُ الوجوهُ وتوحشُ الطُّرقُ
**
خُذْ مَعَكَ حفنةً مِن تُربةِ وطنٍ بِكَ أقامَ وما سَكَنْتَهُ
ثمّ اُعْبُرْ بها ستّ قاراتٍ
وهنالك
هُنالكَ حيثُ تَطردُ الوحشةُ ما تَبَقّى
مِن رائحةِ الأَمْكِنةِ
هُنالكَ اُنثرْها على وجهِ الفراغِ
وفوقَ ندى زاويةٍ مِنها أقِمْ مثلَ نَخلةٍ تحرسُ الذّاكرةَ
خُذْ مَعَكَ آخرَ مشهدٍ
لوطنٍ يتشظّى كوجهِكَ في صمتِ المَرايا

**

وأنتَ سربٌ مِن غيومٍ مُهاجرةٍ
تارةً في تَشْكِيلِهِ الأفراسُ تَصْهلُ
والحيتانُ تنتجعُ
وتارةً تُطاردُ الرِّيحَ ومِنْكَ الرِّيحُ تَرْتَعِبُ
يا مَن أتيتَ خَيَالاً لَمْ يَخطرْ ببالِ عاشقةٍ
تَرجّلْ
هُنا الضّياعُ
وهُنا على ظهرِ السّفينِ يَجْهَشُ السَّفرُ

**

" ..... وأنتَ سوسنةُ القلبِ التي ما انبثقتْ لطيفِ عابرٍ
حتى أَتاها حاملُ الأنداء وهو حالمُ ..... "
" ..... فكُنْ عَذِباً كأريجِ وردةِ الليلِ
أو مثلَ جُنحِ فراشةٍ أنتَ مِنهُ أشفُّ
ومِنْ رَفّتِهِ أوهَنُ
ومِنْ كُحْلِهِ أرقُّ ..... "
**
لَمْ يَبْقَ في أكؤسِ الأشواقِ سوى ارْتِعاشةِ دمعةٍ
تَفَجّرتْ
وزادَ عليها الحزنُ قليلاً مِن خِضَابِهِ
تَناهتْ أنيناً
وتَدفّقَ وجدُها
كأنَّ السِّحْرَ بالكأسِ يَرشِفُهُ الدَّمعُ
وأنتَ قميصُ بَحّارٍ
طواهُ الموجُ
و غَدَرَ بِصَاحبِهِ البحرُ
وأنتَ قطرةٌ بجبينِ الرِّيحِ تَعلّقتْ
إنْ لَفَظـَتْها الرِّيحُ
زادَ هياجُها وبأنحائِنا باتتْ تطلُّ

**

" ..... لا يَعْرفُ قيمةَ الأوطانِ إلاّ مَنْ أضاعَها..... "
" ..... هي القوافلُ تَنْخَزعُ عنّا وتَبْتَعِدُ .... "
" ..... ونسألُها : إلى أينَ الرَّحيل بأطيافِ الأحبةِ ؟....."
" ..... تُجيبُ : هيَ الآفاقُ تَدْعونا ونَرتَحِلُ ....."
" ..... وهو الهيامُ لجُنحِ الطَّيرِ يَنْشَدُّ ونَغْتَربُ ..... "
**
وأنتَ ضَجيجُ العابراتِ نحو تُخومِنا
بكَ تَحْتَفي المآتي لحظةَ طَلّةٍ
وتَنْهَدُ على ضفافِ الطّريقِ مِنها زنابقُ
فاحترسْ حين تَلْتَمِس بواديكَ صيحةَ عاشقٍ
واشرقْ بوجدِكَ
حين تَنْحَبس بصدرِكَ الأشواقُ

**

لَمْ يبقَ في مَحطّاتي
سوى صوتِ أنينِ قطاراتٍ
ورائحةٍ لأسفارٍ تَخَفّفتْ مِن شجونِها
لم يبقَ سوى ظلالِ وجوهٍ
تَجَمّدتْ في الهواءِ
لم يبقَ سوى صوتِكَ
يتعثّرُ في المتاهةِ
لَمْ يبقَ
لَمْ يبقَ مِنكَ سوى خيطِ ذاكرةٍ
يلتفُّ على عُنقي ويُنْهيني

24 ـ 8 ـ 2015 برلين
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من


.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري




.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب


.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس




.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد