الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأزمة الدولية و العربية والتأزم الفلسطيني !!!

منصور أحمد ابو كريم

2015 / 8 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


تعاني الأراضي الفلسطينية والنظام السياسي الفلسطيني بكل مكوناته الحزبية والفصائلية ، وبكل مؤسساته السياسية والتشريعية والقضائية من حالة تأزم شديدة ومعقدة خلال هذه الفترة المصيرية من تاريخ الشعب الفلسطيني و نضاله الطويل ، نظراً لتداخل مجموعة من الأسباب العوامل الداخلية والخارجية التي أصبحت تلقي بظلالها على الحالة الفلسطينية منذ سنوات , نظراً لفشل خيار التسوية والمقاومة في الوصول إلي أهداف الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .
إلا أن الأزمة الفلسطينية المستعصية على الحل ، هي بكل تأكيد جزء من الأزمة العربية والدولية الأشمل والأكبر، فالأزمة الفلسطينية وحالة التشتت والضياع التي وصلت لها القضية الفلسطينية بعد انسداد الأفق السياسي من جانب وتعدد الحروب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة من جانب آخر ، وتعمق حالة الانقسام الفلسطيني هي بكل تأكيد ابن شرعي للازمة الدولية والعربية التي يعاني منها المجتمع الدولي والنظام السياسي العربي علي حد السواء .
فالنظام السياسي العربي أصبح يعاني منذ سنوات ليست بقليلة من أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية كأحد مخلفات حقبة الاستعمار الأجنبي للمنطقة العربية ،الذي ترك البلاد العربية في حالة من الجهل والفقر والتخلف بعد ما قام باستنزاف موارد وخيرات هذه البلاد لصالح مواطنيه .
وهذه الأزمة العربية التي قد ظهرت بشكل واضح وجلي خلال الفترة الأخيرة التي أعقبت ما يسمي (بالربيع العربي ) والتي أطاحت بعدد من الأزمة العربية وتركت الوطن العربي في حالة من الفوضى السياسية والأمنية والاقتصادية نتيجة لتداخل مجموعة من العوامل والأسباب التي أصبحت معلومة للجميع ، والتي يحاول استغلالها بعض الأنظمة الدولية والإقليمية لضمان تنفيذ مشاريعها في المنطقة بهدف ضمان استمرار سيطرتها وهيمنتها على موارد وخيرات هذه المنطقة على المدى القريب والبعيد .
وعند النظر إلي الحالة العربية وتشخيصها نجد أن الإقليم العربي والنظام السياسي العربي بشقه الرسمي والشعبي يشهد حالة من عدم الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي ، فالأزمة السياسية في اليمن على أشدها بعد ما أصبح اليمن يعيش في حالة فوضي عارمة ، بعد محاولات جماعة الحوثي السيطرة علي اليمن في إطار التمدد الإيراني بالمنطقة , وهناك الأزمة الليبية وسيطرة الجماعات الإسلامية على المدن والمحافظات في ليبيا , التي أصبحت تشكل خطراً وتهديداً للأمن والاستقرار في ليبيا والدول والمجاورة , خصوصاً بعد إعلانها الانضمام لتنظيم داعش ،
بالإضافة إلي الأزمة السورية أم الأزمات , التي أصبحت تشكل تهديداً علي الدولة السورية والجغرافيا السياسية السورية بعد تقسيم الوطن السوري بين (النظام السوري والمعارضة ), والتي أصبحت توثر بشكل كبير على اللاجئين الفلسطينيين بسوريا ، الإضافة إلي الأحداث الأمنية السياسية التي تشهدها مصر بعد عزل الرئيس مرسي وسقوط الإخوان في سيناء والقاهرة والتي تؤثر بشكل كبير علي والاستقرار في المنطقة .
والحالة الفلسطينية ليست بعيدة عن الأزمة الدولية ، التي أصبح النظام الدولي يعاني منها خلال الفترة الأخيرة ، فالوضع في فلسطين يتأثر ويؤثر في الوضع الدولي بالإيجاب والسلب على حد السواء ، فالنظام الدولي خلال الفترة الأخيرة يمر بمرحلة انتقالية بكل معني الكلمة .
لأنه النظام الدولي في الوقت الراهن ينتقل من نظام أحادي القطبية تحت سيطرة ونفوذ الولايات المتحدة الأمريكية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وسقوط الكتلة الاشتراكية وانتهاء الحرب البادرة ، إلي نظام متعدد الأقطاب ، بعد ظهور تحالفات اقتصادية وسياسية جديدة (مجموعة البريكس) ، مما ساهم في بروز مجموعة من الأزمات السياسية والاقتصادية نتيجة عودة مظاهر الحرب البادرة من جديد ، فكانت الأزمة الأوكرانية تعبير جدي عن مدي التغير في النظام الدولي ، خصوصاً في ظل تراجع دور الولايات المتحدة الأمريكية وفشلها في التصدي لخطر الإرهاب والجماعات الإرهابية ، مما شجع بعض الدول على التمرد على النفوذ الأمريكي في المنطقة .
لذلك فان حالة التأزم في الساحة الفلسطينية هي جزء من الأزمة الدولية والعربية التي تؤثر وتتأثر بها القضية الفلسطينية , لأن أحداث فلسطين ورغم صغر مساحتها الجغرافية، لها صداها في العواصم الإقليمية بل والعالمية وعلى رأسها العواصم الغربية والإدارة الأمريكية.

لذلك فأن الأزمة التي يعاني منها المجتمع الدولي والنظام العربي الرسمي والشعبي , التي أصبحت تلقي بظلالها على القضية الفلسطينية وتساهم إلي حدا كبير في إطالة عمر الأزمة الفلسطينية مسئولة مسؤولية مباشرة عن تأزم الوضع في الحالة الفلسطينية على المنظور القريب البعيد رغم كل خطايا والفلسطينيين بحق أنفسهم , فالنظام الدولي الذي يقف متفرجاً علي جمود عملية السلام والإجراءات الإسرائيلية المنافية لمبادئ عملية التسوية و قرارات الشرعية الدولية , مسئول مسؤولية مباشرة عن حالة التأزم في الساحة الفلسطينية بعدم قيامه بما يتوجب عليه من إجراءات لدفع عملية السلام إجبار إسرائيل على وقف الاستيطان وهدم المنازل وتهويد القدس ,بهدف الخروج من عنق الزجاجة ، والنظام السياسي العربي الذي يقف مكتوفي الأيدي أمام حالة الانقسام والتشتت في الساحة الفلسطينية هو أيضا مسئول مسؤولية مباشرة عن حالة التأزم والتشتت في الساحة الفلسطينية بعدم قيامه بما يتوجب عليه عربياً من اجل تذليل العقبات أمام انجاز المصالحة الفلسطينية وتوحيد الصف الوطني الفلسطيني .
لذلك يتوجب على المجتمع الدولي والنظام السياسي العربي العمل بكل جهد لمساعدة الشعب الفلسطيني على تجاوز المأزق الذي وصلت إليه الأوضاع سواء في قطاع غزة أو بالضفة الغربية قبل فوات الأوان
بقلم /منصور أبو كريم
باحث في الشؤون السياسية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء سجن المحامية التونسية سنية الدهماني؟ | هاشتاغات مع


.. ا?كثر شيء تحبه بيسان إسماعيل في خطيبها محمود ماهر ????




.. غزة : هل توترت العلاقة بين مصر وإسرائيل ؟ • فرانس 24 / FRANC


.. الأسلحةُ الأميركية إلى إسرائيل.. تَخبّطٌ في العلن ودعمٌ مؤكد




.. غزة.. ماذا بعد؟ | معارك ومواجهات ضارية تخوضها المقاومة ضد قو