الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبناء الصمت في حكومة نتينياهو

سارة شريف

2015 / 8 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


باحثة في الشئون الإسرائيلية
قبل أشهر قليلة، في منتصف مارس الماضي، وقت الأنتخابات الإسرائيلية، سمعنا أصوات اليسار الإسرائيلي المدوية، والتصريحات النارية للمعسكر الصهيوني، خيل للمتفائلين أن سعادة ما تلوح في الأفق، وعندما فاز نتينياهو؛ وعد اليسار الإسرائيلي أن يصبح معارضة قوية يقف أمام طغيان " بيبي " ويفتح الباب المغلق بين إسرائيل والفلسطينيين، ويوقف الاستيطان، ويحمي القدس والمسجد الأقصى واشياء كثيرة من التي تراوضنا في الأحلام .اليوم وبعد مرور أشهر، لاشيء تغير، ولا سعادة تلوح في الأفق، فالأمور كما كانت بل تزداد سوءا، فإسرائيل تركب قطار التطرف وتسير به بسرعة جنونية نحو الهاوية .
الحقيقة أن نتينياهو خدعهم جميعا، خدع اليسار فهو من أعطى له أعواد الثقاب ووقف ليشاهدهم وهم يحرقون أنفسهم بتصريحاتهم الوهمية .
موشيه كحلون رئيس حزب كلنا، والذي قدم نفسه قبل الإنتخابات أنه يمين عقلاني في الوسط، وأعتبر نفسه ليكودي مع وقف التنفيذ أي ليكودي على طريقة مناحم بيجن الذي كانت له مواقف معتدلة - فهو رئيس الوزراء الذي اسنحب من سيناء ودافع عن الأقلية العربية- وعلى أثره وعد كحلون في برنامجه الانتخابي أن يعمل التسوية مع الفلسطينيين على أساس حل الدولتين، وأكد على وقف البناء في المستوطنات، اليوم كحلون هو عضو في الكابينت " الإجتماع الوزراء المصغر" الذي يحرك البناء في المستوطنات ويوأف غالنت " العضو الثاني في قائمة حزب كلنا " هو وزير البناء الذي ينفذ قرارات نتينياهو بالبناء .
ليس فقط كحلون الذي صمت، بل أيضا المعسكر الصهيوني وحزب يوجد مستقبل ليائيرلابيد الذين كانوا يهتفوا بحل الدولتين لم نعد نسمع أصواتهم الآن .

نتنياهو اليميني يميل أكثر وأكثر إلى اليمين، يرضي المتطرفين بكل ما أوتي من قوة، ويشاركه التطرف وزير التربية والتعليم نفتالي بينيت الذي لا يشغله سوى المستوطنات، والأحزاب الحريدية أوفت بوعودها للمتدينين، اليسار الإسرائيلي فقط هو من خان ناخبيه!
فحال حكومة إسرائيل الآن يتفق تماما مع قول العالم الديني اليهودي يشعياهو "وزراؤك سارقون، يحبون الرشوة والمال، وإذا كان بيننا زعيم فليظهر فورا، وإن لم يكن فلينزل هنا القليل من الأمطارعلى الأقل".
بإمكان هذا الخراب الذي يدب في حكومة إسرائيل أن يسبب الإسترخاء للفلسطينيين فهم الآن ليسوا بحاجة لحماس، فإسرائيل تقضي على نفسها بنفسها، اليهود الآن يقومون بالمهمة على أكمل وجه، فالحكومة تخذل جمهورها، واليسار يفقد قوته، والشعب يزداد غضبا من الوعود التي لاتنفذ، ونتينياهو يعبث بعلاقته مع دعامته الإستراتيجية الولايات المتحدة وأوروبا توجه لها الانتقادات بشكل شبه يومي، حتى إيران وصلت للاتفاق الذي سينعش اقتصادها رغم أنف نتينياهو.الذي لا يكف عن الصراخ من تهديدات حماس وإيران وحزب الله وداعش رغم أنه وحده من يشعر بهذا التهديد، فهو منذ سنوات طويلة وقبل أن يصبح رئيس وزراء كان لا يخلع سترته الواقية ولا يخرج دون حراسة ! فيذكر إنه يوما كان في مهرجان " ليكودس " الخاص بحزب الليكود سأل الجمهور هل يوجد هنا أي شخص غير ليكودي فأجابوا لا فقال : " أشكر الرب " وخلع سترته الواقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط