الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي حول أجراء مهزلة -الاستفتاء

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

2005 / 10 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


جرت منذ صبيحة امس الاول 15 تشرين الاول تلك المهزلة المسماة بـ" الاستفتاء على الدستور". انه يوم مهم لامريكا والاحزاب والتيارات السياسية القومية والدينية والطائفية والعشائرية السائرة في ركبها. انه اليوم الذي يبغون الحصول على قانونية كاذبة ومزيفة من اجل امرار مشاريعهم ومخططاتهم المعادية للجماهير. ليس هدف الانتخابات هو اقرار المجتمع على مصيره السياسي المقبل. انه سلب هذا الحق من المجتمع. ان ماجرى ليس استفتاء بل هو عملية سافرة من الضحك على ذقون المجتمع وذر الرماد في عيونه من اجل اهداف لاتمت بادنى صلة بالغايات والمطامح المشروعة والعادلة للجماهير.
ان هدف هذه العملية هو اضفاء قانونية على عملية ووضع يفتقدان الى أي مسحة قانونية. انه سعي من اجل اضفاء صبغة قانونية على مجمل مسلسل الحرب، الاحتلال، اقامة السلطات والهيئات الحاكمة دون أي تدخل واعي وحر للجماهير. انها عملية للتغطية على المشاكل و المعضلات الواقعية والاساسية للمجتمع والقفز عليها: مشكلة الاحتلال وضرورة انهائه الفوري، ارهاب جماعات وزمر الاسلام السياسي، الانفلات الامني، استهتار المليشيات الاسلامية بحياة الجماهير، التطاول على الحقوق والحريات وبالاخص حقوق المرأة، البطالة وانعدام الضمانات الاجتماعية والخ.
لا "الدستور" ولا "الاستفتاء" عليه هو هم الاغلبية الساحقة من المجتمع. انها حلقة من مسلسل ليس للجماهير ادنى دور في صياغته. ان الدستور يجيب على الحاجات والمتطلبات السياسية لامريكا الساعية لامرار مخططات الهيمنة والغطرسة على العالم من جهة وتلك الاحزاب والتيارات السياسية الرجعية والمعادية للجماهير من اجل نيل وتحقيق مكانة في السلطة السياسية والحياة السياسية للمجتمع.
انه دستور رجعي لابعد الحدود. انه ردة كبيرة للوراء فيما يتعلق بالحياة السياسية والاجتماعية للمجتمع في العراق. انه مسعى لاعادة المجتمع عقود وعقود للوراء. انه طعنة موجهة لمدنية المجتمع، لعلمانيته، لحقوق نسائه ولسائر الحريات والحقوق التي فرضها المجتمع، واولها تحررية ودعاة المساواة فيه، طيلة عقود من نضال بطولي ضد الهيئات الحاكمة المختلفة. انه اعادة احط القيم القومية، الدينية، الطائفية والبطريركية في المجتمع. انه ضربة قاصمة للاماني والامال العادلة لكل الساعين نحو عالم افضل.
ان سير عملية الانتخابات ومفرداتها ذاتها تغط وبشكل تام باحط مايمكن من التجاوزات والخروقات الصلفة. ان اعمال التزييف، ممارسة الضغط المادي والمعنوي على "المنتخبين"، اعمال التزوير منقطعة النظير، الاشراف على صناديق الاقتراع من قبل التيارات الحاكمة ذاتها والداعية للدستور فقط، نقل الالاف من مدن كردستان الى مدن الموصل وكركوك بغرض المشاركة في الاستفتاء وحسمها لصالح فرض "نعم" كاذبة، فرض اجواء من التخويف وبالاخص في تلك المناطق التي يتوقع ان تصوت بـ"لا" وغيرها من ممارسات هي غيض من فيض الخروقات التي جرت في هذا اليوم.
ان مئات الالاف ان لم يكن بالملايين قد صوتوا على دستور لم يقرأوه!!! لم يفسح لاي احد معارض للاستفتاء وبنوده ان ينال ادنى فرصة للتعبير عن رأيه، ناهيك عن الدعاية لارائه. تحولت وسائل الاعلام المأجورة الى ببغاء لفرض "نعم" على الجماهير. تكفي واحدة فقط من هذا الخروقات في أي "استفتاء" في بلد يمتلك ادنى حدود النزاهة والحقانية الى الغائها والطعن في قانونيتها.
انهم لا يهدفوا الى اجراء مسخ اسمه "استفتاء"، انهم يهدفوا الى امرار هذا المسخ باي ثمن كان. ليس لارادة الجماهير ادنى مكان عند تلك الاحزاب الاسلامية و القومية، انهم اعجز من ان يحترموا حتى القوانين التي خطّوها بايديهم، فما بالك باحترام حق الجماهير!!
ان الاستفتاء وبغض النظر عن نتائجه لا يتمتع باي قانونية من قبلنا ويجب ازاحته وانهاء هذه المهزلة فوراً.

17 تشرين الاول 2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أبرز المرشحين الديمقراطيين لخوض انتخابات الرئاسة في حال انسح


.. مسعود بارزاني في زيارة لبغداد لحل الخلافية بين الحكومة وإقلي




.. مراسل الجزيرة يرصد أبرز ما ورد في مكالمة الرئيس الأمريكي باي


.. مصطفى البرغوثي: نتنياهو يريد استمرار الحرب وجعل غزة مثل الضف




.. العلاقات البريطانية الأوروبية حاضرة بقوة في برامج انتخابات م