الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماسي العراق في خدمة الجميع

عبدالجبار نجم

2015 / 8 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


لم يزل العراق يمثل الورقة الرابحة التي من الممكن ان تستخمدها اية دولة اقليمية او غير اقليمية لتحسين وضعها الاقتصادي والمباشرة بمشاريع عملاقة لتكوين بنى تحتية جيدة , توافق ذلك مع بروتوكولات التعاون الموقعة مع الحكومات العراقية المتعاقبة ام لم يتوافق قبلنا به ام لم نقبل , فالمصالح الدولية لا تتعامل بالاسس الاخلاقية العليا المتعارف عليها الاللاستهلاك الاعلامي المحض او لمارب وغايات دنيئة غلفت بغلاف الاخلاق والمشاعر الانسانية الجوفاء .
ولكي يكون طرحنا اكثرعلمية سنستذكر بعض الحالات التي تعكزت في تكوين وتدعيم عملية نهوضها الاقتصادي على ماسينا المتلاحقة:
1- كانت للحرب العراقية الايرانية دورها البارز والفاعل في سبيل تطور الاقتصاد الاردني بشكل متسارع وحيوي وذلك من خلال استغلال المملكة لميناء العقبة غير الفعال واعادة الحياة له في تدعيم المجهود العسكري العراقي ونقل الاسلحة والمعدات العسكرية والاعتدة الى القواة المسلحة العراقية كما ساهم بنقل باقي البضائع المدنية وكل ما يحتاجه العراق وكان لهذا الميناء حصة الاسد بهذه العملية مقارنة مع باقي الموانئ العربية القريبة , واخذت تتناما وتتعاظم اهمية هذا الميناء مع ضغط الحصار المفروض على العراق حتى سمي برئة العراق من جانبها كانت الحكومات الاردنية تضغط على العراق مع كل ازمة تلاحقها في سبيل نيل مكاسب اكبر من العراق الجريح والذي لا يملك اي خيارسوى الموافقة او التفاوض لتقليل سقف المطالب . كما لعب الاستثمار العراقي دور بارز في التنمية الاقتصادية الاردنية.
2- لعبت حكومة حافظ الاسد دورا كبيرا ضد نظام صدام حسين وحاولت ان تدعم ايران فيحربها ضد عدوها التقليدي جناح حزب البعث في العراق وكادت ان توفق بذلك لولا رصانة الوضع الداخلي العراقي وحاجة دول الخليج لبقاء نظام صدام في السلطة وتقديمها الدعم له ان ذاك , ولكن حال المصالح تبدل بالكامل ورميت الشعارات التي يرفعها النظامان في المزابل لقاء ان تساهم سوريا في فتح قنوات الاستيراد للبضائع الى العراق وكانت اولى تلك الشحنات جميع خردوات سوريا و(ستوكات)مصانعها وبعدها فتحت مصانع حلب وغيرها من المناطق الصناعية للعراق فتنفس الاقتصاد السوري المتهالك الصعداء وعادت له الحياة , كما كانت السنين الثمان الاولى اعقبت سقوط بغداد سنوات خير وعطاء للاقتصاد السوري حيث هروب رؤوس الاموال العراقية وهجرة اغلب العراقيين اليها محملين بما استطاعوا من اموال او خبرات او ما كان يحول لهم من الوطن.
3-استثمرت ايران الحصار الاقتصادي المفروض على العراق استثمارا كبيرا بطرق شتى مشروعة وغير مشروعة وقد تكون محقة بذلك فهي الدولة التي خاضت حرب السنوات الثمان مع العراق وصاحبة الخلاف الايدلوجي الكبيرمع نظامه القائم في حينها . كما وضعت كل ثقلها في سبيل تدميرواستنزاف موارد العراق بعد سقوط بغداد .كما تضاعفت صادراتها للعراق بشكل مخيف
4- لم تكن تركيا بعيدة عن هذه المائدة الدسمة التي تسيل لعاب كل جائع اوشبعان لها نتيجة سوء تدبير قيادات هذا البلد فقد اخذت على عاتقها ايواء الاف العراقيين وازاحة كل معوقات وجودهم داخل الاراضي التركية ومغازلة المكون السني العراقي وارسال اشارات اغراء لهم على انها الحضن الدافئ لهم في سبيل استقطاب رؤوس الاموال التي جنوها اثناء حكم النظام السابق او التحويلات المستمرة للمقيمين في تركيا من العراقيين والي تاتيهم من بقاع الارض المختلفة ودعم الامم المتحدة لهذا الجانب وقد تشترك اكثر من دولة اقليمية بهذه الفعالية.كما ان حجم صادرات تركيا من للعراق هو ثاني بعد ايران وقد يفوقها ببعض المواد, ولا تخفى الطفرات الاقتصادية التركية التي رافقت سنوات العراق الجدباء من سقوط بغداد الى يومنا هذا.
5-يستغرب الكثير من موجة النزوح التي يشهدها العراق هذه الايام ولكن المتامل للمشهد جيدا سوف لن يرى موجةجديدة للنزوح فاسباب النزوح قائمة منذ التسعينيات ولغاية الان وان اختلف (السبب والنوع ) ولكن المستجد هو سهولة الوصول الى الغرب الاوربي وهذا يعني ان اليونان قد وجدت ضالتها للخروج من ازمتها الاقتصادية عن طريق الورقة الرابحة (دوما) العراق وماسي العراق فبعد ان كانت لاتتفاعل بشكل ايجابي مع المهاجرين غير الشرعيين عبر اراضيها وتقوم بتسليمهم الى عدوها التاريخي تركيا لتعود الاخيرة فترحب بهم مستفيدة ما استطاعت منهم
ولم تعي اليونان فائدة هؤلاء لاقتصادها الا متاخر ومتاخر جدا ولما لم تكن تستطيع ان تبارك هذا العمل بشكل رسمي يبدو انها قامت بتسهيل هذا الامر عن طريق قنواة غير شرعية بغية الاستفادة من (بئر النفط العراقي) الذي انفتح بقوة على اثينا ليحي بحياء اقتصادها الذي لم يكن ينفع معه دواء المداوي كما يبدو ان اغلب دول اوربا الغربية قد اشاحت بوجهها عن هذه الاعمال حتى تتجنب الحرج مع اليونان الذي عليه ان يرتفع بمستواه الاقتصادي.
6- دول عديدة مصنعة ومصدرة للسلاح ودول اخرى موردة للاسلحة بشكل ثانوي ولباقي البضائع التي لا تلقى رواج الا وقت الازمات الكبرى قد كان لها حصة كبيرة من هذه الفريسة .
قد يختلف معي اخرون ويقولون ان بعض ما طرحته في مقالي هذا كان الحل الامثل في زمن الازمة وكان حقا لادارة الازمة ان تتخذ العلاج الاستثنائي للخروج من المحن وساتفق معه في هذا , ولكن اما كان وما يزال ان نفكر ببعد عال وفق ستراتيجيات بعيدة المدى تجنبنا الولوج في الدهاليز المظلمة والتفكير بالمنطق الوطني ونجعل نصب اعيننا كل ما يحتاجه الوطن في يومه وغده .
ان اغلب شعوب العالم تقتات على رمة العراق المتفسخة بسبب السياسات اللامسؤلة من قياداته غير الحصيفة وغير الوطنية والفاسدة ,
وان العراقيين اذا ما ارادوا ان يخرجوا من مستنقعهم هذا فعليهم ان يوجدوا مشروعهم العراقي الوطني الكبير المتكامل سياسيا واقتصادياواجتماعيا بمعزل عن كل التجاذبات الاقليمية والضغوطات الدولية بمشروع وطني كبير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقعات بتسليم واشنطن قنابل نوعية للجيش الإسرائيلي قريبا


.. غالانت: لا نسعى إلى الحرب مع حزب الله لكننا مستعدون لخوضها




.. حشود في مسيرة شعبية بصنعاء للمطالبة بدعم المقاومة الفلسطينية


.. فايز الدويري: الاحتلال فشل استخباراتيا على المستوى الاستراتي




.. ساري عرابي: رؤية سموتريتش هي نتاج مسار استيطاني طويل