الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف اتخذ الرئيس قراره ؟

كور متيوك انيار

2015 / 8 / 30
السياسة والعلاقات الدولية



[email protected]
لا احد يعلم ما دار في كواليس القصر الجمهوري ومكتب الرئيس منذ أن عاد من العاصمة الاثيوبية اديس ابابا ، وقتها لم يصرح للصحفيين عن ما يجول في خاطره من افكار ما بين قرارات صعبة ينتظره العالم والشعب ان يتخذه خلال خمسة عشر يوماً ، رغم صمت الرئيس غير أن هذا لم يمنع بعض الوزراء و اعضاء الوفد الحكومي من التعبير عن ما دار في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا من مفاوضات وحوارات وضغوطات دولية ، حتى أن احد الوزراء في تصريح صحفي قال أن الولايات المتحدة لا تستطيع فرض عقوبات على البلاد ، لكن على أي اساس وصل الوزير الى الجزم بان امريكا لا تستطيع فرض العقوبات ؟ لا احد يعلم .
حتى تلك اللحظات كانت الخلافات المتكررة بين وزير الاعلام و عضو وفد التفاوض مايكل مكوي وكبير وسطاء الايقاد يتردد في الاذهان حول طريقة إدارته للتفاوض ، وما يعتقد بأنها ضغوط غير عادلة تمارس على الوفد الحكومي ، والبعض ايضاً لم يخفي رغبة الحكومة العارمة في نقل المفاوضات من العاصمة الاثيوبية الى مكان اخر ، لكن ظلت مجرد رغبة صعبة التحقيق وكتبنا من قبل في احدى مقالاتنا أن المفاوضات لا يمكن ان تخرج بأكثر مما توصل اليه الوساطة حتى لو تم نقل مقر المفاوضات الى العاصمة الروسية موسكو و اصبح وزير خارجيتها سيرغي لافروف كبير المفاوضين .
الرئيس كان بحاجة لمعرفة وجهات نظر المسئولين في الدولة والسلاطين وغيرهم من اصحاب المصلحة حتى يساعده ذلك في اتخاذ القرار السليم ، و استباقاً لمشاورات الرئيس خرجت الحركة الشعبية لتدعوا لمسيرة مليونية للتأكيد على الرئيس بان الشعب ضد الاتفاق الذي سبق و وقع عليه زعيم التمرد د. رياك و الامين العام للحركة الشعبية باقان اموم ، لكن المسيرة المليونية تحولت الى مسيرة مئوية وهذا ربما اثارت شكوك الرئيس حول مدى وجود إجماع وطني وشعبي على رفض اتفاق السلام لذلك لم يكن غريباً ان الرئيس لم يحضر تلك الفعالية .
بعد سنتين من الحرب ازدادت معدلات الجريمة مع تدهور العملة الوطنية امام الدولار وبلغ مستويات خيالية لم يبلغه من قبل حتى عندما اوقفت الحكومة انتاج النفط لمدة عام اثر الخلافات مع السودان ، ولقد حير ذلك خبراء اقتصاديين دوليين حول كيف تمكن اقتصاد جنوب السودان من الصمود رغم الازمة الاقتصادية الحادة التي كانت تمر بها ؟ وكيف تمكن الجنيه من الصمود امام الدولار منذ الاستقلال حتى العام 2014م ما بين الثلاثة جنيهات للسعر الرسمي و الاربعة جنيهات في السوق الموازي ، لكن مع استمرار الحرب من دون انقطاع منذ ديسمبر 2013م حتى لحظة التوقيع على اتفاقية السلام إزدادت الاوضاع المعيشية سوءاً ، و لابد أن الرئيس قد نظر لتلك العوامل بعين الجدية عندما كان يفكر وحيداً في المكتب .
عوامل عديدة قد تكون ساهمت في اتخاذ القرار ومنها على سبيل المثال وليس الحصر :
1- استمرار تدهور العملة الوطنية امام الدولار ، وارتفاع تكاليف المعيشة .
2- المسيرة المليونية التي دعت عليها الحركة الشعبية .
3- ربما فقد الرئيس الثقة في الوفد المفاوض و من اداءهم .
4- فشل وزارة الخارجية في توفير الدعم الدولي اللازم لموقف الحكومة ، وهذا واضح من خلال وقوف كافة دول العالم حتى يوغندا مع الاتفاق .
5- وجود رغبة شعبية و إجماع وطني بضرورة التوصل الى سلام مهما كانت تكاليفها .
6- نصائح دول الاقليم خاصة يوغندا والسودان وكينيا .
7- وعود دول الاقليم بالوقوف مع الحكومة في فترات تنفيذ الاتفاق وخاصة يوغندا التي وقفت مع الحكومة لفترة طويلة منذ بدء الحرب .
8- ضغوطات المجتمع الدولي وخاصة مجلس الامن التي يمكن أن تجعل من رفض الرئيس والحكومة على التوقيع للاتفاق زريعة لاتخاذ مزيد من الإجراءات التي تراها مناسبة لحل الازمة والصراع و يمكن بدورها ان تعقد الازمة .
9- الإجماع الدولي و الاقليمي على الاتفاق .
مهما كانت الشكوك التي مازالت تلازم الكثيرين حول إمكانية صمود إتفاقية السلام غير أنها افضل الخيارات المتاحة والرئيس اتخذ القرار السليم ، وبدلاً من التمترس خلف المواقف السياسية و الاثنية على شعب جنوب السودان التمسك بالاتفاقية ومساعدة اطراف الاتفاقية في تنفيذها من اجل غد افضل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير