الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلنا مقاومة...ولكن !

طلال ابو شاويش

2015 / 8 / 30
الادب والفن




"كلنا مقاومة" ... هو الاسم الذي أطلقته الجبهة على دوراتها العسكرية ومخيماتها الكشفية لأطفال وشبان وزهرات وفتيات أعمارهم بعمر الحقبة العنيفة من تاريخ شعبنا وخصوصاً في قطاع غزة ... كبروا مع انتفاضة الأقصى التي لا يعلم أحد إن كانت قد انتهت أم لا حتى الآن!
وثلاثة حروب طاحنة شنها المحتل واستهدف كل معالم الحياة في قطاع غزة ، ورافق ذلك حصار خانق شل الحياة الطبيعية وحوّلها إلى جحيمٍ لا يطاق ، وانقلاب أسود وانقسام أعاد القضية الوطنية سنوات بعيدة إلى الوراء ...
التقى الآباء والأبناء شباباً وشابات ليحتفلوا بالتخرج على أرض السرايا وسط مدينة غزة وليؤكدوا على استمرار المقاومة وليبعثوا برسالة تحدٍ إلى المحتل بأن غزة لم تمت وبأن الآباء الأوفياء يسلمون الأمانة للأجيال اللاحقة وبأن المقاومة / الحياة هي الخيار الأوحد أمامهم ...
وما أن ازدانت صفحات الانترنت بصور الحفل حتى اشتعلت بالجدل الصاخب وبدا واضحاً أن هناك من يريد – متعمداً – أن يختزل كل ما يحيط بهذه المناسبة من معاني وطنية عميقة إلى مجرد " مناسبة ظهرت فيها حسناوات الجبهة متبرجات !!!"
ومع ليّ عنق الحقيقية بهذا الإختزال الأحمق تدفقت شلالات اللغة البذيئة من مراحيض العقول الظلامية بالتعليقات المتهكمة والاتهامات الحقيرة التي تمس بشرف تلك الفتيات ومن يقف خلفهن ... وهي بالمناسبة " ستامبات " و"مانشيتات" سمعناها منذ أوائل الثمانينات على الألسنة المدعية الكاذبة نفسها والتي بالكاد التحقت بقطار العمل الوطني اضطراراً وتعاظمت قوتها فيما بعد لأسباب كثيرة مشبوهة ومعروفة لدينا تماماً ...
وفي سياق هذه المعمعة / الهجمة التي قادها في الظاهر أفراد ، وفي أعماقها جماعات أبعث بالرسائل التالية:
- الرسالة الأولى إلى فدائية الجبهة الحسناء ... بنتي وبنت رفيقي ورفيقتي ... بنت الأسير والشهيد ... كنتِ الأجمل والأكثر تألقاً وإشراقاً ... ومن شعركِ المنطلق تطايرت نسور العزة والشرف والكبرياء ... فهذا الشعر الذي استثار ذوي العقول المريضة الكائنة أسفل البطون هو عنوان حرية وكرامة ، فيما شعر لحاهم هو عنوان التخلف والظلامية والذلة والمهانة ... انطلقي أكثر نحو آفاقٍ أرحب ... نثق بكِ وبالتربية الجبهوية التي تلقيت وبقدرتكِ على مواجهة أمواج التخلف السوداء بثقة وكبرياء !
أنتِ الجميلة العزيزة الثائرة ... أنتِ رفيقة ليلى خالد وشادية أبو غزالة وسناء محيدلي وتغريد البطمة ودلال المغربي وغيرهن من ماجدات وحرائر الثورة التي لحق هؤلاء الظلاميون بعرباتها الخلفية حديثاً !

- الرسالة الثانية ... إلى هؤلاء المنغمسين في تخلفهم وظلاميتهم حتى حواف أرواحهم ... عودوا لقراءة التاريخ من جديد ... فمن لا يجيد قراءة التاريخ ستعمى بصيرته عن قراءة الحاضر والمستقبل ... تأملوا ما حولكم وشاهدوا كيف تلفظكم حتى الناس والبلاد و حجارة الشوارع ... تلفظكم الأرصفة والطرقات والميادين... حاولوا أن تفتحوا بصركم وبصيرتكم على حجم الفشل الذي حققتموه بجدارة ... ولا تظلوا متسترين برداء المقاومة ... وإن كنتم تقاومون وتحققون بعض الانتصارات الصغيرة ، فأنتم في نفس الوقت تهينون وتمتهنون كرامة شعبٍ بأكمله ... تنحدرون نحو الفاشية بسرعة رهيبة ... لا تغتروا بفائض القوة لديكم ، فالأحزاب والحركات والتنظيمات تندثر كما يندثر البشر وتموت إذا انحرفت عن مساراتها ... وقد انحرفتم بمسيرة شعبنا كما فعل غيركم من قبل وامسيتم عبيد حقيبة المال في قطر وتركيا وإيران ويسيل لعابكم الآن على حقيبة آل صهيون في السعودية ... نحن الآن في أسوأ مراحل تاريخ ثورتنا وقضيتنا بسبب خياراتكم الفاشلة وإبقاءنا أسرى أجندات إقليمية تتنقلون بينها كالجنادب ... لا تحاولوا المساس بشركائكم في المواجهة إن كنتم حقاً صادقين في مشروع الكفاح ضد المحتل ... ولتدركوا جيداً أن المقاومة ليس لها جلال الآلهة ... وليس لها قداسة مطلقة ... فكثيرٌ من الدكتاتوريات التي سقطت أو التي ستسقط لاحقاً كانت في بداياتها حركات مقاومة !!!
وبين التفاف الشعوب حول المقاومة وانفضاضها عنها سلسلة من مسلكيات أبناء المقاومة وقادتها ...
احذروا فأنتم في المسار الذي سيطرد الناس ويفضها عن مشروع المقاومة ... فحكمكم وبرامجكم باتت طاردة للناس ومتناقضة تماماً مع مشروع المقاومة الطاهر النظيف !!
أخرسوا ألسنة زعرانكم وكفوا نباح كلابكم عن المساس بحرائر شعبنا ونسائه الماجدات !

- الرسالة الثالثة ...
إلى الرفاق في قيادة الجبهة ... أبارك جهودكم وإصراركم على التمسك ببرنامج المقاومة رغم كل الظروف المعقدة التي أوقعنا الانقسام الأسود في مستنقعها ... ولكني ومن خلال متابعتي بالأمس لقضية الفتيات أؤكد لكم أن بين صفوفكم من لا يمتلك الحد الأدنى من مقومات الفكر الجبهوي التقدمي ... نعم هناك رفاق بحاجة إلى إعادة ترميم لعقولهم وتصليب لمواقفهم ... رفاق اسماً ودراويش قولاً وفعلاً ... هؤلاء يجب إعادة النظر في عضوياتهم ومواقعهم ... وأستغرب كيف استطاع لهؤلاء الرفاق (المتخلفين فكرياً) أن يكونوا في مواقع قيادية مناطقية متقدمة !!!
فهويتهم مشوهة وأدمغتهم ثقيلة وتترنح لما تحمله من رواسب الفكر الرجعي المتخلف ... هم في المواقع القيادية المناطقية وفي الجمعيات والمؤسسات التابعة للحزب والمعروفة بهويتها اليسارية التقدمية ...
ولكوادر الجشــــــ أقول : عليكم ألا تنفصموا عن قناعاتكم فلا لوم على درويش تطاول أمس على فتياتنا إن وجدت زوجة كادر حزبي تصلي العشاء خلف هذا الدرويش !
لا لوم على خطيب مسجد يتشدق ب(الخراء) ما دام أمامه كوادر حزبية تنصت إليه ببلاهة يوم الجمعة المبارك !!!
لا لوم على إعلامي إخواني يزاود على مشهد الأمس ما دام بعض كوادر الحزب يفرضون النقاب أو الحجاب على زوجاتهم وبناتهم !!!
لقد قدمتم بالأمس مشهداً رائعاً لغزة الجميلة ... غزة التي تأبى الأخونة ... وتصر على تقديم نفسها كمدينة حضارية غنية بكل عناصر وديناميات الحرية والتقدم !!!
فابنوا على هذا الأساس وانطلقوا إلى الأمام دون خشية من طرح الفكرة بكل وضوح وبلا مواربة ... انطلقوا أماماً فأنتم اليسار الثوري التقدمي الذي وجد ليسير ويتبعه الآخرون !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا