الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب يريد التغيير...والمرجعية تريد التغرير.

احمد محمد الدراجي

2015 / 8 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


ي قراءة سريعة وبنظرة موضوعية لكيفية تعاطي مرجعية السيستاني مع التظاهرات الجارية في العراق نجد أنها تنتهج أسلوب ذر الرماد على العيون والتخدير والتسويف، وهي طريقة قد تختلف من حيث الأسلوب عن موقفها السابق من التظاهرات التي كادت أن تطيح برأس الفساد وزمر الفاسدين لو لا فتواها التي حرمتها وأجهضتها تحت شماعات يعرفها الجميع، وبالرغم من الاختلاف في الأسلوب بين الماضي والحاضر، إلا أن الهدف واحد وهو إجهاض التظاهرات والإبقاء على المفسدين، والسبب في ذلك الاختلاف هو لأن تلك الشماعات بان زيفها وكذبها فما عادت تنطلي على الشعب يضاف إلى ذلك إن هذه التظاهرات فجرتها معاناة كل المراحل السابقة، وامتازت بالقوة والجرأة حتى أنها وصلت إلى أبواب دار المرجعية فأقلقتها وأربكتها وأيقظتها من سباتها، فسارعت إلى امتصاص غضب الجماهير من خلال خطابها الأول الذي دعت فيه العبادي إلى الضرب بيد من حديد، مع تسخير إعلامها والإعلام المأجور الانتهازي للترويج لها وتزويق صورتها وموقفها وإقحامها وصناعة دور فضائي لها في تحقيق التغيير الجزئي الذي حصل (لتسرق بذلك تضحيات وجهود المتظاهرين)، وذلك الخطاب وان كان ظاهره أنيق لمن لازال يعيش حالة السكر والتخدير بفعل أفيون المرجعية إلا انه مجرد سراب يحسبه الظمآن ماءً، لأسباب أهمها عدم توفر اليد الحديدية التي يضرب بها العبادي، هذا لو سلمنا وجود الإرادة الجدية الحازمة للضرب.
وبعدها بدأ خطاب المرجعية يتغير بصورة تدريجية خفية نوعا ما لتدس السم بصورة العسل، فراحت تتحدث عن إعطاء فرصة للفاسدين لإثبات حسن نيتهم في الإصلاح المُدَّعى، وأعقبتها بوجوب إعطاء وقت للفاسدين لتنفيذ ما يسمى بالإصلاحات،ومن المفارقة الغريبة العجيبة (ولا عجب من المرجعية)، إن خطاباتها هذه تصدر في وقت لم يلمس فيه الشعب المنتفض أي بوادر إصلاح حقيقية، ناهيك عن عدم محاكمة أي فاسد أو استدعائه أو منعه من السفر.
وتواصل المرجعية خطاباتها التخديرية لتبلغ ذروتها في الالتفاف على مطالب الشعب التي تتمثل بمحاكمة فورية للمفسدين، وضرورة التغيير وحلّ البرلمان وتشكيل حكومة مدنية وغيرها، حينما طلبت في خطبة الجمعة 28/8/2015 ، من الفاسدين تفهم أحقية مطالب المتظاهرين والقيام بخطوات أساسية تعيد ثقة الشعب بهم وتولد الاطمئنان عنده!!!!، والمضحك المبكي أنها في نفس هذا الخطاب تعلل عدم ثقة الشعب بالمفسدين بأنه جربهم لأكثر من مرة فلم يجد إلا نقض للعهود وخلف للوعود، التي أطلقها نفس الفاسدون لتهدئة المشاعر وتسكين الآلام بصورة مؤقتة، وهنا تقر المرجعية وتعترف بأنهم منافقون حد النخاع وبامتياز وانتهازيون مستخفون بمعاناة الشعب ويرقصون على جراحاته، وقد جُرِّبوا مرارً وتكرارً فلم يزدادوا إلا فشلا وفسادا وطغيانا، ومع ذلك تطلب منهم تفهم مطالب المتظاهرين وتريد الإبقاء عليهم، وتطلب من الشعب المسحوق إعطائهم فرصة إثبات حسن النية ووقت لتنفيذ الإصلاحات المزعومة،وبنفس الوقت لم تتطرق أبدا في خطبتها عن الاعتداءات التي تعرض لها المعتصمون في بابل والبصرة...!!!!!!!!.
خلاصة الكلام إن الطريقة التي تتعاطى بها المرجعية مع التظاهرات العارمة هي التخدير والتغرير والإبقاء على المفسدين وربما تحصل بعض التغيرات السطحية التي لا تروى من ظمأ ولا تغني ولا تسمن، وعلى المتظاهرين أن يعوا هذه الحقيقة التي لا يرقى إليها الشك، وان يواصلوا المسير نحو التغيير الحقيقي الجذري وتشكيل حكومة مدنية عادلة منصفة ينعم بها الجميع، وإياهم إياهم التراجع، فان ذلك يعني الهلاك لا سامح الله، كما قال رفيقهم المتظاهر والناشط الصرخي الحسني الموسوم: "من الحكم الديني(اللا ديني)..الى..الحكم المَدَني": (( 10- أعزائي منكم نتعلم وبكم نقتدي أيها المتظاهرون المصلحون هذه نصيحتي لكم فاعْقُلوها ولا تضيّعوا جهودكم وجهودَ مَن سمِع لكم وخرج معكم وايَّدكم ودعا لكم واهتم لخروجكم وآزركم فلا تخذلوهم ولا تخيبوا آمالهم لا تتخلوا عن العراق الجريح وشعبه المظلوم ،ايّاكم اِياكم لان التراجع يعني الخسران والضياع وان القادم أسوأ وأسوأ فالحذر الحذر الحذر
ولا ننسى أبدا هتافات أفواه وضمير وقلوب الجماهير المظلومة المسحوقة {{ باسم الدين.. باگونة الحرامية}}،،)).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات الرئاسية الإيرانية: مراكز الاقتراع تفتح أبوابها و


.. مناظرة رئاسية اقتصرت على الهجوم المتبادل




.. تباين كبير بين ردود فعل مؤيدي بايدن وترامب


.. استطلاع يرجح أن دونالد ترامب هو الفائز في المناظرة الأولى




.. صدمة في أوساط الحزب الديمقراطي من أداء بايدن في المناظرة