الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفكر طارئ والوطن ثابت

سامي الاخرس

2015 / 8 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


أسئلة كثيرة أواجه بها عن هويتي الفكرية، وشخصيتي الفكرية التي فيما يبدو هي الحكم على ربط المشاعر بحامل الفكر ونوعية العلاقة وحدودها في ضوء مرحلة انتفت بها كل المفاهيم والمعاني الإنسانية والمجتمعية، وغلبت الصبغة الفكرية والهوية القبلية الحزبية، حيث لم تعد الهوية الوطنية، والفكر الوطني هو الحكم السائد، وهو الارتباط والمدخل المنظومة العلاقات في حدودها المجتمعية، بل الإنسانية وكأن الوطن قائم ويقوم على فكرة أو معتقد، ولم يعد بالإمكان أن تنتصر أو تسلم بالوطن كعقيدة ايمانية تمنحك صكوك البراءة من أحزاب وأفكار، وألوان شتي.فإن الفهم العام للفكرة، أو العقيدة أصبح هو الفهم السائد في ديمومة هذا الحرّاك الذهني لأجيال مدجنة، دجنت لتتحول لأدوات تفعل ما يلي عليها. ونحن تناسينا أو نسينا أن الفكرة طارئة ربما نتفق، وربما نختلف عليها، وإنها تخضع لقوانين التطور المفاهيمي المرتبط بالمتغيرات المحيطة. فلا غرابة أن تجد يساري غدًا علماني أو العكس أو علماني متاسلم والعكس، حيث لا يمكن إطلاق صيغة إسلامي على فئة بحد ذاتها بما إننا نعيش في مجتمع إسلامي بالفطرة، إذن فالجميع تجد في خانة الديانة مسلم، ولكن هل يمكن لنا أن نختلف على الوطن؟! ربما هناك ما نختلف عليه وما نتفق عليه، ولكننا إن بدأنا من الخيار الإتفاقي فجميعنا يساري، وعلماني، متأسلم، مسيحي نتفق على فلسطيننا وعلى فلسطين وطن لنا جميعًا، فهل يوجد بيننا ومنا من يختلف على ذلك؟بالتأكيد لا؛ فالإتفاق عامل مشترك في هذه الجزيئية الهامة، والجوهرية أما أوجه الإختلاف فهي محددة في كيف نريد ونرى فلسطين؟ فهناك من يريدها بالورود، وفريق آخر يريدها بالدم، وفريق ثالث يريدها بالورود والدم. كما أننا نختلف على ماهية فلسطين التي نريد، فلسطين المقتطعة أم فلسطين الكاملة، فمنا من يريد فلسطين الجزء كمرحلية وإيقاف الصراع عند حدود جيوسياسة معينة، ولكن الأعم والأشمل بين الفريقين  أن لا أحد لا يريد فلسطين الكل، فالفريق الأول يؤمن قطعًا أن تنحية الصراع حاليًا عند حدود الاستقطاع لا يمكن له الثبات والديمومة بل إنه يؤمن بالقطع أن الحق لا يسقط بالتقادم، وأن هناك أجيال ستأتي من اصلابهم تقول نريد الكل، وتعيد الصراع من جديد لأستخلاص الكل.إذن فالاختلاف مرحلي طارئ يحتكم لإيمانية البرامجية السياسية في الفهم المؤدلج الذي ارادوا له أن يخسم بين المختلفين بالدم، والدم بكل تأكيد نبتة تنبت حقد، وشرذمة وانقسام.هذه هي الاحتكامية العلاقية لمفهوم الانتماء الفكري أو الهوية الفكرية في عقائدية الضياع التي تريد حسم التناقض المؤقت بالدم، والقتل، ونفي الآخر، وسلب الحق من فئة وربطه بفئات أخرى وشرائح معينة ذات فكر معين، بل وذهبنا بعيدًا لحدود نفي فلسطينية أو وطنية البعض وايمانيتهم بأن الامتداد الشرعي للوطن من شماله لجنوبه كلًا ممتكاملًا ... فلماذا يريدوا منا أن نبني علاقتنا وأسس ترابطنا المجتمعي وهويتنا على الفكرة أو العقيدة أو المفاهيم المحتكرة للبعض بالأدلجة؟ وهل يمكن لهذا الفهم أن ينتصر؟!أسئلة عديدة برسم صفاء الضمائر ونقاءهل للإجابة عليها في حدود لفظ الولاءات الغريبة عن كينونتنا الداخلية وما تمليه علينا ثقافات التدجين التي تكتمل على حلقات العدو في التفتيت، والتغريب، وبث ثقافة الأحقاد والفرقة والشرذمة؟فإن كانت هويتي الفكرية أو العقائدية هي المؤشر العام لنظم العلاقة، ونظم الوطنية فإن الوطن ليس بعقار منقول أو غير منقول، بل هو أحد الثوابت الراسخة التي لا يمكن زحزحتها ونسخها من ولاء الإنسان وانتماؤه ومفهومة لحدود الإختلاف والإتفاق... وأخيرًا على ماذا نختلف؟ على الفكرة أم على الوطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب: ما الغاية من زيارة مساعدة وزير الدفاع الأمريكي تزامن


.. روسيا تنفي ما تردّد عن وجود طائرات مقاتلة روسية بمطار جربة ا




.. موريتانيا: 7 مرشحين يتنافسون في الرئاسيات والمجلس الدستوري ي


.. قلق أمريكي إيطالي من هبوط طائرات عسكرية روسية في جربة التونس




.. وفاة إبراهيم رئيسي تطلق العنان لنظريات المؤامرة • فرانس 24 /