الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علينا أن نفهم بأن الدين لله والوطن للجميع

فضيلة مرتضى

2015 / 8 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


علينا أن نفهم بأن الدين لله والوطن للجميع
فضيلة مرتضى
العراقيون ضحية لعصابات المافية العالمية وضحية لمجموعة من المخادعين الذين يتسترون وراء الدين لأغراض خاصة ...جاءوا على دبابات أمريكية بحجة تحرير العراق والخلاص من الدكتاتورية ونشر الحرية والديمقراطية المزيفة ... ولكن الحقيقة غير ذلك فهؤلاء جاءوا لتنفيذ مخطط خارجي لعين لتدمير العراق وتفكيكه والعودة به الى العصورالقديمة وتخلفه وفقره من خلال زج أفكار رجعية في عقول مواطنيه ليتسنى لهم تهريب وسرقة أمواله وهذا الشئ يدركه كل مثقف واعي.... جاءوا وفي جعبتهم مشروع رسمته الرأسمالية بأدوات جديدة وبتنفيذ مجموعة كانت تسكن في دول الجوار وقسم منهم في دول أوربا , والذين جاءوا معظمهم كانوامن أحزاب دينية نالوا في عصر الطاغية صدام حسين الأضطهاد وهربوا وسكنوا في خارج الوطن وتمرضوا بعقدة الخوف من عودة حزب البعث المنحل بعد تسلمهم رئاسة المناصب الحساسة في الدولة, وأتخذوا من ذلك ذريعة للتمسك بالسلطة بقوة وحيلة وفبركة الى آخر نفس ولذلك لجأوا الى طرق الترهيب من غول كان قد أندحر وحكموا الناس تحت ستار مظلومية الحسين والغاية معروفة والحسين عليه السلام أبو الشهداء أكبر من أن يتخذوا من ثورته الأنسانية وثورته الأصلاحية كذريعة لمآرب في نفس أولئك الطامعين والمتربصين لخراب المنطقة. هدروا المال العام وجعلوا الناس بعيدين عما يجري من خفايا الأمور ومن طبخاتهم السياسية وأغرقوا الوطن في المآسي وأبناءه في التخلف وزجوا العقول في قضايا بعيدة عن متطلبات التنمية والعمران من خلال المنابر وخدروا الفكر بأمور ثانوية, وأثبتوا فشلهم الذريع سياسيآ وأدخلوا العراق في نفق مظلم. وطيلة مدة حكمهم لم ينصرفوا لبناء البيوت للفقراء والمستشفيات والمدارس وصرف الرواتب لفقراء ومساكين العراق المغتصب وإخراج البطاقة الذكية للعراقيين جميعآ وخروج الوطن من النفق المظلم ...وإنما أنهمكوا في سرق المال العام وتهريبه الى الخارج وإيداعه في البنوك وأصبحوا من أصحاب المليارات في الوقت الذي كانوا يعيشون على مساعدات دول أوربا برواتب شحيحة. والعجيب في الأمر المفروض على الذي ناله الأضطهاد أن يشعر بمأساة الآخرين ولكن الظاهر الأخوة المتدينين المزيفين لم ينالهم الأضطهاد والدليل استخدموا أسلوب زرع الفتنة والطائفية وقسموا الشعب الى طوائف وكتل سياسية دينية وجماعات أسلامية غريبة ظهرت لمحاربة أبناء الوطن الواحد من صابئة ومسيحيين وقوميات وأقليات أخرى وسبب ذلك الى هجرة الكثير من أخواننا المسيحين والصابئة هربآ من القتل والأضطهاد وحاربوا الأحزاب الوطنية واليسارية وهمشوهم ,وأما المرأة حدث ولا حرج نالت القسط الكبير من التهميش والأضطهاد, وظهر على السطح فكر مخرب جديد في عقول دعاة الدين ونشروه في فكر الشباب العراقي للقضاء عليه ولعرقلة مسيرة التطور في المنطقة وزاد ضحايا الأضطهاد على أيديهم القذرة ........ هؤلاء حرامية السياسة العاهرة.
فالمجموعة الحالية من السياسيين لاتمت بصلة لاللحضارة ولا للدين ..همهم الوحيد الكسب المادي والتسلط على عقول الناس بأستخدام طرق الدجل والمكر السياسي وجعل الأنسان العراقي يعيش في بحر من الدماء والبكاء بحجة وذريعة بأن الله يريد ذلك!! فأي منطق هذا؟ هذا يجرنا الى الحديث عن رجال الدين ولكن ليس جميعهم لكي نكون منصفين. لو نتأمل المفردات الدينيةالأيمانية والفكرية لدى الكثير من رجال الدين مشكوكة وغير مقنعة وساذجة ويتهافت عليها نوع من الناس بلا وعي وتأمل ودون تفكيرفي واقعيتها , وكثيرمن أدعياء الدين يفسرون الآيات حسب أهواءهم ووفق مقاس معين حسب التمرير لقضايا خاصة لديهم . ونسمع منطق غريب هم أنفسهم غير مقتنعين به ولكنهم يطلقوها وكما قلنا لتمرير قضايا خاصة لمصلحتهم ومصلحة جهات متعاونة من دول تريد للعراقيين التوهان والضياع.وكثير من الناس الذين يتبعون هكذا خطباء في المنابر بحاجة الى أطباء نفسيين لأنه من غير المعقول أنا أسير وراء منطق وفكر يضرني وغير ملموس وغير واضح وغير منطقي وأضع نفسي تحت سيطرة فكر متخلف ,أذن هناك خلل في تركيبتي لو تبعت دعاة المنابر. وهناك خطاب ديني غريب ولا نستوعبه يطلقه بعض أو أكثرية رجال الدين ألا وهو{ أن الخطاب الديني لايتحمل أي نقاش وهو قطعي ومرجعي والمصدر المطلق والجهةالأختصاصية الوحيدة}... أذن أين علماء الأقتصاد والمفكرون؟ وأين دور القضاة؟ وأين مسني القوانين؟ وأين رجال القانون والشرائع؟ وحقوق الأنسان؟ والقائمة تطول شئ عجيب وغريب في عصر الحرية والمساواة والعدالة الأجتماعية.
العقل والفكر يقول بأن البشرية جمعاء يجب أن تعيش دون تفرقة وتميز في الدين والجنس والعرق وهؤلاء زرعوا الفتنة بين الطوائف والأديان. منذ آلاف السنين ظهرت الأديان لتكوين مشروع حضاري للمستقبل ويتطور مع سير التاريخ ومع تطور الأنسان والحضارة الجديدة ومدى تطور الثقافات والمعارف ويكون مرافق لتطور البشرية وتوسع المدارك وحتى مع تطور عقل الأنسان فالأنسان على مر العصور عقله في تطور مستمر, وكل عصر له خصوصياته وجماعته وأيضآ له متطلباته الحياتية والفكرية والنهضوية والى ماشابه ذلك وعند التركيز على مجمل هذه القضايا تتشكل النهضة الحديثة على أسس المسيرة الحضارية,فليس من المعقول التشبث بالماضي والعودة الى الوراء .التمسك بالفكر القديم والبالي نتائجه الأنحطاط الفكري وخلق صورة مشوهة وتراجع. فوقوف رجال الدين حجر عثرة في طريق تأسيس حضارة كونية تتماهى مع الأنسانية العالمية على أساس علمي وعقلاني ..سبب إنحطاط حضاري في منطقتنا. وهنا نقول كان الأجدر بالحكومة العراقية فصل الدين عن الدولة والحذر من !ستغلال الدين وتسيسه لتحقيق مكاسب مادية وكان الأجدر بهم أن يكون شعارهم {الدين لله والوطن للجميع}. فالحكومة اليوم باتت مصدر خوف وقلق للشعب لما يدور خلف الكواليس من سيناريوهات وتدبير طبخات جديدة على حساب حق الشعب العراقي في حياة حرة كريمة.... والبقاءفي السلطة لأمد طويل تحت طائلة المليشيات الدينية لخنقه ومصادرة حقوقه وقتله من جديد بأسم الدين. مازال يد الأرهاب يضرب ,والذي يتبناه تنظيم داعش والمسيطر على مناطق واسعة في العراق , والأرهاب اليوم تجارة دولية رابحة في منطقة الشرق الأوسط والذي نال منها القسط الأوفر العراق وكذلك سوريا وليبيا ...صورة بشعة يعطي طابع البشاعة الأخلاقية للقائمين بها....فبأسم الدين يقتل كل شئ جميل والأفيون الذي يروج له المنابر لتوهيم الناس وإخماد إرادتهم تحت سيطرة أفكارهم الى الأبد.... ومن الطبيعي هكذا أفكار تولد الأرهاب وأفشال المجتمع وتخلفه ورجوعه الى عصور ماقبل التاريخ.
الشعب العراقي يعيش أجواء مأساوية ويعاني من الهجرة والبطالة والحرمان منذ تسلم الأسلام السياسي دفة الحكم ومنذ سيطر على رقابهم ولاية الفقيه ,فليس من العدل ان تحكم الدولة رجال الدين ,لان جميع الموازين تنقلب لأنه من الغير ممكن أن يكون رجل الدين منصفآ مع بقية الأديان والمذاهب ويعطي فقط الحق لدينه ومذهبه والشرعية لنهجه لينال شرف الرئاسة والتحكم بمصائر الناس. ولذلك خرجت الدول الكبرى من عباءة الدين وتركت أمور الدولة لخبراءها في إدارة شؤون الدولة وأعطت لرجال الدين حرية الحركة في مجال الروحانيات في مكان العبادات دون ضغوط , معتبرين هذه المكانات متنفس للناس للقاءات الأنسانية في أجواء التجمع وتكوين علاقات والخروج من البيوت في أيام العطل للترفيه وممارسة طقوسهم الدينية بكل حرية بحيث تنشأ الألفة والمحبة بين ممارسي هذه الطقوس بعيدآ عن التشنج والضغوط الحياتية والعملية ,{ تحي شعار الدين لله والوطن للجميع}أما في عالمنا لازال المعممين هم الذين يسيطرون على مقدرات الدولة وعلى عقول الناس وهذا منعطف خطير ولايمكن السكوت عليه يمارسون الفكر الدكتاتوري ويتمسكون بالعصور القديمة وبالشرائع التي سنت قبل آلاف السنين ولاتواكب عصرنا الحالي ويكررون مقولات شخصيات ماتوا منذ قرون ويفرضون آراء بالية على المجتمع لتخلفه والتمسك بكل مفاصل المجتمع مما يسهل في زيادة الأرهاب والسقوط في الهاوية.فالحكم بأسم الدين خراب حقيقي ودمار للمجتمع في العصر الحديث.
30/08/2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟