الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فاجعة العصر...و حريّة غرقت و ابتلعها البحر

مريم الحسن

2015 / 8 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


بعد خمس سنوات على الفاجعة
قولوا لنا ماذا جنت اياديكم
و أين الثورة التي أرهقت أسماعنا
بالصراخ على نظام
قالت حينها أنه فاسق
و أنه من يقمع الأحلام
و أنه من يسوس شعبه كما الأغنام
و أنه من يغتال أمانكم بالأمن و يعاديكم
إلى أين هاجرت حريّتكم
و بأي الموانئ رست ثورتكم
أحرقتكم وطناً أعزكم في كل مرة اختبركم الزمن و جافاه
و لم يبخل بأمانه على مظلوم التجأ اليه يوماً من عِداه
و دمرتم دياراً كانت للأمس تأويكم
و كانت للأمس تطعمكم
و كانت للأمس عن تسوّل الأمن من أعداء الحرية
يا من تطالبون بالحرية تغنيكم
حاربتم القانون بالفوضى
و هو الذي لبى مطالبكم
بسرعة لم يتوقعها مضللكم
و لا من موّلوا ثورتكم
و لا من دعموا فوضتكم
و لا من قادوكم إلى خراب القلعة
التي كانت بصخر حماها تصد عنكم و تحميكم..
لما هاجرتم
و لما قاتلتم
و لما في الأصل
عن وطن الشموخ بهذي السرعة تنازلتم
لما حاربتم الأمان فيه
و استجلبتم الوحوش لتعبث فيه
و تشردتم في بلاد الأرض كما القطعان
بلا راعٍ بلا عنوان
بلا عنفوان
بلا صولجان
بعدما كنتم في دياركم ملوك الأرض
لباسُ فخركم الممانعة
و تاجُ عزكم المقاومة
و عرشكم كرامة...
أجلستكم عليها حضارة أمجاد ماضيكم
إستهواكم ركوب الجهل
فنحرتم العقل و ركبتموه
يا بئس المطية التي أضاعت لكم أمانيكم
أستهواكم فجور الكذب
فرجمتم الحقيقة و اتبعتموه
يا بئس الدرب الذي سلكته ذاك اليوم خطاويكم
إستهوتكم صرخات الثوار
فكفرتكم بكل سِيَر الأحرار
و حملتم شعارهم بالمقلوب
فبئس الثورة التي لم تختر من الصراخ غير النهيق
و لم تمتهن غير النباح و غير النعيق
و لم تحترف غير القتل و الكذب و التلفيق
و يا بئس السِير التي ستقصها على ابنائكم في غدِها
ندامة سطور دواوينكم
ويح العقل الذي لا يفقه
و ويح الوعي الذي لم ينبه
إلى أن الثورة ممانعة
وإلى أن الثورة مقاومة
و إلى أن الثورة...دولة
ثارت على طغيان الإستبداد
و على كل من احترفوا قهر العباد
و لم تترك صولة و لا جولة
إلا و قارعتهم فيها
لتنتصر لكم و تصون إرثكم
و تحفظ لكم شروق شمس تواريخكم
ها أنتم اليوم تركبون بعد مجاهل الثورة غياهب البحر
فإلى أي المصائر ستقودكم هذه المرة خطاويكم
ماذا تنتظرون من لجوء ظاهره رحمة و باطنه قهر
غير المذلة أكثر و انكسار الظهر
و هروب من موت إلى موت
يُغرق صغاركم
و يبتلع أحلامكم
و على شطآن الذل و الإنكسار للغريب
سيلفظكم و يرميكم
عودوا إلى وطنكم و ابقوا فيه
فإن الوطن باقٍ عليكم و يناديكم
التجؤا إلى حضنه و ليس إلى أحضان أعاديه
فخارج الوطن لن تجدوا تراباً يحن عليكم
و لا حماة دارٍ سواعدهم تبارز الموت لتفديكم
عودوا عن عناد الغباء و لا تمعنوا فيه
فإن أتاكم الندم متأخراً
خيراً لكم من أن لا يصلكم في يومٍ أبداً
و الموت دفاعاً عن الوطن
أشرف من الموت ذلاً خلف الأسوار
أو غرقاً في أعماق البحار
أو اختناقاً في شاحنات الإحتضار
و أشرف من حياة غربةٍ وانكسار
بغير الحسرة على عز الوطن أبداً لن تلاقيكم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصامات الجامعات الأميركية وانعكاسها على الحملات الانتخابية


.. ترامب يكثف جهوده لتجاوز تحديات الانتخابات الرئاسية | #أميركا




.. دمار غزة بكاميرا موظفة في الا?ونروا


.. رئيس مجلس النواب الأمريكي يهدد بإسقاط التا?شيرة الا?مريكية ع




.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور