الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا ترفض الجنرالات الاميركية أن يتواجد مستشاروها على الخطوط الامامية في العراق

رنين الهندي

2015 / 9 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


بينغ ويست – صحيفة الواشنطن بوست
وبخ السيناتور جون ماكين، الجنرال روبرت نيلير خلال جلسة الاستماع الى ترشيحه الشهر الماضي ليصبح قائد قوات المارينز المقبل، "هل الولايات المتحدة في حالة حرب؟ حتى قادتنا الكبار لا يعرفون هذا".
وقال ماكين "أشعر بخيبة أمل لأن وجود مراقبين جويين متقدمين على الارض لن يكون في صالحنا " في العراق.
قد حارب ابن ماكين كجندي بحرية في محافظة الانبار، حيث كان الجنرال نيلير ينظم المساعي الاستشارية والتي أدت بالتالي الى الصحوة السنية. وقد يتوقع المرء من ان مشاة البحرية الاميركية تدعم هذا العمل لإستعادة السيطرة على المحافظة حيث مات الالاف منهم هناك. فلماذا هذا الاختلاف العميق في الرأي؟
طالب السيناتور بالقصف من قبل المستشارين الاميركيين المتواجدين في الخطوط الامامية. في المقابل، قال الجنرال ان المهمة الاستشارية الرئيسية هي "التأكد من وضع الضباط العراقيين الانسب في قاطع المسؤولية". الفرق كبير هنا. المطلوب لهزيمة تنظيم الدولة الاسلامية، هل هو زيادة الضربات الجوية أو تغيير القادة؟
لنضع اولاً المراقبين الجويين المسبقين بعين الاعتبار. تعمل وحدة المراقبة كجزء من فريق من أثني عشر جندياً، بالاضافة الى المركبات والى التعزيزات في حالة التأهب والى الطائرات لعمليات الاجلاء والى الخدمات اللوجستية. يتطلب إدخال فرق المراقبة الجوية الى المعارك في الفلوجة والرمادي الى الالتزام بأمر ألالاف من الاميركيين.
حينها يأتي الجزء الصعب. ان ساحات القتال هي مناطق حضرية مقصورة بممرات طويلة من المنازل. ويتوجب على المراقبين الجويين المسبقين تعيين اهداف داخل المجمعات السكنية والتي تبعد بضعة امتار عن الشارع. بحكم التعريف، فأن المستشارين والمراقبين الجويين يعملون لدعم الوحدات العراقية. وسيقوم الارهابيين باحتجاز رهائن لأستخدامهم كدروع بشرية. لذا من سيكون مسؤولاً عن إصدار أوامر الاشتباك والمخاطرة بالمدنيين؟ هل هو النقيب العراقي الذي ينادي "أقصف" أو الملازم الاميركي الذي يُشرف؟
إذا لم يتوجب على المستشاريين أن يأمروا بالقصف، فليس عليهم ان يكونوا هناك أصلاً. وإذا كان عليهم إصدار أوامر القصف، فيجب ان يكون الرأي الاميركي على استعداد لمشاهدة مقدار هائل من الضرر.
أطلقت قوات المارينز في الفلوجة عام 2004 وخلال 20 يوم ما يقارب 540 ضربة جوية دمرت او ألحقت أضراراً كبيرة بـ 18.000 مبنى. وأستولى تنظيم الدولة الاسلامية على عدة مدن في عام 2015. سيتم تفجير تلك المدن.
سوف تزود قناة الجزيرة والشبكات الاخرى تغطية مصورة للأضرار. بعض المشاهد ستكون صدمة. سيعدم الجنود العراقيين إرهابيي تنظيم الدولة الاسلامية في حين يشاهد المستشارين هذا. وماذا إذا أمُسك بأحد الاميركيين وتم أحراقه حياً؟
إذا ارسلنا مراقبين جويين، فأننا نلتزم بحرب دون إجماع شعبي في الوطن، في حين هناك جنرالات عراقيون وايرانيون يحددون استراتيجية المعركة.
الان ننظر الى تحذير نيلير من ارسال مراقبين جويين. قال بأن الجيش الاميركي أستخدم نفوذه في عامي 2006-2007 لترفيع ضباط كفوئين (الضباط العراقيين الانسب). وقد فصلتهم الحكومة العراقية بعد ان غادرت قواتنا العراق عام 2011. حينها تم تظلم السُنة، وأندفع تنظيم الدولة الاسلامية الى الداخل. اليوم، الحرس الثوري للجمهورية الاسلامية الايرانية والمليشيات الشيعية الموالية لها تمارس نفوذاً في بغداد أكثر من الولايات المتحدة. ونظراً للأتفاق النووي المعلق، فأن أوباما لن يعادي طهران بتحديه ميزان القوى هذه، ولن يكون هناك فائدة من إعادة الضباط الكفوئين وغير الطائفيين الذين أشار اليهم نيلير.
أوصى كل من جهاز المخابرات والقيادة العسكرية والمدنية في البنتاغون ووزارة الخارجية بإبقاء قوات أميركية مقيمة في العراق. وقرر الرئيس عكس ذلك. مثالاً على ذلك، وعد بإزالة نظام بشار الاسد من سوريا، بعدها لم يقم بأي شيء بما أن تنظيم الدولة الاسلامية حولت هذه الامة الى معقل خاص بها. الان هو يواجه العواقب المأساوية. وبصفته قائداً عاماً، فأن هذا يُمكنه من ان يُنسق المكونات السياسية والعسكرية والاستراتيجية لشن حرب حازمة.
رفض الرئيس العمل بهذا الشيء.
في ضوء هذا الواقع، عرض نيلير الحيطة في عدم المصادقة في دفع المستشارين الى الخطوط الامامية. انها لا تضمن النصر، بل تتطلب التنسيق ولكن بهدوء وعلى مسافة ذراع مع القوات الايرانية، فأن هذا يضع قواتنا تحت السيطرة الفعلية لحكومة بغداد غير الجديرة بالثقة.
أن نشر مراقبين جويين مسبقين يضعنا في خضام حرب قائدنا العام ليس لديه النية للفوز فيها. سوف تسمي الإدارة هذا بانه دعوة متهورة للحرب: جاهز، أطلق، صّوب.
لا ينبغي على الجمهوريون أن يدعو الى تصعيد تدريجي يذكرنا بحرب فيتنام.
يفتقر الرئيس اوباما الى سياسة المصداقية لدعم المحاربين السُنة والقيادة بدعم من القوة النارية الاميركية. وأن جنرالاتنا تحجم الامر بصورة صحيحة لتجنب الالتزام في غياب دولة ذات نهاية سياسية قابلة للتحقيق ودعم الرأي العام. هذا الامر هو تكتيك وليس بديلاً عن الاستراتيجية.

ترجمة: رنين الهــندي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ 7 عقود، فيتنام تدعو فرنسا للمشاركة في إحياء ذكر


.. غزيون عالقون في الضفة الغربية • فرانس 24 / FRANCE 24




.. اتحاد القبائل العربية في مصر: شعاره على علم الجمهورية في ساب


.. فرنسا تستعيد أخيرا الرقم القياسي العالمي لأطول خبز باغيت




.. الساحل السوداني.. والأطماع الإيرانية | #التاسعة