الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العريف بنيامين

امين يونس

2015 / 9 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


* ليلة أمس الأثنين 31/8/2015 ، تعاركتْ عائلتان ، إثرَ خِلافٍ على أراضٍ ومصالح مالية ، في منطقة كويسنجق ، وسقطَ أربعة قتلى من الجانبَين وعددٍ من الجرحى . علماً ان العائلتَين أولاد عمومة وأخوال بعض . العائلة المُهاجمة أولاً ، قتلتْ إثنَين من الطرف الآخَر ، وجُرِح منها إثنَين ... عائلة القتيلَين ، نصبَتْ كميناً في الطريق العام ، لأنها توقعتْ بأن الجريحَين سوف يُنقَلان الى مَركز المُحافَظة .. وبالفِعل فلقد قدمتْ عربة إسعاف ومعها سيارة أخرى فيها أقارب الجريحَين وشُرطي .. فإنهالَ المُتربصون على السيارتَين ، بوابلٍ من الرصاص ، وإحترقتْ الإسعاف ، وسقط قتيلَين وبعض الجرحى . هذا موجز المأساة التي جرتْ فصولها ليلة أمس : عقولٌ مُتحجِرة / ذهنيات مُستعدة لممارسة العُنف والقتل من أجل النفوذ والمال / جَشَعٌ لايُراعي القرابة والعلاقات الإنسانية / ضُعف الإدارة وتراخي الأسايش والشُرطة وتباطؤها اللامسؤول ، في التعامُل مع الحَدَث .
* سُلطتنا وحُكامنا وأحزابنا المُتنفِذة ، في الأقليم ... هُم نِتاج مُجتمعنا المُتخَلِف هذا . ومادامتْ الأحزاب الحاكمة ، تعتمدُ إعتماداً كبيراً على العشيرة في مُجمَل سياساتها ، فمن الطبيعي ، أن تكون ( قِيَم ) العشيرة ، هي المُتغلِبة .. والدليلُ على ذلك ، هو عدم قُدرتهم ، على التحاوِر البّناء ، ولا الإستماع الى صوت العَقل .. فنراهُم يتفننون في خَلق الأزمات وإدامتِها .. وإطلاق التهديدات المُبطنة ، لللجوء الى العُنف في حالة إصرار الطرف الآخر على مواقفه ! .
أنهم يشحنونَ جماهيرهم ، بشحنات التطرُف وعدم قبول الآخَر .. يُرّوجون بأنهم مُستعدون لِخَوض الصراع " بِكافة الوسائل " إذا تطلبَ الأمر .. في سبيل أن يبقى الرئيس رئيساً وبكامل الصلاحيات .. هذا ما يحدث في هذا الجانب . وفي الجانب الآخَر ، يَصُرون على مواقفهم ويقولون ان الرئيس إنتهتْ صلاحيته ، ويجب ان أن يتم إختيار آخَر في البرلمان وبصلاحيات شكلية .
أنهم أولاد عمومة وأخوال بعض ، يتصارعونَ من أجل النفوذ والمال والقُوة .
* وكما في حادثة كويسنجق المأساوية .. والتي سوف يتدخل فيها مسؤولون كِبار وشيوخ عشائِر ووجهاء ورجال دين ، سواء غداً أو حتى بعد سنين .. ويجري صُلحٌ بين الطرفَين وتبويسُ لُحى .. ويكون أولاد وبنات القتلى ، الأيتام ، هُم الخاسِر الأكبر .. وعوائل الجرحى الذين تعّوقوا ، هم الضحايا الذين يدفعون ثمن هذه الحماقة .. أما القتلى أنفسهم ، فلقد راحوا ، كما يقول المَثل ( بوله بْشَط ) ! .
كذلك .. في العملية السياسية العرجاء في الأقليم .. فلرُبَما ، تتصاعّد الأزمة الى مَديات خطيرة ، وقد يكمُن هؤلاء لهؤلاء أو بالعكس ، ويسقط بعض الضحايا .. ثم يتدخل الوسطاء الكِبار من الأجانِب ومن دول الجِوار ، فتتصالح الأحزاب ويُقبِلون بعضهم وكأن شيئاً لم يكُن !! .
ـــــــــــــــــــــــــــ
[ في نهاية الأربعينيات وحتى منتصف الخمسينيات ، كان هنالك عريف شُرطة في سواره توكا ، إسمهُ " بنيامين " مسؤولاً في المركز وتحت أمرَته بضعة أفراد شُرطة . كانَ بنيامين يُطّبِق القانون بحذافيره .. وكانَ مُخلِصاً في عملهِ .. كانَ الجميع في القريةِ ومُحيطها الواسع ، يهابونهُ ويخافونَ من سطوته .. سطوته المتأتية من السُلطة وتنفيذ القوانين ] .
لو كانَ هنالك " عريف بنيامين " في منطقة كويسنجق ، لِما تطور النزاع أعلاه ، إلى ذاك المدى المُؤسِف.
لو كانَ عندنا اليوم " عريف بنيامين " حقيقي ، في سُلطة أقليم كردستان .. لِما عانَينا كُل هذه المُعاناة المُرَكَبة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ئاكَه م لي نيه
حسن الكوردي ( 2015 / 9 / 1 - 16:59 )
أهديكم تحياتي . وراهب الدَير في الناقوسِ منشغلُ . الشعب يتقاتل فيما بينهم وما يسمون أنفسهم قادة منشغلون برئاسة ألأقليم وتوزيع الغنائم وتجويع الشعب . ماذا لو عادَ النائب عريف علي حسن المجيد لاسمح الل. !؟.. هنا أسأل ما الفرق بين دكتاتورية العوجة وديمقرطية بارزان وطالبان. دكتاتور العوجة كان يعرف ادق التفاصيل اليومية للبلد كان يزور ويزار أما ديمقراطية بارزان وطالبان محاطين بحراس وكتل كونكرتية لايزرون ولا يزارون . وأنا متاكد لو سئل السيد رئيس ألأقليم عن هذه الفاجعة يقول ـ ئاكَه م لي نيه ـ أي لاعلم لي . وهوا فقط يتوعد ويتعهد من دون أفعال .ولن ادافع عن ابن العوجة . رحمة على شرطة أيام زمان ومنهم بنيامين . وشكراً


2 - وا بنيانيماه !
المعرّي ( 2015 / 9 / 1 - 17:47 )
..حكومة المدينة او المدنية المستضعفة امام حكومة القرية

اخر الافلام

.. مراسل الجزيرة يرصد الأوضاع الإنسانية من داخل مستشفى كمال عدو


.. عاجل | مصدر لبناني للجزيرة: حزب الله فقد الاتصال بهاشم صفي ا




.. ما أغلى 5 صفقات لحراس المرمى بالعالم؟


.. مصدر أمني لبناني يكشف للجزيرة أن حزب الله فقد الاتصال برئيس




.. إسرائيل تواصل محاولة اكتشاف مواقع حزب الله في الجنوب اللبنان