الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تسيّونوت ومتسيّونوت؛ صهيونيّة وتفوّق

راضي كريني

2015 / 9 / 2
مواضيع وابحاث سياسية



برز افتتاح السنة الدراسيّة الجديدة في إسرائيل وكأنّه افتتاح معسكر للتدريب واستعداد لمعركة عسكريّة؛ لقد حوّل رئيس الحكومة الإسرائيليّة اليمينيّة بيبي نتنياهو، ووزير التربيّة نفتالي بينيت يوم الافتتاح إلى يوم استعراضيّ، واستغلّاه على أكمل صورة وأفضل وجه لنشر فكرهما "الحمائميّ"، وللتصريحات والبيانات الصهيونيّة العنصريّة و... وللكشف عن خططهما وأهدافهما التربويّة/العسكريّة.
دخلا المدارس، جلسا على مقاعد الدراسة أسوة بالتلاميذ، وطالباهم بالالتزام بهدفَين تربويّين: الصهيونيّة والتفوّق!
لا شكّ أنّ بيبي وبينيت قد اطّلعا على معطيات "مكتب الإحصاء المركزيّ"، قبل أن يُنشر في الصحف مع بداية السنة الدراسيّة الذي كشف عن اتّساع الفجوات التعليميّة والأكاديميّة في فرص العمل والعمل وفقًا للتخصّصات بين أبناء الفقراء والأغنياء في إسرائيل.
كما كشف عن أنّ نسبة حصول أبناء الطبقة الرأسماليّة (وتعدادها بالآلاف) على شهادة البجروت (الثانويّة العامّة) قد ارتفعت بينما انخفضت بين أوساط الفقراء (وتعدادهم بمئات الآلاف) .. وأنّ ارتفاع نسبة النجاح التعليميّ بين الأغنياء يتعلّق بانخفاضها بين الفقراء؛ بمعنى آخر: إنّ نجاح الأغنياء جاء على حساب الفقراء!
نستنتج من التقرير ما كنّا ندّعيه دائما: أنّ السياسة التربويّة التعليميّة في إسرائيل هي غير ديمقراطيّة وغير إنسانيّة وهي في الأساسي في خدمة رأسمال الصهيونيّ المستغِلّ. وأكبر دليل على ذلك تصريحات بيبي وبينيت في احتفالات بدء السنة الدراسيّة؛ إذ طالبا تلاميذ إسرائيل بالتفوّق والصهيونيّة. بدون اعتبار لربع تلاميذ إسرائيل غير اليهود من العرب الفلسطينيّين!
يظنّ بيبي وبينيت أن فرض تعليم اللغة العبريّة من السنة التعليميّة الأولى على التلاميذ العرب سيحقّق أهدافهما من "صهينة" تلاميذ إسرائيل!
بالأمس، كشفتْ نتائج بحث أكاديميّ أجراه "المعهد الإسرائيليّ للديمقراطيّة" عن فشل دمج العرب في سوق العمل الإسرائيلية، بالرغم من ازدياد عدد الحاصلين على الشهادات الأكاديمية والثقافيّة، كما كشف عن أنّ غالبيّة الأكاديميّين العرب يعملون في مهن لا تلائم تخصّصاتهم الأكاديميّة أو أقلّ من مؤهّلاتهم، ويبيّن البحث أنّ إمكانيّة قبول الطالب اليهوديّ لوظيفة أعلى بـِ 4 مرّات من العربيّ الذي لديه نفس المؤهّلات، وأنّ راتب العربيّ الحاصل على ذات الدرجة الأكاديميّة لليهوديّ في المهنة نفسها أقلّ من راتب اليهوديّ بـِ 12% .
"تفرعن" فرعون؛ لأنّه لم يجد مَن يردّه! يعتقد المسؤولون السياسيّون في إسرائيل (مِن يهود وعرب) أنّ العمليّة التربويّة هي تعليميّة، ويحدّدون إذا أراد التلميذ أن يتعلّم عليه بالإصغاء ومن ثمّ الاجترار؛ ويعتقدون أنّ المعرفة أداة، والوعي حاوية "محشيّة" بالمعلومات، ويعتقدون أنّ هدف التعليم والتعلّم هو تلميذ مختزِن للمعلومات.
يجب أن نعي أن التعليم بالأساس مشاركة ديمقراطيّة ونِدّيّة في التعلّم والفهم والاستنتاج. تقول الفلسفة الماديّة: "إنّ الوعي هو انعكاس للواقع"، وبالتالي الوعي فعاليّة/عمليّة تفسيريّة. إذًا كيف يستطيع تلاميذ إسرائيل أن يتعلّموا في بيئة الاحتلال والاضطهاد وشروط العسكرة؟! ليهيّئ/ليخلق المسؤولون البيئة التربويّة والتعليميّة، ومن ثمّ ليطالبوا التلاميذ بالتفوّق. فالتلميذ المتفوّق هو الذي يستطيع أن يطبّق المعرفة ويستثمرها ويتطرّق إليها عند الحاجة، ومِن ثمّ ينتج معرفة جديدة أرقى، وليس الذي ...
بعد...، تحضرني قصيدة نزار قبّانيّ "هذي البلاد شقّة مفروشة"؛ وما أشبه بلادنا ببلاد العرب المقصودة.
هذي البلاد شقّة مفروشة، يملكها شخص يسمّى عنترة ...
يسكر طوال الليل عند بابها، ويجمع الإيجار من سكّانها..
يطلب الزواج من نسوانها، ويطلق النار عل الأشجار ...
والأطفال ... والعيون ... والأثداء ... والضفائر المعطّرة ...
هذي البلاد كلّها مزرعة شخصيّة لعنترة ...
ونحن بدورنا نسأل: كيف سنتخلّص من هذا "العنترة" ونحرّر بلادنا المستأجرة والمغتصبة؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أتريد أن تأكل العنب أم تريد قتل الناطور ؟
سيلوس العراقي ( 2015 / 9 / 2 - 09:28 )
أتريد أن تأكل عنب أم تريد قتل الناطور ؟


2 - نجاح الغني اليهودي جاء على حساب الفقير الفلسطيني!
سامح ابراهيم حمادي ( 2015 / 9 / 5 - 19:08 )
السيد الفاضل راضي كريني

هناك أسباب لاتساع الفجوات التعليمية بين أغنياء أبناء اليهود وبين فقراء الفلسطينيين، كذلك في فرص العمل

اليهود نذروا أنفسهم للعلم سيدي،في حين أن أبناءنا الفلسطينيين ينذرهم أهلهم للجهاد والمقاومة
الانفجار السكاني بين الفلسطينيين ليس سببه وصية الإسلام الذي سيباهي الأمم بأتباعه
فحسب،بل لهدف المقاومة أيضا
وكلما زاد عدد الأولاد كلما تدنّت مقدرة العائل على رعاية أولاده رعاية سليمة

الأغنياء بمقدرتهم المادية يتلقون العلم في أعلى مستوياته في مدارس نموذجية
وانظر إلى حال المدارس الفلسطينية لترى تردّي المستوى التعليمي فيها
مستوى المعلم والطالب
كلاهما في انحدار

مع الانفجار السكاني ستعجز المدارس عن استيعاب الأعداد الكبيرة وتنخفض بالتالي الرعاية العلمية والصحية والاجتماعية...

ليس نجاح الغني اليهودي على حساب الفلسطيني الفقير
تتحمل العائلة الفلسطينية قسطا أكبر من المسؤولية كما هي حالة معظم العائلات العربية في البلاد المجاورة

تقول
السياسة التربوية التعليمية في إسرائيل هي غير ديمقراطية وغير إنسانية

وأنا أرد
ومع ذلك فإن الجامعات الإسرائيلية بين أفضل مئة جامعة في العالم
تحية

اخر الافلام

.. عمليات بحث وسط الضباب.. إليكم ما نعرفه حتى الآن عن تحطم مروح


.. استنفار في إيران بحثا عن رئيسي.. حياة الرئيس ووزير الخارجية




.. جهود أميركية لاتمام تطبيع السعودية وإسرائيل في إطار اتفاق اس


.. التلفزيون الإيراني: سقوط طائرة الرئيس الإيراني ناجم عن سوء ا




.. الباحث في مركز الإمارات للسياسات محمد زغول: إيران تواجه أزمة