الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليلى اليهودية ..؟!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 9 / 2
الادب والفن


اليهودية ..؟!
وتمييزا لها عن باقي النساء اللواتي يحملن إسم ليلى ، فقد أطلقَ عليها أهل البلدة المسلمة ، إسم ليلى اليهودية. ورغم أن اسمها الاصلي ليس ليلى ولا سلوى، فقد لبسها الاسم وانتهى الامر . وقد يشاهدُها من لا يعرفها ، فيرى عجوزا عربية ، تلبس كما تلبس باقي العجائز ، ثوب طويل وغطاء رأس لا تفلتُ منه شعرة واحدة من شعر رأسها، تتوكأ على عكاز وتعيش حياتها كما تعيشها باقي نساء البلدة . وكباقي نساء البلدة فقد انجبت سبعة من الذكور وبنتٌ واحدة ، كان جمالها اللافت للنظر ، موضوع خيالات المراهقين .
تزوج أولادها جميعا ، من بنات البلدة وانجبوا هم أيضا ، عددا كبيرا من الأولاد والبنات ، بحيث توقفت ليلى اليهودية ،عن تعدادهم ، فقد بلغوا العشرات من الاحفاد والحفيدات . ورغم "ذوبانها" في حياة البلدة بمرها وحلوها، وحفظها لعدد هائل من الأمثال العامية التي تستعملها بعفوية ، لكنها ما زالت تتحدث العربية بلكنة اجنبية . الأمر الذي يُثير دهشة الغرباء ، فهي ظاهريا ، عجوز عربية ، لكن لَكَنَتها ،تَشي بغير ذلك ..
وقبل سنوات كثيرة ، حدث ما لم تكن تتوقعه ، عندما وقعت في غرام أحمد وإنجابها منه هذا العدد الكبير من الذكور ، فقد وصل بالبريد أمر تجنيدٍ لإبنها البكر الذي بلغ الثامنة عشرة من عمره ، كسائر الشباب اليهود* المُلزمين بالتجنيد الإجباري في الجيش .
أقامت الدنيا ولم تُقعدها، ذهبت الى اخوتها وتوسلت اليهم ان يتدخلوا لإلغاء هذا القرار الصعب ، ناهيك عن أن اولادها يرفضون اصلا فكرة الخدمة في الجيش ، ونجحت في الحصول لأبنائها على اعفاء من الخدمة العسكرية ، واستعادت ايضا علاقتها بأبناء عائلتها ، الذين قاطعوها لسنوات .
والأيامُ أيام حرب سنة 73، ونشوة "الإنتصار" في أوجها ، لكن ليلى لم تستطع إخفاء مشاعرها الحقيقية ، فهي ضد الحرب ، لكنها تتعاطف مع الجنود اليهود في معادلة الحرب ، ففيهم اخوتها وابنائهم ..!!
-لكنها أشهرت اسلامها أمام القاضي الشرعي الذي عقد قرانها ؟! يستغرب البعض، وهي بالإضافة الى هذا تصوم وتصلي ايضا ، كسائر المسلمات ..
-لقد أنجبتُكِ في معسكر الإعتقال النازي في "أوشفتس" ..!! هكذا اخبرتها أمها وهي على فراش الموت ، وارادت أن تكشفَ السر الذي حافظت عليه طيلة هذه السنوات الطويلة .. لتتحول ليلى بين ليلة وضحاها الى نجمة اعلامية ، ويتحول بيتها في البلدة الى "مزار" لوسائل الاعلام المرئية منها والمسموعة ، ناهيك عن المقروءة ..!! فهي المسلمة اليهودية الوحيدة المولودة في مركز اعتقال نازي ..
-هل حصلتُم على تعويض من ألمانيا ، كباقي ضحايا معسكرات الإعتقال ؟؟! سألَ أحدهم زوجها "أحمد "...
-لا، ولكنها تتقاضى مخصصات مالية خاصة بالضحايا من وزارة المالية ..
ورغم، أنها موزعةٌ بين عالمين ، وكان بإستطاعتها أن تعود الى حضن عائلتها التي صفحت لها غلطتها ، لكن ليلى تفضل ان تعيش بين اولادها واحفادها ، ومع زوجها في بيتها المتواضع الكائن في بلدة عربية مسلمة ..!!
*في الدين اليهودي ، كل من كانت أمه يهودية فهو يهودي ايضا ، تنطبق عليه قوانين التجنيد الإلزامي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ عبد القادر انيس من خانة الفيسبوك
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 9 / 2 - 12:24 )
تحياتي واحتراماتي
سرني تعليقك واثمنه عاليا
كتبتُ قصتين سابقتين ، واحدة بعنوان مسيحي والأخرى بعنوان مسلم ويسعدني ان تطّلع عليهما
لك خالص شكري


2 - في حوار مع شقيقي
نضال الربضي ( 2015 / 9 / 2 - 14:12 )
مساء ً طيبا ً أيها العزيز قاسم،

أردت ُ أن أمازح َ شقيقي فقلت ُ مُداعبا ً لكن مُتصنِّعا ً الجد: يا سلام لو تختفي الكنايس و الأديرة و الخوارنة و المساجد و الشيوخ كلهم هيك مرة وحدة!

غضب أخي و زجرني جادَّا ً مُستنكراً: شو هالحكي لقاعد تحكيه؟ شو مالك إنتا؟

أردت ُ من دعابتي أن أُخرجه من حيز الله و المسيح و الكنيسة نحو حيز الإنسان، فلم أوفق.

صنعت ُ مثل هذا مع أكثر من شخص منهم مسلمون، و النتيجة واحدة، الهلع و الخوف و الاستنكار و الإنكار.

إذا ً يا صديقي العزيز، يؤكِّد ُ الإيمان نفسه دوما ً على أنه الهوية الجامعة للهويات الأخرى الثقافية و الحضارية و الفكرية و الاجتماعية و الأسرية و الفردية و حتى الوطنية، لذلك يرى أصحاب الدين أن الحديث في دينهم هو تهديد لهويتهم الشخصية و هذا يفسر تقوقعَ كل ٍّ عند ما عنده.

كم أتمنى أن نتوقف و نرى أننا جميعا ً متشابهون، لكنني متشائم ٌ جدا ً فهذه المنطقة ما زالت موبوءة بكراهية الآخر و استهدافه مع تعامي كامل عن وجود ذات المُستهدَفَـات في ثقافة المُستهدِف.

أحاول أن أنبه دوما ً إلى هذا الأمر لكني لا أنجح كثيرا ً للأسف. ماذا تقترح؟

دمت َ بكل الود!


3 - قبول الآخر المختلف والمُغاير
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 9 / 2 - 15:03 )
تحياتي عزيزي الغالي نضال، وكالعادة تطرح الأسئلة الصعبة !!!!هههه
كيف تريد ممن يعتقد بأنه يملك الحقيقة المُطلقة والخير كله ،أن يتخلى عنه ؟؟!!
الوسيلة الوحيدة هي بالتثقيف لقبول الآخر، أحترام المختلف، والحفاظ على الحيز المعتقدي الخاص ، كل للاخر .
لعل وعسى .
تقبل مودتي


4 - الحل...الحلول
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 9 / 3 - 03:02 )
المُحبين...المُحبان
الأحبــــــــــــــــة نضال و قاسم
محبــــــــــــــــــــــــة و ســـــــــــــــــــــلام
اُجيب على اسئلة الغالي نضال بالقول : مادامت قضية فلسطين قد حُلتْ خلال نصف ساعة...فأن حل الاسئلة سيتم خلال ثواني و ذلك بالمشروع النّير.
دمتم بتمامها


5 - حبيبنا الغالي عبد الرضا
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 9 / 3 - 04:24 )
صباحك فل وياسمين
ويا هلا بيك وباجابتك الظريفة
دمت بود ومحبة


6 - رواية ليلى اليهودية فيها الكثير من الابهام
عبد الحكيم عثمان ( 2015 / 9 / 3 - 11:08 )
تحية اخ قاسم حسن محاجة
روايتك فيها الكثير من الابهام وخاصة انك تقول انها تحولت من اليهودية الى الاسلام- ولكن لم توضح لنا كيف تحولت من اليهودية الى الاسلام-فهل ارغمت على دخول الاسلام- وهل وقعت تحت التهديد وهل عرضت عليها الخيارات التالية اما الجزية واما الموت واما الاسلام- وهل تقبل اهلها اسلامها ام تعرضت للتهديد من قبلهم والمقاطعة
كل هذه المعلومات الهامة لم تتضمنها روايتك لك التحية


7 - العزيز عبد الرضا حمد جاسم!
نضال الربضي ( 2015 / 9 / 3 - 11:34 )
أحيك بكل الحب و الإخاء!

يا تُرى يا أخانا الكريم كم ثمن ُ دموع ُ أطفال فلسطين و كم ثمن حرمانهم، و كم ثمن الملاين ممن ذهبوا عندما انتهت أعمارُهم بعيدا ً عن فلسطين؟ كم ثمن ُ الإنسان أخي الحبيب؟


أسئلة ٌ أطرحُها لكي تظهر َ المأساة ُ عارية ً علَّ الإنسانية َ تستيقظ ُ على منظر ِ العُريِّ!

كل التقدير و المودة!


8 - العزيز عبد الحكيم عثمان تحياتي
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 9 / 3 - 13:36 )
طبعا اضحكتني
الانتقال من اليهودية الى الإسلام ، هو من خلال عقد القران ، وبما ان الزوج مسلم واراد عقد قرانه حسب الشريعة الإسلامية ، فقد أعلنت السيدة اسلامها امام القاضي الشرعي . لم يكن الامر اكراها ولا عن رغبة في دخول الإسلام ، بل في دخول قفص الزوجية مع احمد!! هذا هو الحال مع كل الفتيات اليهوديات اللواتي يتزوجن بشباب مسلمين .
لكنها تبقى يهودية حسب الدين اليهودي ..
والاهم من كل ذلك ، هذه قصة يا عزيزي، وليست كلها -حقيقية - !!
لك مودتي


9 - العزيز نضال الربضي سلامات وتشكرات
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 9 / 3 - 13:38 )
تحية الاخوة
تقول -كم ثمن الانسان -؟
هل شاهدت صورة الطفل السوري الذي -غفا- على شاطيءالتشرد .
هذه هي قيمة الانسان
خالص مودتي


10 - العزيز نضال الورد
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 9 / 3 - 16:45 )
محبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة و ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
لا يُقدر بثمن...عندك و عند امثالك من اخ الانسان و ابن الانسانية
لكنه رخيص عند الذئاب و الفهود و الكلاب المتوحشة
اسئلتك نقلت لي ألَمُك و حزنك
اكرر التحية

اخر الافلام

.. ما هو سرّ نجاح نوال الزغبي ؟ ??


.. -تعتبر مصدر إلهام للكثير من الأعمال-.. أفلام ينصح بها صانع ا




.. أفلام تستحق المتابعة في صباح العربية


.. ترشيحات أفلام قديمة عليك إعادة مشاهدتها




.. صانع المحتوى أحمد النشيط يرشح أفلام يجب مشاهدتها فورا