الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن -تأملات في الثورة الفاضلة- كتابٌ قصير لشاب صغير

أمين نور

2015 / 9 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


في كتابه الأول و الجديد, يستعرض الكاتب أمين نور ما يراه تأملاتٍ واقعية لثورة فاضلة حسنة.
الكاتب, سوري الجنسية, شاب صغير في العشرين من عمره, يستخدم اسم قلم وهمي, كوزموبوليتالي الميول, و متأثر بالثقافة الغربية بشكل واضح منذ بداية كتابه القصير.
يرى أمين أن استخدام اسمٍ مستعار ليس مقصوراً على حمايته الأمنية فقط. بل هو سبب ثانوي بصريح العبارة. إنما هو تتويج لمبدأ الملكية الفكرية العامة الذي يؤمن به, و يجسد الإيمان بالأفكار لا الأشخاص الذي عرّض عليه في كتابه بأكثر من موقف.
يبدأ الكتاب باقتباسين اثنين "هذا الكتاب مهدىً للإنسانية جمعاء", اقتباس يعكس ميوله الفكرية الكوزموبوليتالية المقصودة. ثم اقتباس ل "توماس بين" المفكر المشهور في عصر التنوير, و إحدى أشهر منظري الثورتين الأمريكية و الفرنسية, و الذي عمل باسم خفي في بداياته: " هوية كاتب هذا العمل مما لا يهم الجمهور في شيء على الإطلاق, حيث أن ما يسترعي الانتباه هنا هو المبادئ و التعاليم بحد ذاتها, لا الشخص". و قد يعكس هذا بالإضافة إلى تأثر الكاتب بالتنويريين الغربيين, تلميحاً لميول الكاتب المثالية و العقلانية التي ستتوضح أكثر مع التقدم في الكتاب, و الرافضة للملكية الفكرية الخاصة و الشخصية, مؤيداً الملكية الفكرية العامة للنتاج الفكري.
ثم يبدأ نص الكتاب, على شكل جمل قصيرة, منظّمة ضمن بنود وفق منظومة رقمية على شاكلة "تأملات" لماركوس أوريليوس و "تراكتاتوس لوجيكو فيلوسوفيكوس" لفيتجنشتاين.
في مقدمته يستعرض مفاهيم ثورية بشكل عام, ثم يسترسل في شرح الحالة التنظيمية التي يجب على الثورة أن تخضع لها, حيث يرى أن بنية الثورة عضوية مؤسساتية و نظامها هرمي, معرّفاً بأجزاء هذا الهرم, و شارحاً كلاً منها. و سأرفق مقدمة الكتاب في نهاية هذا المقال.
يرى الكاتب أن الدافع وراء كتابته هذا الكتاب, هو ثورات الربيع العربي و خيبات الأمل التي لحقته. و لكنه يواسي نفسه بكون الربيع العربي أعطاه الحافز الفكري للتفكر بالرغم من صغر السن, و أن التفكر و التعقل كان انعكاساً للربيع العربي.
و يرى أن بكتابته لهذا و استعراض صغر سنه, فهو يحفز الشباب مهما كانوا صغاراً في السن على البحث و التعقل و التفكر, محاولاً المساهمة لتحقيق هدفه الذي يرجوه, و هو " أن يحظى العرب بعصر التنوير الخاص بهم الذي لم يحظوا به من قبل قط".
و سأختم هذه المقالة بمقدمة كتابه:
مقدمة:
1. الثورة هي مجموع الأفكار, لا الأفعال.
2. تتحقق الثورة عن طريق بنيتان: بنية فوقية و هي الأفكار, و بنية تحتية و هي الأفعال.
1.2. البنية الفوقية هي الأخلاقيات, و السياسات و الاتجاه الذي تدعو إليه الثورة
1.1.2. قادة البنية الفوقية هم أصحاب الفكر و المثقفين, و كل من يقدر على إعطاء رأيه بتفصيل علمي دقيق.
1.1.1.2. على هؤلاء أن يستعرضوا بشكل واضح و صريح, بخطاب من مستوى فهم الجمهور, نظامهم البديل, مبادئهم و أفكارهم, و مدى محاسن و مساوئ فكرهم هذا, و لم هو الفكر الأنسب لتغيير النظام الحالي, و كيفية تغيره أفكارهم للأفضل مستقبلاً, و مدى وعي حامليه بشوائبه و بقدرتهم على تنظيمه و التطور به.
2.1.2. لا يجب على قادة البنية الفوقية أن يكونوا مجهولين, حتى ولو اقتضى ذلك الأمر أن يكونوا مجرد رواد مجموعة صغيرة.
3.1.2. البنية الفوقية مرحلة تسبق البنية التحتية, و على الحراك ألا يبدأ إلا بضمان اكتمالها.
2.2. البنية التحتية, هي الحراك الثوري على الأرض, و هي انعكاس للبنية الفوقية.
1.2.2. و لأنها مرحلة ثانية, فهي مرحلة منظمة, مُتَحكمٌ بها, و لا تخضع للتغير المتفاجئ, أو التغير الغير متوقع.
2.2.2. إن وقع تغير مفاجئ على مسار الحراك الثوري, دون أن يكون مخططاً له, فهذا ضعف من أصحاب البنية الفوقية عند التخطيط لهذا الحراك, إذ لم يستطيعوا توقع الأمر و تداركه.
3.2.2. قادة البنية التحتية, يجب أن يكونوا أناساً أصحاب شعبية و سمعة طيبة, قويو البنية و الجسد,نشيطون و مخلصون, أصحاب معارف قوية و علاقات واصلة, و حبذا أن يكونوا وجوهاً مشهورة يحبها الشعب.
4.2.2. قادة البنية التحتية, يخضعون لقادة البنية الفوقية بشكل كامل, بعد أن يوقنوا بصحة ما يروجون له من أفكار, و مكانتهم الفكرية التي تطغى على فكر الأناس العاديين.
3. في الثورة, كلٌ يجب أن يعرف موقعه.
1.3. على صاحب الفكر النيّر أن يتعرف بأنه صاحب رسالة تساهم بخير البشرية, و بأنه خامة لبنية فوقية محتملة, و لعل هذا من أصعب أنواع المعرفة و أتعبها. سأصطلح كلمة "منّظر" للدلالة على هذا الفرد
1.1.3. ليس كل من قرأ كتاباً أصبح منظراً للثورة, إنما يترتب على صاحب الفكر أن يكتب كتاباً أصيلاً على الأقل. ولا يصل إلى هذه المرحلة إلا من تعب حقاً.
2.1.3. من صفاته الفكرية التي يتصف بها, أن يكون عارفاً بفلسفة الأخلاق أولاً, ثم علم السياسة و الاجتماع ثانياً, و مهتماً مطلعاً في باقي الأمور على الأقل. و له القدرة على تكوين آراءه الفلسفية الخاصة في هذه الأمور.
3.1.3. أن لا يرفض الاستفادة من تجارب الغير, لا بل يجب أن يكون ذو عقلٍ منفتح و ذكي, و يتقبل الحجة المقنعة حتى لو كانت من ألد أعداءه.
4.1.3. لا تصدر أفعال الأمر سوى من المنظّرين.
2.3. على صاحب القدرة على قيادة الحراك أن يعرف و يقتنع بأنه مناسب لموقعه هذا دون موقعه في البنية الفوقية. و سأصطلح عليه اسم "القائد".
1.2.3. يسلّم القائد بقول المنظرين, و يعترف بقرارة نفسه أنهم أعلى منه مرتبة, و بذلك يتلقى الأوامر منهم ولا يشذ عنها.
2.2.3. و لكي يثق تماماً بأوامر المنظرين, فعليه أن يقتنع أولاً بأفكارهم اقتناعاً كافياً. و بناء هذه القناعة يعتمد كثيراً على أفكار المنظر و أسلوبه, ثم بشكل ثانوي على القادة و الآخرين من أصحاب الحراك المتلقين لهذا الفكر.
3.2.3. ليس عيباً أن دور القائد يختلف عن دور المنظر, نجاح الثورة يعتمد على كليهما بقدر متساوٍ. كثيراً ما يسري الحسد الأعمى بين هذين الإثنين, و ليس من الحكمة أبداً أن تكون العلاقة بينهما سيئة و مخلخلة.
4.2.3. ليست مسؤولية القادة توليد الأفكار و الأيدولوجيات السياسية و طرقها.
5.2.3. يتسلم القادة المسؤولية المادية للثورة فقط.
6.2.3. على القادة أن يعرفوا مسؤوليتهم تماماً, و تلقينهم لهذا من واجب البنية الفوقية.
7.2.3. على القادة أن يعرفوا ماذا يواجهون, و ماذا سيواجهون, و تلقينهم لهذا من واجب البنية الفوقية أيضاً.
8.2.3. و أخيراً, على القادة أن يعرفوا ماهي وظيفتهم, و ماذا سيفعلون, و تأمين هذا بدوره واجب البنية الفوقية.
4. بعد تأمين القادة الموثوق بهم, العارفين لدورهم, يتم جمع الجمهور و المؤيدين لهذا الحراك, و سأصطلح على اسم الفرد من هؤلاء الجمع ب "ثائر".
1.4. على الثائر معرفة مبادئ الثورة التي دخل بها عن طريق الاطلاع على أدبيات المنظرين. و أن يحرص على أن يستمد الأساسات الأخلاقية من هذه المبادئ الفاضلة.
2.4. يستجيب الثائرون لأوامر القادة و يطيعونها.
3.4. لا يملك الثائرون مسؤولية القادة من تنظيم, أو مسؤولية المنظرين من توليد للأيديولوجيا.
4.4. مسؤولية الثائرين أن يكونوا أعضاء مشكلين للحراك و البنية التحتية, فهم بهذا كائنات عضوية. أي لا يمكن الاستغناء عنهم.
5.4. الأيديولوجيا الأولى للثورة, ولدت من رحم الثائرين, لكنها بشكلها البسيط الشعبي, فهي لا تزال كالحجرة البريّة بدون انتظام, يقوم المنظرون بصياغتها بشكل علمي و سياسي واضح, فينحتون الحجرة البريّة لتصبح تمثالاً جميلاً ذا معنى.
6.4. الثائرون ليسوا آلات صمّاء تستجيب للأوامر فقط. إلا أنهم أعضاء لا تأمر و حسب.
7.4. بوسع الثائرين التواصل مع القادة و المنظرين ضمن قنوات خاصة.
8.4. لا يتم الحراك الثوري, دون كسب الجمهور. و يقع عاتق تأمين الجمهور على القادة, مدعومين بالأيديولوجيا الجذابة.

لتحميل كتاب "تأملات في الثورة الفاضلة" مجاناً:
http://www.4shared.com/office/JYS9GqLXba/___.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -