الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مأساة اللاجئين وصمة عار أخرى تضاف على جبين الدول العربية والإسلامية

محمد مندلاوي

2015 / 9 / 2
مواضيع وابحاث سياسية



في شرقنا التعيس, عند كل أزمة اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية أو... تعصف بمجموعة الدول التي أشرنا إليها في عنوان المقال سرعان تعريها تلك الأزمة أمام العالم أجمع على حقيقتها أن حكامها أقزاماً حقيقية أمام الأحداث, وترمي دائماً فشلها وأخطائها على كاهل الآخرين, ولا يلتفتوا إلى كياناتهم الهزيلة الخاوية التي لا تملك شيئاً من مقومات الدول الحديثة كالعناصر والعوامل الأساسية والمؤثرة التي تملكها الدول المتحضرة سوى اسمها "الدولة الفلانية" أما في واقعها الحقيقي, فهي أشباه دول, لأن حكامها جعلتها ملكية خاصة كل منهم صيَّر كيانه كشركة خاصة يملكها هو وعائلته وزبانيته التي تحيط به. ولدينا في هذا المضمار شواهد كثيرة, منهم ذلك الطويل السفيه ذات هيئة اللقلق ولا يعلم الشعب السوري في أي مستنقع مختبئ؟. وعلى شاكلته, كان الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك صاحب خطبة البتاع, الذي كان ألعوبة بأيدي زوجته العجوز الشمطاء ونجليه المراهقان علاء وجمال. وكذلك المقبور صدام حسين, الذي جعل من العراق مزرعة خاصة لولديه الساديان عدي وقصي يسرحان ويمرحان فيها كيفما يشاءان. لكن الحق يجب أن يقال, أن المتسبلة الذين جاءوا من بعد ابن العوجة باسم الدين, ورافعين شعار "فرهود يا أمة محمد " قد أفلسوا العراق الغني, عراق المصدر لثلاثة ملايين برميل نفط يومياً, عراق الدجلة والفرات, عراق الأربعون مليون نخلة, وفي المحصلة أقعدوه على بساط الفقر, خربوه وجلسوا على تله. وتطبيقاً لهذا النهج (التشاركي) الذي جاء به الكيشوانية, وبياعي السبح والمحابس, شيلني وأشيلك, أسكت عني وأسكت عنك, حسنوا تلك الصورة القبيحة لبطل الحفرة القومية في الذاكرة العراقية, الذي أراد من خلال تلك الحفرة المكيفة, أن يحرر فلسطين من اليهود الصهاينة. لكن في الواقع, أن الشارع العربي والإسلامي يعرف جيداً أن حكام جميع الدول العربية والإسلامية بدون استثناء,ليسوا أفضل حالاً من تلك النماذج المنحطة التي ذكرناها أعلاه, وعلى وجه الخصوص الكيانات الست المصدرة للبترول والغاز في الخليج... ليس لهم هم يذكر, سوى ملء بطونهم بأكل الجراد, وشرب ألبان و أبوال الجمال. لم يخرج هؤلاء الأعراب يوماً ما في مظاهرة ما نصرة لفلسطينهم أو استصراخاً لأولى القبلتين وثالث الحرمين؟. ثم لماذا يخرجوا ويعرضوا أنفسهم لأشعة الشمس الحارقة, ألم يقل قائلهم, أن هناك مئات الملايين من السذج من المسلمين ومن المستعربين تحرسنا بالمجان و تحيط بنا من كل حدب وصوب وتحمينا بالروح الرخيصة وبالدم القاني, بدءاً من مصر الكنانة ومروراً بالسودان و بدول شمال إفريقيا وإريتريا واليمن وإيران والعراق والأردن وسوريا وفلسطين وهكذا اكتملت الحلقة التي تحيط بنا وتحمينا من جميع الجهات, وحتى أبعد من هؤلاء, هناك الباكستانيين والأفغان والشيشان وغيرهم يفدونا بحالهم ومالهم. وما علينا نحن في الخليج, إلا أن ننام مطمئنين قريري العين, لأن شعوب (دول الطوق) في ثورة دائمة وعارمة ضد أعدائنا والمتربصين بنا, وهم عبارة عن, الغرب الكافر, والشيطان الأكبر, والصهيونية العالمية, والشيوعية الملحدة, وأهل بدعة الديمقراطية, الخ.
فيما يتعلق بجوهر موضوعنا هنا, هي تلك القدرات المالية الهائلة لهذه الدول والإمارات النفطية من ضمنها إيران والعراق أيضاً. وعلى رأس هؤلاء المملكة العربية السعودية التي مليكها يلقب بخادم الحرمين الشريفين وحامي حمى الإسلام والمسلمين, كأن مأساة اللاجئين التي يشاهدها العالم, التي لم تحدث مثلها منذ الحرب العالمية الثانية, وغالبيتهم العظمى من العرب و المسلمين (السنة) لم تحرك آلاف الجثث الطافية فوق مياه البحر المتوسط شعرة من رأس خادم الحرمين وأقرانه!. لو كان صحيحاً إنه والحكام الآخرون الذين ذكرنا كياناتهم ينتمون بحق وحقيقة للمنطقة وشعوبها لأمروا بفتح أبواب دولهم لهؤلاء المشردون وأنقذوهم من الموت والإذلال على أيدي النصارى (الكفار). أليس القرآن يقول في سورة المائدة آية (51): "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين". من دفع المسلمين حتى يتخذوا اليهود والنصارى أولياءاً لهم غير حكامهم؟. و جاء في الحديث النبوي: " من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم"؟. كما رأى العالم, أن حكام المسلمين لم يهتموا بأمور المسلمين, إذاً هم ليسوا منهم كما يقول الحديث؟. يرى القاصي والداني, إن السعودية وإيران في حرب باردة على زعامة العالم الإسلامي بسنته وشيعته, وحين تحتاج السنة والشيعة إلى مساعدتيهما كأولياء الأمور لهم, يديروا وجهيهما عنهم ويتركوهم عرضة للقدر يلعب بهم كيفما يشاء!. وكذلك فعلت روسيا الاتحادية التي تدعي إنها تتزعم المسيحيين الأرثوذكس في العالم, والمسيحيون اللاجئون إلى أوروبا جميعهم من الطائفة الأرثوذكسية, لماذا لم تفتح لهم روسيا أبوابها وتأخذهم تحت جناحها إن هي والدتهم الحنونة! ألم تدخل روسيا القيصرية في حرب ضروسة مع الدولة العثمانية حين تعرض المسيحيون الأرثوذكس فيها للاعتداء على أيدي العثمانيون الأتراك؟. إن هذه الأقطاب الثلاثة سعودية إيران وروسيا تخلت عن واجبهم الإنساني والديني أو بالأحرى المذهبي تجاه الطوائف التي يزعمون إنهم يتزعمونها؟. إلا أن الغرب (الكافر) كالعادة قام بواجبه الإنساني تجاه أخيه الإنسان على أكمل وجه, وأثبت للعالم أجمع, إنه بآدميته يتزعم الإنسانية جمعاء. وما على المسلمين الذين آوتهم دول الغرب المسيحي, إلا أن يكونوا مواطنين صالحين فيها, لا يدغدغ مشاعرهم أحداً ببعض الكلمات الجوفاء التي لا طائل منها, لقد رأيتم بأم أعينكم أن جنتكم الحقيقية هنا في الغرب المتسامح, وجحيمك الحقيقي هناك في الشرق الهمجي, لا تنسوا أجعلوا هذا نصب أعينكم ولا تنسيكم إياها الأيام وزحمة الحياة, لقد رأيتم أولئك الذي يدعون أن الدين يحكمهم تركوكم طعماً للأسماك, وهؤلاء الذين شوهوا بالكذب والتدليس صورتهم الناصعة عندكم, لقد رأيتم كيف يعاملونكم؟, وكيف رؤساء دولهم تجتمع وتدرس محنتكم؟. بينما حكام العرب والمسلمون, كأن الذي حدث ليس على هذا الكوكب, بل حدث في المريخ. أكرر, وعلى وجه الخصوص كلامي موجه للعرب القادمون من سوريا والعراق وبعض الدول العربية الأخرى, إنكم حين تدخلون إلى ألمانيا أو السويد أو أي بلد أوروبي آخر تذكروا جيداً, أن هذا البلد هو دار لهذا الشعب, فهؤلاء أدخلوكم في دورهم في بيوتهم, فلذا يجب عليكم أن تحترموا هذه الدور, هذه الدول, التي ستقيمون فيها بقية حياتكم وحياة أبنائكم. أنني كمواطن في إحدى هذه الدول التي فتحت ذراعيها لي ولعائلتي أيام المحن الصعبة التي لم يأوينا أحداً كنا نعاني الويلات على أيدي ديكتاتور مجرم لم يرحم أحداً من الشعب الكوردي المسالم. أأمل من الجميع, أن تكون عناصر نافعة ومواطنين صالحين في هذه البلاد الكريمة التي آوتكم, ولا تكونوا عناصر تخريبية وتؤذوها خدمة لمراوغ كذاب قد يعدكم بأشياء وهمية ليست لها وجود لا هنا ولا هناك؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عواقب كبيرة.. ست مواقع بحرية عبر العالم يهددها خطر الاختناق


.. تعيش فيه لبؤة وأشبالها.. ملعب غولف -صحراوي- بإطلالات خلابة و




.. بالتزامن مع زيارة هوكشتاين.. إسرائيل تهيّئ واشنطن للحرب وحزب


.. بعد حل مجلس الحرب الإسرائيلي.. كيف سيتعامل نتنياهو مع ملف ال




.. خطر بدء حرب عالمية ثالثة.. بوتين في زيارة تاريخية إلى كوريا