الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في رحاب الذاكرة

ابتسام الحاج زكي

2015 / 9 / 2
سيرة ذاتية


يا من تسائل فيمن تفكيري، حسنا سأحاول وأن آمنت سلفاً بعقمها إجابة يشتتها ضجيج المارقين في رحاب أرضك الموصوفة بالسواد يا وطن تأبى النوائب إلاّ انكسارا عند تخوم قدسيتك التي ستطّهر الكون من أدرانهم أولاء المارقين.
أفكار وأفكار تجول برأسي المتألق بحبك أيها السيد يا عراق فها أنا أتذكرها جيداً أمنية لطفولة أرعبها ذعراً تقافز الصيحات المحذرة والمعبئة في آن للتعايش وقرع طبول الحرب: إياكم والأنوار، عليكم وزوايا الغرف، الانبطاح أرضا... و و و تتوالى الإرشادات انه أيلول العام 1980، الشهقة الأولى لحرب ولود حيث صافرة إنذار البداية والنهاية لغارة أزيز طائراتها تمكّن وبجدارة أن يمحو صباحاتنا الفيروزية ، ويخنقها بضوضاء الزمر والتطبيل تحت مسمى التحشيد للحرب، قرأت ذات مرة لشاعر يتهكم سخرية من غباء الحرب ومريديها*:
عندما قامت الحرب
أعتقد الناس
أنّ إقامتها لن تطول
فشرعوا بجمع التذكارات منها،
قطعة من جناح طائرة
خرطوشة فارغة
شظية قنبلة
رصاصة فاسدة... الخ الخ
لكنها مكثت طويلا
طويلا
أسموها حرب الثمان سنوات وما أدراك أي سنوات تلك التي أحالت أيامنا إلى كابوس يجثم وبقسوة على حياة أُستبيحت أنفاسها.
كلما حاولت الانكفاء على الفكرة واحتوائها أرجع وقد أرهقني تجوالها أفكار رأس تتجاذبه ضغوطات الجهات الأصلية والفرعية للأفكار، أعود لأمنيتي المسكينة بإيجاد وطن بديل عن العراق بل تراني تجاوزت الحد في التمني حين قلت: ليتني لم أطلق صرخة البداية على أرض وطن يهدينا حربا لا نقوى على تحمّل أعبائها، أمنية من السذاجة حينها لكنها الطفولة تسوّغ ما لا يمكن تسويغه ولا سيما وأنّ تقنية صناعة الخوف كانت تعيش أوجّها ، أضحك الآن بملئ شدقيّ وأنا أتذكرها تلك الأمنية التي أُرغمت عليها بلحظة عابثة، قد تكون ولادة هذا الحديث الذي نحن بصدده بإيحاء من حالة الهلع الباحث عن وطن بديل واللوذ بمناف قصية التي صار يطبّل لها حسنو النية وسيئووها، من المؤكد أنه لا يحقّ لأحد أن يفرض قناعاته على الآخر وأن اختلقت المعاذير لذلك، لكن هو رأي لا يعدو أن يكون شخصيا بانّ ما يجري الآن من تشجيع على الهجرة والسفر خارج الوطن إن هي إلّا محاولة لمحاكاة الهجرة التي أفرغت العراق من الكثير من أبنائه أبان الحكم البعثي للعراق بعد أن فرّ الملايين هربا من الجوع والخوف، وأكيد يتحمل وزر هذا النفير الحالي حكام ما بعد 2003 الذي ينهج الغالبية منهم نهج أسلافهم من البعثيين.

*جمال جمعه، كتاب الرسم بالمدن، من نص شجرة الحرب، تذكارات، منشورات الصوت، الدنمارك،1990.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجات.. مقارنة بين الأمثال والأكلات السعودية والسورية


.. أبو عبيدة: قيادة العدو تزج بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نع




.. مسيرة وطنية للتضامن مع فلسطين وضد الحرب الإسرائيلية على غزة


.. تطورات لبنان.. القسام تنعى القائد شرحبيل السيد بعد عملية اغت




.. القسام: ا?طلاق صاروخ ا?رض جو تجاه مروحية الاحتلال في جباليا