الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إحذَروا المُتآمرين

ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)

2015 / 9 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


تظاهراتُ الجماهير في بغداد والمحافظات الجنوبية تتوسع أسبوعاً بعد أسبوع ، ومطالبُها التي كانت في البداية مقتصرة على الكهرباء وبعض المطالب التي أخذت تسلسلاً بعد بند الكهرباء ، مثل تحسين البطاقة التموينية وغيرها . هذه المطالب توسّعت ، بعد أن دُعمت بفتوى المرجعية الدينية العليا في النجف ، فقدم المتظاهرون ورقة ، إلى رئيس مجلس الوزراء ، تتضمن مطالبهم . قابل رئيس مجلس الوزراء مطالب المتظاهرين بورقة إصلاح ، كحزمة أولى لخطوات إصلاحية ، وقدمها إلى مجلس النوّاب لنيل الشرعية القانونية لتنفيذها ، ولكن بدل أن يقوم رئيس مجلس النوّاب بطرح الورقة المقدمة مباشرة على مجلس النوّاب ، تسابق في الموضوع وأعدّ من جانبه ورقة مشابهة ، لا تختلف في مضمونها عن تلك ، سوى أنها مذيّلة بتوقيعه ومحسوبة له . لقد نالت ورقة العبادي تأييد " إجماع " أعضاء مجلس النوّاب ، وإكتسبت الشرعية القانونية . مرّت أيام بل أسابيع دون أن ترى قرارات العبادي النور في التطبيق ، والجماهير ، في تظاهراتها ، والمرجعية الدينية العليا عبر ممثليها في خطب الجمعة تؤكد على ضرورة العمل لتنفيذ ما ورد فيها حتى صدرت تصريحات من العبادي يُفهمُ منها أنه غير قادر على تنفيذ قراراته إن لم يحصل على تفويض جماهيري مليوني . وبالفعل خرجت الجماهير بتظاهرات مليونية ترفع لافتات التفويض ، وخرج علينا ممثلو المرجعية العليا في خطبهم يوم الجمعة بما يدعم العبادي في تفويض شخصي ، إلاّ أن العبادي لم يخطُ الخطوة التي يتأملها الشارع الثائر ، بل إكتفى ببعض الخطوات الترقيعية التي وصَفها السيد مقتدى الصدر ب " لا تُسمن و لا تغني من جوع " .
قلنا وأعَدنا أن العبادي أصبح بين فكّي منگنة : الجماهير الثائرة صاحبة الحاجة التي لا ترى غير قضائها ، والكتل السياسية الفاسدة التي إستفادت في فترة ما بعد 2003 وتقاسمت الكعكة وتخشى الفضيحة التي تؤدي إلى سقوطها ووقوفها أمام الحاكم العادل الذي سيقتص منهم . إن العبادي ، وقد ، وأقول وقد ، لا يكون من الذين أثروا ، كغيره ، من غرف المال الحرام ، إلاّ أنّ " الأقربون منه " ، سواء في حزبه أو كتلته أو حتى في التحالف الوطني الذي رشحه لإستلام منصبه ليسو في موقع تأييده في إتخاذ خطوات إصلاحية جذرية تؤدي بهم إلى الهلاك . أعداء العبادي كثيرون ، ووسائلهم لردعه لا تستثني أية وسيلة ، فالرجل مشروع إغتيال من البداية . و ما زيارة المالكي إلى إيران مستنجداً ، و ما الرسالة التي أوصلها قاسم سليماني وبلّغ العبادي بها في حضور شهود التحالف الوطني ، وسكوتهم ، إلاّ واحدة من الضغوط التي يواجهها . وإن كان العبادي قد صدّ هذا الهجوم بالشكل الذي تناولته وسائل الإعلام ، إلاّ أن السليماني ، وبغرض تجاوز فشله ، حاول سحب البساط من تحت قدمَي العبادي بأن طلب مقابلة السيّد السيستاني علّ ذلك يعيد له مكانته على حساب مكانة العبادي ، ولكن محاولته باءت بالفشل عندما لم يحظ بمقابلة السيستاني .
أعداء الإصلاح لا يكلّون عن محاولاتهم ، لأنّ عملية الإصلاح بين نجاحها أو نجاحهم في إفشالها قضية حياة أو موت . وهم يرسلون الرسائل الواحدة تلو الأخرى ، وعلى قادة التظاهرات واللجان التنسيقية أن يتفهموها ويحسبوا حسابها في كل خطوة يخطونها . ففي الأسبوعين ألأخيرين من التظاهرات صار التركيز على مطالبة العبادي بإقالة مدحت المحمود بينما ، من الجبهة المقابلة ، إن صحّ الخبر ، ذهب كل من هادي العامري وأبو ماجد المهندس قائدا الحشد الشعبي لزيارة مدحت المحمود لطمأنته ، فتلك رسالة ليس للعبادي فحسب أن لا يقيل مدحت المحمود بل رسالة إلى المتظاهرين الذين سيتظاهرون أمام مجلس القضاء الأعلى . أنهم سيواجهون بقوات من الحشد الشعبي أو من ميليشيا منظمة بدر . إن رسالة التهديد هذه بوضوحها تكشف أن في العراق أكثر من دولة وأكثر من قوة فاعلة في الساحة ، ومن هنا دعوتنا إلى العقلانية في التصرّف المحسوبة نتائجه قبل الإقدام عليه .
نعود إلى أعداء الإصلاح الذين لا يتورعون من الإتيان بأي عمل لإيقاف زخم العجلة ، فهم أصحاب عقليات إجرامية يخططون للجريمة ، ويخلقون الأجواء المناسبة لإقترافها وتحميل الآخرين لها ، فالجريمة التي تم التخطيط لها وتنفيذها في الحويجة ، الجريمة التي خلفت عشرات الضحايا على يد الجيش ، ما زالت في الذاكرة ، إذ تم إدخال بعض المتسللين بين جموع المتظاهرين ، وقام بعض هؤلاء المتسللين بإطلاق النار تجاه الجيش وقتل بعض أفراده مما خلق المبرر لقيادة القوة العسكرية أن تصدر أوامرها بفتح النار على المتظاهرين .

أيها الإخوة الأعزاء في قيادات التظاهرات والتنسيقيات ، يا مَن تقودون التظاهرات بصورة سلمية ، حاذروا غدر الأعداء ، فإني ، والله أخشى أن يُعاد نفس الأسلوب في مكافحة تظاهراتكم أمام مجلس القضاء الأعلى ، فلربما يتمكن " أحدهم " من إغتيال مدحت المحمود وهو محاطٌ بقوات هادي العامري وأبو ماجد المهندس وتُحسب الجريمة عليكم ، وتحلّ ، كما يريد أعداء الإصلاح ، تصفيتكم وتصفية قضيتكم .
فكونوا على حذر من غدر الغادرين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل - حماس: أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق


.. فرنسا: لا هواتف قبل سن الـ11 ولا أجهزة ذكية قبل الـ13.. ما ر




.. مقترح فرنسي لإيجاد تسوية بين إسرائيل ولبنان لتهدئة التوتر


.. بلينكن اقترح على إسرائيل «حلولاً أفضل» لتجنب هجوم رفح.. ما ا




.. تصاعد مخاوف سكان قطاع غزة من عملية اجتياح رفح قبل أي هدنة