الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الهجرة عبر المتوسط والمرور عبر -جسر بزيبز-...

موفق الرفاعي
كاتب وصحفي

(Mowaaffaq Alrefaei)

2015 / 9 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


بين الهجرة عبر المتوسط والمرور عبر "جسر بزيبز"...
موفق الرفاعي
وأنا أتابع سيل الأنباء التي تُورِدها الفضائيات متلاحقة في أزمة المهاجرين من سوريين وعراقيين إلى دول الإتحاد الأوربي، تذكرت أزمة المهاجرين من الأنبار بعد اجتياحها من قِبَل "داعش" بداية الصيف الجاري، والأسلوب غير الإنسانيّ الذي عَبّرت به عن نواياها التي تخفيها كائناتها وراء سمت دينيّ مزيّف، سلطة المحاصصة الطائفية في بغداد وفروعها في المحافظات.
في أوربا، توحّدت جهود الحكومات والمجتمعات في الترحيب بالمهاجرين اللاجئين إليهم ومساعدتهم. تنافسوا في تقديم كل ما يحتاجونه من طعام ولباس ومأوى.
- سياسيون أوربيون يدعون إلى تكييف قوانين العمل في عدد من دول الإتحاد من أجل إدماج المهاجرين في الإقتصاد الأوربي.
- الدعوة لتعديل قوانين الهجرة واللجوء التي أقرتها سنة 2006 لكي تكون في تطابق مع قانون أقره البرلمان الأوروبي 18 يونيو هذا العام.
- وزراء خارجية دول الإتحاد الأوربي يلتقون في اجتماع غير عاديّ للاتفاق على توزيع عادل للاجئين في ما بين دول الإتحاد.
- دعوات لإجبار الحكومات المحلية تعليق قوانينها الخاصة التي لا تتلائم وهذه الأزمة في استقبال اللاجئين والخضوع للقوانين الإتحادية.
- المستشارة الألمانية (انغيلا ميركل) ترفع سبابتها في وجه اليمين المتطرف في بلادها وهم يستقبلونها بتظاهرات رفضا للمهاجرين قائلة: ”يجب القول بوضوح: لن يتم التسامح ابدا مع هؤلاء الذين لا يحترمون كرامة الاخرين”.
هذا عن حكومات الدول الأوربية.
أما شعوب تلك الدول..
- عشرون ألف متظاهر في النمسا للترحيب بالمهاجرين السوريين والعراقيين والاحتجاج على حكومتهم انها لم تتصرف بإنسانية تجاه المهاجرين.
- خرج الناس في دول ومدن عدة إلى طرق مرور اللاجئين يحملون ما استطاعوا من بيوتهم ليقدموه لهم، فيما آخرون دعوهم إلى تقاسم مساكنهم لحين انتهاء إجراءات اللجوء التي قد تطول.
البعض تذكّر النجاشيّ الملك الحبشيّ الذي "لا يُظلم عنده أحد" (حسب حديث منسوب للرسول محمد) والبعض استذكروا تصريحات لِساسة من الإسلاميين الطائفيين حد التقزز في العراق وهم يتوسلون شتى الذرائع كي يمنعوا مهاجري الأنبار عبور "جسر بزيبز" إلى بغداد ويضعون العراقيل أمامهم من مثل (شرط الكفيل)، فيما هؤلاء يريدون الدخول إلى عاصمة بلادهم وليس إلى دولة أخرى.
بانوراما "جسر بزيبز"، أضحت أيقونة للعار الذي جلّل رؤوسهم وسَوّد وجوههم الكالحة، ومنحهم شهادة سوء سيرة وسلوك. كائنات لا تمت للإنسانية بأية صلة.
ومع هذا، فهم لا يستحون عندما يعترضون على رغبة سُكّان الأنبار تحت ضغوطات ما جرى لهم وواجهوه، إدارة مدينتهم كإقليم وفق الدستور الذي خطوه بأقلامهم السوداء وبأصابعهم المُلوثة.
دول الإتحاد الأوربي معنية أكثر من غيرها بالتهديدات الإرهابية المعلنة، لكنها لم تمنع المهاجرين إليها القادمين من "حواضن الإرهاب" - حسب سياسيينا- وراء ذريعة الخشية من تسلل عناصر إرهابية بين المهاجرين كما فعل تجار السياسة والدين عندنا من الإسلاميين.
صحيح هناك في أوربا ساسة ومنظمات يمينية متطرفة ممن يقف بالضد من التوجهات الإنسانبة هذه، لكن هؤلاء وأمثالهم يُواجَهون بالاعتراضات وأحيانا بالسخرية والاستهجان والاشمئزاز.
سيتمكن المهاجرون قريبا، بعد أن يتم إدماجهم بالمجتمعات الأوربية، من التمييز بين أدعياء الدين عندنا ممن يعتقدون أن الجنة وقفا على المسلمين فيما معتنقي الديانات الأخرى، مصيرهم الجحيم.
لكن، عليهم أن لا يلوموا سوى أنفسهم وحكّامهم المتناغمين مع تصوراتهم الإحتكارية تلك، حين يَروا المسلمين يخرجون من دين الله أفواجا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله