الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول الماوية –مقدمة / حلقة هنري باربوس ترجمة معز الراجحي

معز الراجحي

2015 / 9 / 3
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


إن هزيمة الإشتراكية و الإتحاد السوفياتي المؤقتة هي نتاج للإلتقاء كل من الحصار الإميريالي و خيانة القادة الإنتهازيين الذين تتالوا على رأس الحزب الشيوعي للإتحاد السوفياتي و لدولة السوفياتية ( خروشتشاف ، براجناف و خاصة غورباتشاف ). سيسجل التاريخ أن هذا الأخير هو من وجه الضربة القاضية للنظام الإشتراكي و للديمقراطيات الشعبية و أطلق إعادة الرأسمالية في الإتحاد السوفياتي.
لكن هذا النص لحلقة هنري باربوس يبين أنه داخل العملية التي أدى إلى هذه المأساة الفظيعة للبروليتاريا العالمية و للشعوب المضطهدة ، فقد كانت الماوية بنفس القدر إلى جانب التيتية تيارا تحريفيا تم تطويعه من قبل الإمبريالية لإضعاف الحركة الشيوعية العالمية و تحطيمها.
مثل التيتية ، كانت الماوية إنحرافا قوميا بورجوازي-صغير ثم بورجوازي فيما بعد كان أساسه في ذلك " الخصوصية القومية الصينية" لنفي البلشفية كنموذج للإستراتيجيا الثورية و لإنكار الطابع العالمي لثورة أكتوبر . مثل التيتية ، كانت الماوية تيارا تحريفيا مضاد للتحريفية الخروشتشوفية ، حاولت صياغة " الخط الثالث " بين الرأسمالية و الإشتراكية : " فكر ماو تسي تونغ "
أدى إنهيار الإتحاد السوفياتي و الإفلاس الكامل لل " خطوط الثالثة " خروشتشوفية و تيتية و ماوية و تروتسكية المعارضة جميعها للبلشفية التي أثبتت صحتها ، إلى إفلاس كامل للحركة الشيوعية العالمية .
قدمت الماوية نفسها كذلك ك"نموذج " لشعوب العالم الثالث . في سياق وجد فيه المعسكر الإشتراكي و في ظل مساعدة الإتحاد السوفياتي ، تحققت إنجازات مهمة في الصين . تم إرساء أسس الإقلاع الإقتصادي المستقل و تم تطبيق إصلاحات ديمقراطية بورجوازية ، و مناهضة للإقطاعية و مناهضة للإمبريالية . لكن الصين لم تمر إلى مرحلة تشييد الإشتراكية.
بالإظافة إلى ذلك لم يقع وضع "النموذج" الماوي موضع التطبيق بنجاح في أي بلد من بلدان العالم الثالث. أينما وجدوا ، يتضح أن حلفاء الخروشتشوفيين و الماويين ليسوا إلا عناصر من البورجوازية-الصغيرة أو من البورجوازية ينتهون في نهاية المطاف في أحضان الإمبريالية كما كان الحال في الصين ، في البداية مع ماو نفسه ثم مع دنغ شياو بينغ.
إنتقادات ماو ضد الخروشتشوفية ضللت العديد من الرفاق . هذا العامل أضفى مزيدا من الصدقية على معاداة ماو الحقيقية للستالينية. لكن لابد من قول ذلك : بينما كان المناضلون يعتقدون ب "فكر ماو " ، الإمبرياليون من جهتهم إستوعبوا جدوى هذه التحريفية في سحق الإشتراكية و الإتحاد السوفياتي و الحركة الشيوعية العالمية. بالإظافة إلى ذلك أليست الإنتفاضة الشعبية البورجوازية-الصغيرة ماي 68 هي التي أطلقت الحركة الماوية العالمية ؟
خاض كاوتسكي أيضا معركة ضد برنشتاين . لكنه إنتهى إلى وسطي ينادي ب"الوحدة المقدسة" خلال الحرب الإمبريالية 1914/1918 ، ثم إلى إشتراكي-ديمقراطي معاد للثورة حارب بضراوة من أجل تخريب الإتحاد السوفياتي الناشئ . ماو أيضا إتنقد بشدة خروتشتشاف لينتهي بالتحالف مع الإمبريالية الأمريكية ضد الإتحاد السوفياتي. الماوية و كل أصناف التحريفية عملت على نزع السلاح الإديولوجي للبروليتاريا و الحركة الشيوعية .
أن نفهم و نفسر الهزيمة التي لحقت بنا و أسبابها و جذورها هو أيضا أن ندرس التيارات المتعددة و المتنوعة التي لها في أغلب الاحيان جذور طبقية مشتركة ، لكي نسلح اليوم الطليعة البروليتارية و الشيوعية بصدد النشوء . لكي نحقق ذلك علينا أن ننهل من الأعمال النظرية و العملية للأممية الشيوعية و الحزب الشيوعي البلشفي للإتحاد السوفياتي و من الديمقراطيات الشعبية و من الكومنفورم ، لكي نجدد النضال و نهزم الإمبريالية .
حلقة هنري باربوس
1 ماي 2000
كتاب حول الماوية لحلقة هنري باربوس ترجمة معز الراجحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ياللأقاصيص التي لا تنتهي
جلال عبد الحق ( 2021 / 11 / 5 - 22:05 )
ياللأقاصيص التي لا تنتهي

اخر الافلام

.. السودان الآن مع صلاح شرارة – مؤتمر للقوى المدنية في مصر – هل


.. شرطة باريس تطلق قنابل الغاز على متظاهرين نددوا بمجزرة رفح




.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين كانوا يحتجون أمام السفارة الإسر


.. حفل تسلم المرحلة الاولى من بناء المقر الجديد




.. شاهد: توسع إضراب عاملين بجامعة كاليفورنيا تضامناً مع المتظاه