الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الماركسية : رفض الاستغلال أم رفض الدين ؟

علي عبد الرضا

2015 / 9 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


من مقدمة : الماركسية حرب على الاستغلال الطبقي أم حرب للقضاء على الدين وقيمه الأخلاقية والروحية ؟
الماركسية : رفض الاستغلال أم رفض الدين ؟
الدكتور علي عبد الرضا طبله
إضافة للسؤال الأول الوارد في المقدمة يحق لنا التساؤل : هل التمسك بالمادية - الإلحادية هو ما سيوصلنا إلى مجتمع تعيش فيه الشعوب برغد وهناء وأمان ؟
وهل الإصرار على الإلحاد أمر واجب تبنيه من اجل الرقي الزراعي والصناعي والثقافي ولزام من أجل تطور المجتمع ؟
وهل يوجد في كل تاريخ البشرية ما يمكننا الإشارة اليه كمثال ( بدائي ) هو الربط ما بين الإلحاد والتطور والرخاء ؟
نعم هناك الاف الاف الأمثلة ما يمكننا إيرادها لربط الدين مع التخلف والقمع المفرط ...
ولكننا ننسى فبسات من التاريخ مضيئة ومشرقة حقا لعب فيها الدين دورا حاسما ومبهرا في نقل المجتمع الإنساني من مرحلة إلى مرحلة اعلى تحظرا ورقيا وعدالة وإنصافا
أستاذ فاضل كتب متسائلا : نراجع كل الموروث الديني عدا القرآن ! لعد شسوينه ؟ و ماذا نعمل بسورة السيف ؟ وطرح قناعته بقوله :في البداية " نشكك بكل شي " !
وكتبت له جوابا ادرجه أدناه ارتأيت أن انشره من اجل حوار هادئ علمي مفيد للجميع :
صحيح تماما ...
اعتقد جازما إن الدعوة إلى مراجعة القرآن كما الدعوة إلى مراجعة الأناجيل الأربعة كما ومراجعة التوراة لا يمكن أن تكون ثورية ابدا ... وفي هذا الباب يمكننا الدخول في محاججات واسعة وعميقة تستند إلى الموروث التاريخي عن تطور الإنسان والمجتمعات البشرية وموجبات البحث عن ( سبب للأشياء ) التي أحاطت وتحيط بالناس إلى يومنا هذا، وفي قناعتي : إلى الأبد !
أن الخلاف حول النصوص القرآنية يستند في كل جوانبه على الاختلاف في التأويل وليس كثيرا في الاختلاف في التفسير ... فالتفاسير تمنح مساحات أوسع بكثير في باب نسب الأمور من التأويل الذي يحدد الأمور بشبه اليقين ...
إن ما تعج به رفوفنا العامرة بشتى الفنون في بحث الدين في أكثره هو نتاج ما طلبه الطغاة من الكتاب والوعاظ ... انه ذو هدف واضح صريح ألا وهو إضفاء الشرعية على الجور والظلم ...
ومن تجليات ذلك : وجوب طاعة ولي الأمر بالمطلق السائدة في فقه اكثر من مليار من البشر المسلمين ...
إن من يبتغي الحقيقة يجدها ناصعة في ما اعترف على تزويره أولا من قبل الخوض في ما اعترف به إجماعا على نقائه من التزوير ...
ومن يبتغي تحرير مجتمع عليه أولا تعلم السباحة في مياه مجتمعه وللعلم فان المجتمعات المختلفة هي أيضا مختلفة وبالضرورة في مياهها ...
الثوري الحق في قناعتي هو من يدفع بصبر وأناة وتروي وحكمة ( الشك بكل شيء ) بخطوات ثابتة تجد لها قبولا في المجتمع والا سيحكم الثوري على نفسه بالعزلة الخانقة (المميتة )
يجب علينا وبالمطلق الإقرار بشرعية الأديان والتخلي عن معاداة الدين السائدة في الثقافة اليسارية الماركسية فباعتقادي إن الماركسية لم تأتي بهدف وحيد طاغ إلا وهو إقصاء الدين الذي أوغل فيه فردريك انجلز وإنما في المقولات الماركسية واللينينية الداعية إلى القضاء على الاستغلال الطبقي والى توفير رغد العيش الهانئ للمستضعفين في المجتمع على اختلاف مسمياتهم ...
يجب وضع نهاية للتعريف غير الصحيح للماركسية من كونها تعني الإلحاد هذا خاطئ تماما ومضر جدا ...
قضيتنا هي قضية إنسانية بكل جدارة واستحقاق وعلينا إن ندرك إن احترام العقائد الدينية امر واجب علينا فهذه العقائد من المستحيل تماما وبلا أي تجاوز محوها من النفوس والسعي لذلك انتحار علني ...
هذه حقيقة صادقة علينا التمعن فيها مليا فهدفنا هو كان وسيبقى :
من كل حسب قدرته ولكل حسب جهده ...
إما أن نقول إن هدفنا هو :
من كل حسب قدرته ولكل حسب حاجته
فهذا امر يتسم في قناعتي بالمثالية اليسارية الصبيانية الهادفة إلى حرق كل المراحل والولوج في عصر الشيوعية الزاهر، هذه هي الصبيانية المغرقة في الأماني
فالعلم يدلنا يوما بعد يوم على تعقدية تركيب النفس البشرية وتعقدية تكون الوعي الإنساني الفردي والمجتمعي وكم نحن جاهلين في فهم هذه النفس وتكون الوعي بشكل صحيح ...
اكتب هذا على عجل فمعذرة وصبرا فللموضوعة تتمة ...
لكم احترامي وتحيتي
الدكتور علي عبد الرضا طبله
3 أيلول 2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا