الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألطفل والبحر- مرثيةٌ للبراءة

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 9 / 3
الادب والفن


ألطفل والبحر- مرثيةٌ للبراءة

تغفو على شاطئ الحُلم ، تحلم بالعصافير تسقسقُ على الأغصان، لكن رحم البحر ملئٌ بمخلوقات ، لم تراود حلمك .. وكانت بك أرحمُ من كل من قتلوك ..
ليس القاربُ الذي نخره السوس ، ولا جشع صاحبه ، هم الذين قتلوك ، في حضن والدتك المتشبثة بك ، لا ولا قراصنة البحر ، الذين يهتمون بما في الجيوب ،أكثر من أصحاب الجيوب الفارغة .
لقد تآمرت على جسدك الغض وروحك البريئة ، قوىً كثيرة .. لكي لا تكبُر ويكبر معك الأمل ..
تآمرت على مستقبلك فاشيتان تأتمران بأمر التغول والتوحش ..
فاشية البعث ، الذي أصمّ الأذان بالجعجعة التي كان "طحينها" ، دمٌ ، فقرٌ وجوع . وقضى على أي شكل من أشكال التعددية السياسية ، فبعد أن كانت البلدان التي أوقعها سوء حظها تحت حكمه ، كانت بلدانا تتبع شكلا من اشكال الحياة السياسية التعددية وشكلا من الحياة البرلمانية ، أغدق البعث الفاشي من "نعمائه" الكثير من القمع ، الاستبداد والذبح ..!!
ملأ جيوب أزلامه بالثروات ، وأفرغ بطون الجميع من الطعام ، وألبسهم لبوس الذل والخنوع ، حكم بالحديد والنار، وفرض الذل على العباد ..
لكنه يهون أمام الفاشية الآتية من فيافي نجد ، والمحمية مباشرة من البيت الأبيض والبيت الاسود ..
أعلن "ريغان" فريضة الجهاد ، فلبى "عبيده" النداء ..في الرياض ، الخليج ، مصر وشعوب البشتون الذين لم يعرفوا في تاريخهم سوى قتل النساء وبيع البنات ..
تجندّ "مشايخ" الوهابية فنفضوا الغبار المتراكم عن أحافير اركيولوجية ، كتبها رجال جشعون وشبقون قبل مئات السنين ، لتُصبح أجندتنا المعاصرة .
ينفخون في قربة الكراهية ، التكفير والذبح ، وتتدفق البترودولارات عبر "أنابيب" لتُروج لفكر ابن تيمية ومن شاكله ، في فتاوى تكفير وذبح الشيعة ، النصيرية والعلوية !!
شارك في قتلك، سيد قطب وحاكميته ، وهو الذي سافر الى امريكا ملحدا وعاد تكفيريا خلال سنتين ..
شارك في قتلك العرعور ، القرضاوي ، الأزهر ،وغيرهم كثير ..
شارك في قتلك الخنوع ، الذل ، الصمتُ العربي والاسلامي ..
شارك في قتلك الصراع بين المعسكرات المتناحرة ..
شارك في قتلك حب السلطة وحب الكراسي ..
فداعش التي هربت من وجهها ، وبراميل النظام ، النصرة والحر وكل العصابات والجيوش ، تأمل وبعد ان تلفظَ انفاسَك ، بحكم يدوم ... ألا بئس ما كانوا يحلمون ..
فنم يا صغيري على الفراش الرملي الناعم ، فلن يزعج احلامك الطفولية شيءٌ بعد الآن ..!!


http://www.msn.com/he-il/news/other/%d7%91%d7%9c%d7%99-%d7%90%d7%a4%d7%95%d7%93-%d7%94%d7%a6%d7%9c%d7%94-%d7%90%d7%99%d7%99%d7%9c%d7%9f-%d7%94%d7%a7%d7%98%d7%9f-%d7%90%d7%97%d7%99%d7%95-%d7%95%d7%90%d7%9e%d7%9d-%d7%a0%d7%a1%d7%97%d7%a4%d7%95-%d7%90%d7%9c-%d7%9e%d7%95%d7%aa%d7%9d-%d7%91%d7%93%d7%a8%d7%9a-%d7%9c%d7%97%d7%99%d7%99%d7%9d-%d7%97%d7%93%d7%a9%d7%99%d7%9d-%d7%91%d7%90%d7%99%d7%a8%d7%95%d7%a4%d7%94/ar-AAdSW5r?ocid=SKY2DHP








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العزيز قاسم حسن محاجنة الورد
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 9 / 4 - 06:36 )
محبــــــــــــــــــــــــــة و ســـــــــــــــــــــــــــلام
هكذاً ...اذن نام
ذلك او هذا الطفل
هل كان واهماً عندما قرر في عمره هذا ان يخمر عُبابها و عُبابه
هل كان على وئام
مع تلك الساعات و الايام
هل غط في احلام
ام فاجأه الظلام
فاجبره على الاستسلام
......................نام ذلك الطفل
و هو لا يعلم ان في وجوه الحكام
و الازلام
كل ما في الارض من سخام
نام
............................................
الجميل يا عزيزي قاسم ان في نومة ذلك الطفل لقطة عميقة و هي ان وجهه ليس للاعلى يستنجد انماكان رافضاً لما في السماء من اوهام
نام و وجهه الى الارض و كأنه يبحث عن أم


2 - لله درك
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 9 / 4 - 07:20 )
حبيبنا عبد الرضا
نظمتَ فأجدتْ
هو كما تقول
لا يستجدي أحدا
نائما بهدوء
يحلم بثدي عامر بالحليب
وصدر عامر بالحب والابتسامات.
مودتي ومحبتي


3 - خاطرة مؤثرة
عبد القادر أنيس ( 2015 / 9 / 4 - 14:25 )
قرأت المقالة متأخرا. فمعذرة. فهي فعلا تستحق الإشادة لأنها التفاتة إنسانية مؤثرة. أحب أن أضيف أيضا أن شعوبنا كلها شاركت في قتل هذا الطفل. هناك ملايين الأطفال يموتون يوميا في ظروف مأساوية.
http://aljumhuriya.net/33523
شعوبنا حرصت دائما على التمسك بأسباب تخلفها. حرصت دائما على الانسياق وراء باعة الأوهام من كل حدب وصوب. لا أعتقد أن المسؤولية يتحملها حكامنا فقطّ. في بلادي انساق الناس كالأنعام وراء أوهام الإسلاميين فتسببوا في حرب أهلية مدمرة. ورغم وجود بدائل كثيرة لكنهم حرصوا دائما ومازالوا على البحث عن مخلص يريحهم عناء النضال واليقظة. يجب أن نقول هذا لشعوبنا عساها، يوما ما، ترشد وتخرج من قصورها المزمن.
خالص تحياتي


4 - مختزل الرابط الطويل جدا
عبد القادر أنيس ( 2015 / 9 / 4 - 14:34 )
أحيلك إلى برنامج يختزل الروابط الطويلة (link Shortener) خاصة تلك التي تحتوي كلمات عربية تتسبب تمدد الرابط على عدة أسطر :
https://goo.gl/
تحياتي


5 - الاستاذ العزيز عبد القادر انيس
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 9 / 4 - 15:19 )
شكري وامتناني
نعم ، لا يُمكن حصر الشركاء في المجازر اليومية التي يروح ضحيتها الملايين من الأطفال وغيرهم .. وشعوبنا العربية تتحمل قسطا وافرا من المسؤولية بخنوعها وذلها .
شكرا على المعلومة التقنية ، ساحاول ذلك
مودتي واحترامي


6 - غفا للأبد
نضال الربضي ( 2015 / 9 / 4 - 19:58 )
مساء الخير أخي قاسم و الحضور الكرام الأستاذين عبد الرضا و عبد القادر،

قبل هذا الطفل كانت الطفلة التي ماتت لأنها رموا شنطة دواء الإنسلين في البحر، ثم ألقاها أبوها طعاما ً للسمك بضغط ٍ من المهاجرين الذين كما لفظتهم الحرب لفظوا أختهم بدورهم، فجاءت شهادة ُ قسوتهم تأكيدا ً لقسوة ِ هذه الحرب و من يشترك فيها.

لا أُبرِّأ ُ أحدا ً من الذنب، كل الأطراف مُذنبه، و سورية العظيمة شعبَها و أرضَها و حضارتها هم المظلومون.

لماذا عليَّ أن أرى كل البلدان التي أحبها تموت؟

متى ستفهم هذه الناس أنه لا حل لمشاكل هذه المنطقة سوى العلمانية، متى؟

أوجعت َ قلوبنا يا قاسم.

دمت بكل الود.


7 - صباح الخير عزيزي نضال
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 9 / 5 - 04:43 )
ماذا اقول؟
هناك قصص اشد ايلاما ..ولكن كما تعلم فالصورة خير من الف كلمة كما يقولون..
لعل هذه الأرواح المُزهقة لا تذهب هدرا وتفتح الباب امام العلمانية !!
دمت بود

اخر الافلام

.. ما هو سرّ نجاح نوال الزغبي ؟ ??


.. -تعتبر مصدر إلهام للكثير من الأعمال-.. أفلام ينصح بها صانع ا




.. أفلام تستحق المتابعة في صباح العربية


.. ترشيحات أفلام قديمة عليك إعادة مشاهدتها




.. صانع المحتوى أحمد النشيط يرشح أفلام يجب مشاهدتها فورا