الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية نهد 02 الأخيرة

رياض محمد رياض

2015 / 9 / 3
الادب والفن


في الليل زارهما ابليس حكيا له ماكان من زيارة رضوان و رسالة الرب و أبدى ابليس اعجابه بفعلة حواء ، بعد أن فرغا كان الصمت رابعهما لفترة حتى قالت حواء " لم يتبقَ لنا شيء هنا يا ابليس " ، داعب ابليس النار بعصاته كعادته حين يكون شاردا و لم ينطق . قال آدم " لقد دفعتنا الى الخطيئة يا ابليس لقد خسرنا كل شيء " ، رفع ابليس عينه عن النار و نظر الى آدم قائلا " تجلد يا رجل لا تخشى شيئا أرى حواء أشجع منك و ...." قاطعه آدم " كفاك يا ابليس لقد سئمت منك و من حكاياتك و أراك تسعى للوقيعة بيني و بين زوجتي بعد أن أوقعت بيننا و بين ربنا " قال ابليس مستدركا لهجته العطوف " إنني شديد الحزن لأجلكما لم أتخيل أن الرب سيفعل معكما هذا " ، نظر له آدم في حنق " لم تتخيل ، لا يا ابليس لقد تخيلت تخيلت أمورا جلبت لنا الويل و الثبور و الطرد من الجنة " و هب آدم واقفا " انهضي يا حواء احضري شيئا نتزود به في رحلتنا فالملاك الذي سيأخذنا الى الأرض على وشك الوصول " ، نهضت حواء و استعدت للمغادرة حين قال ابليس " أنتما تعلمان أن هذا لم يكن مقصدي ، إن الشجرة تجلب المعرفة الخلود الملك الذي لا يبلى " ، قهقه آدم في عصبية و كرر كلمات ابليس مستهجنا " معرفة خلود ملك لا يبلى ! أنت مجرد كاذب كاذب لا تنتهي أكاذيبه " ، شعر ابليس بالمهانة فنهض هو الآخر و نظر الى آدم في تحد ثم الى حواء قائلا " أخبراني أي كذب كذبته عليكما ؟ " .
نظر اليه آدم شذرا و قالت حواء " ألم تقل أن الشجرة تمنحنا الخلود الملك المعرفة ماذا منحتنا غير غضب الرب و الطرد من الجنة إلى الأرض حيث المرض و الكد و التعب و الشقاء و في النهاية الموت " قالتها كأنها تبصق ، ارتاح آدم لكلام زوجته و نظر الى عينيها مبتسما كانا يقفا متواجهين فأسرع ابليس بالوقوف بينهما و على ركبتيه ركع و ألقى عصاه بجواره و بينما رأسه توازي جذعهما رفع كفيه لمستوى عانتهما و قال " هنا يكمن خلودكما " ، استدار آدم بعيدا عن كف ابليس شاعرا بالاهانه " ما تزال تكذب ! " و ابتعدت حواء هي الأخرى عن كف ابليس ، نهض ابليس يواجه آدم بينما النيران ترمي بظلاله طويلة على جسد آدم " ستفهم مقصدي حين تهبط الى الأرض ستعرف معنى المتعة كما ستعرف معنى الألم ستصبح خالدا الجميع الذي لا يفنى نسلك فيك و أنت فيهم ، أما الملك فهنيئا لك الأرض التي ستصبح سيدها ، لا أدري في أي شيءٍ كذبت عليكما لقد تحقق لكما كل ما وعدت به " ، " لكنك جلبت علينا غضب الرب لماذا لم تقل هذا في حكاياتك في أحاديثك في أكاذيبك ؟! " ، " في حكاياتي حاججني بما قلت ليس بمل لم أقل " .
ابتعدت حواء و بعد قليل عادت بسلة بها بعض ثمار الرمان و بينما يبتعدان بعيدا عن ابليس قالت " رغم ما أوقعتنا فيه لكني لا أشعر بالندم ، بل أعتقد أني سأفتقد حكاياتك " قال ابليس متأثرا بينما ادم يستشيط غضبا من قول زوجته " بل أنا من سأفتقدكما سأفتقد النهم في عينيكي لحكاياتي عن ليليث و الفضول في أسئلتك لمعرفة المجهول ، أما عن حكايتي فلا تقلقي سيأتي من نسلكما من سأعلمه القص و الحكي و سيصبح خليفتي " ، قال آدم غاضبا " ستعلم نسلنا الكذب ليصبح مثلك مخادع كاذب يجلب علينا غضب الرب ، دعنا و شأننا " ، " بل اعلمه الخيال الحياة العلم المستقبل " ، " كل هذا في أكاذيبك التي ترويها تلك ؟! " ، " بل و أكثر " ، جذب آدم حواء من ذراعها حتى كادت سلة الرمان أن تسقط أرضا " هيا نمضي من هنا فالملاك قادم الآن " ، قالت حواء " أتعرفان رغم شجاركما الذي لا ينتهي لكني سأفتقد تشاحنكما كل لحظة ، و رغم ما نحن فيه مازالت الفكرة تؤرقني يا آدم " ، " أي فكرة " ، " الثمرتان الباقيتان على شجرة طعام الآلهة " ، " تبا لك يا حواء انك تريدي دمارنا ، أراكِ لا تختلفين كثيرا عن هذا المأفون " و أشار الى ابليس الذي ابتسم في تلذذ قائلا " و حدها حواء التي ستجعل لك من عذاب الأرض جنة " .
اقترب نور قادم من بعيد فأسرع ابليس بالتحول الى حية مرمرية اللون و اندس مختبئا بين الحشائش خلف شجرة ، اقترب الملاك صائحا " هيا يا آدم اجلب زوجك و لنمض هابطين الى الأرض " ، بينما يغادران موضعهما سمعت حواء فحيحا " افعلي ما يؤرقك " ، سارت حواء تتبع آدم الذي يتبع الملاك و حين اقتربا من باب الجنة أسرت حواء لزوجها " آدم لقد نسيت سلة الرمان انتظراني سأعود سريعا " قبل أن يتفوه آدم بكلمة أو يعترض الملاك كانت حواء تأوب عدوا الى موضع جلستهم حول النيران هناك التقطت سلة الرمان بحثت بنظرها فلم تجد أثرا لابليس و في عودتها زارت شجرة التفاح طعام الآلهة شجرة الخلد شجرة المعرفة شجرة الملك الذي لا يبلى و جردتها من آخر ثمرتين على أغصانها و ضعتهما في السلة و أكملت عدوها نحو آدم و الملاك و عندما اقتربت خافت أن يفتش آدم أو الملاك السلة فأخذت التفاحتين و دستهما في صدرها و أسرعت تلهث بينما ينتظراها " هيا لقد نسيتها عند موضع جلستنا لكن الحمد لله عدت بها ، ها هي كلها رمان من الذي تحبه يا آدم " شعرت بنظرات آدم غير المريحة لكنها لم تبالي و ذمت سترتها على صدرها و هبطا بهما الملاك الى الأرض .
كان الوقت ليلا أيضا على الأرض عرج الملاك و تركهما استأنسا موضعا أعلى تل و جلسا يتناولان الرمان و بعد قليل أصابهما الخمول ، فافترشا الرمال الناعمة و استغرقا في نومهما ، احتضن آدم حواء و بينما هو بين اليقظة و النوم تحسس آدم شعر حواء الناعم جبهتها الصافية عينيها الواسعتين أنفها المستقيم شفتيها المكتنزتين نحرها الرحب و حين اقترب من صدرها وجد ثديين مكتنزين عظيمين نافرين بدلا من الضامرين اللذين اعتادهما ، فتح عينيه في دهشة " ليليث !" ، تألمت حواء من قوله و أدارت له ظهرها مجافية ، فرك آدم عينيه " حواء آسف لكن .. أنتِ تملكين ثديين كليلث ، لقد كانا ضامرين في الجنه " ضحك ادم في فرح و أردف " الحمد لله لقد كنت أعلم أن الله لابد سيكافئني بشيء في هذه الأرض الجرداء ، لقد منحكِ ثديين عظيمين أراه بدأ يرضى عنا " جلست حواء و قالت " لا يا آدم لم يرضَ عنا الرب بعد و أعتقده لن يرضى بعدما فعلت فعلتي " ، جذبها آدم من كتفها ليواجهها " فعلتي فعلتك ! أي فعلة تقصدين ؟! " ، " لقد جردت شجرة الآلهة من باقي ثمارها لقد أصبحت جرداء إن آخر ثمرتين هنا في صدري و قد تحولا لنهدين عظيمين ، على الآلهة أن تهبط إلى الأرض و تترجاني إذا رغبت في تناول طعامها " و ابتسمت في جزل و هي تتحسس ثدييها " هنا يكمن الخلود المعرفة الملك الذي لا يبلى يا آدم " .
تمت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق


.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا




.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟


.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا




.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال