الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محامية الشيطان وجلادوا الوطن

عمرو عبدالرحمن

2015 / 9 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


بقلم / عمرو عبدالرحمن
" من الصعب رؤية صحفي يُسجن بسبب عمله" ....... هكذا فتحت المدعوة أمل كلوني - محامية الشيطان - قلبها لبعض قنوات "بتوع الأعمال" .. والتي بدورها فتحت شاشاتها له كي تدافع عن مجرمين حكمت المحكمة بإدانتهم بتهمة خيانة القلم وإهانة معنتهم المقدسة .. عندما جعلوا ميكروفوناتهم أبواقا لصوت العدو ، وتحولت كاميراتهم إلي أسلحة تقصف وطنهم بالأنباء الكاذبة ، التي بدورها تحولت إلي ذخيرة للحرب في جيلها الرابع ضد الوطن .


السؤال الموجه إلي قنوات "بتوع الأعمال" وصحفهم و"صبيانهم" من جلادي "الوطن" ؛

هل الصحافة كمهنة ، ولها ما لها من قداسة ، تعتبر برأيكم استثناء عن باق المهن ، بحيث يكون كل من أمسك بقلم أو مايك أو كاميرا ، ملاكا مُطهَّرا ونبياً مرسلاً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟!!!!!!!

وهل الصحفي استثناء في استحقاق العقاب إذا أجرم ، عن المحامي إذا دافع عن مجرم ، وهو يعلم أنه مجرم؟

أو عن الطبيب إذا خان قسمه وتهاون عمدا بحياة مريض حتي الموت؟

أو عن المهندس إذا غش في أكواد البناء فسقط البنيان علي رؤوس ساكنيه؟

أو عن الكاتب إذا امتلك الحقيقة فأخفاها ونشر البهتان؟

أو عن المدرس إذا امتنع عن أداء واحبه نهارا في المدرسة .. ولا يُعلم طلابه إلا في الدرس الخصوصي ليلا؟

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الإجابة أن كل من خان مهنته فهو مسئول عن جريمته أمام مجتمعه ، ومن قبله وبعده أمام ربه عز وجل.

والإجابة أيضا أن هناك صحفا وقنوات يملكها من يصفون أنفسهم بأنهم "رجال أعمال" ، تحولت إلي أسلحة بيد أعداء الوطن ، وإلي أبواق تذيع بيانات العدو - جنبا إلي جنب - والبيانات الرسمية الصادرة عن الدولة المصرية !!

وعلي القارئ البسيط أن ( يحتار ) .. أيهما الصدق - وأيهما الزيف ؟

وأصبحت تلك الصحف والقنوات ، أدوات للدعاية المجانية للإرهاب ، عبر نشر أنباء جماعة الإخوان وغيرها من الجماعات المجرمة ، ( داعش وغيرها ) .

وبات من الطبيعي أن تنشر تصريحات زعماء العصابات الإرهابية بالمانشيت العريض ، بحيث تبدو لأول وهلة ، لا فرق بينها وبين تصريحات رموز الوطن .

وهكذا تصبح كل الأخبار سيِّان أمام قارئ يعاني الأمية الثقافية بنسبة لا تقل عن 90 % .. وهو غالبا لا يستطيع التفرقة بين تصريح إرهابي وتصريح مسئول رسمي ، ويشعر أن للجانبين نفس التأثير سواء إيجابا أو سلبا ، فتختلط الأوراق وتنغرس الشكوك في الصدور وتتشتت الرؤي ... ويصبح القارئ المسكين متاعا سهل الحمل لأية جهة تشده إلي طريقها ، بغض النظر عن هوية هذه الطريق وتوجهها .

إننا لم نشاهد أو نسمع أبدا ما يسمي بلقاء حصري تجريه قناة السي إن إن مع الإرهابي أبو مصعب الزرقاوي .. أو الإرهابي أسامة بن لادن ..

ولم نقرأ أو نعرف أبدا أن صحيفة واشنطن بوست أو نيويورك تايمز قد أجرت حديثا صحفيا مع الزعيم النازي أدولف هتلر أثناء الحرب العالمية الثانية .. أو أن صحيفة هآريتز اليهودية قد أجرت حوارا مع جمال عبد الناصر أو الجنرال سعد الدين الشاذلي أثناء الحروب مع مصر .. وكذا بالمثل لم نجد في صحيفة مصرية أحاديث مع رموز العدو ، إلا في أيامنا هذه ، عبر صحف " بتوع الأعمال" إياها ...!!!


*******


إن السماح لأصوات أعداء الوطن ومحاميهم بالظهور إعلاميا ، بدون توعية مسبقة ولاحقة وكافية ، لتحذير المشاهد من شرور وأخطار هذه الشخوص القذرة والمخادعة ، مهما كانت ( مغلفة بالمكياج الساخن ) ... يعد استهانة بأبسط معايير مهنة الصحافة والإعلام ، وقتلا عمدا مع سبق الإصرار والترصد لقدسية رسالتها ، ألا وهي التنوير ، وليس مجرد بث الأخبار .. أية أخبار .......

وإلا فسوف يأتي يوم تنفتح أبواب الصحف والقنوات لمن يخرج علي الناس داعيا لتشكيل ميليشيا في كل شارع أو رافعا شعار بندقية لكل مواطن أو إله لكل فرد ....... بما في ذلك من تنكيل متعمد بعقول الوطن وضميره ووعيه .. والشعار الجاهز دائما : حرية التعبير !!!

إن الحرية التي لا حدود هي حق فقط لصوت الوطن ولصالح أبناء الوطن .

وإلا فلتذهب الحرية إلي الجحيم إذا كانت تحمل أصوات أعداء الوطن ودعاة خرابه .


*******


علي أي حال هانت .......

ولم يتبق سوي القليل من السنوات السبع العجاف التي بدأت عام 2011 الأسود .

وقريبا بمشيئة الله ، تشرق شمس الوطن الحبيب لتسحق ديدان الأرض التي تغلغلت طويلا ولكنها أبدا لم تمس روح وقلب وصلب الوطن .

غدا عن قريب ، ينتشر النور في سماء المحروسة ، وتختفي "خفافيش الظلام" ..
الي الأبد ...

بمشيئة رب العباد .





كاتب المقال
عضو جبهة الطليعة المصرية
المستشار الإعلامي للاتحاد المصري للعمال والفلاحين
محلل سياسي.


حفظ الله مصر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي في إياب نهائي كأس الاتحاد


.. كيف ستواجه الحكومة الإسرائيلية الانقسامات الداخلية؟ وما موقف




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء على معارك جباليا وقدرات


.. الدوري الألماني.. تشابي ألونزو يقود ليفركوزن لفوز تاريخي محل




.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ