الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشية لقاء سلمان بأوباما: هل سيكون اغتيال الانسانية أحد الموضوعات على جدول الأعمال؟

ميشيل حنا الحاج

2015 / 9 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


ترى ما هي النقاط الرئيسية التي ستكون على جدول الأعمال لدى لقاء الزعيمين: الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس أوباما؟

من المرجح أن يتضمن جدول الأعمال عدة قضايا، منها المخاطر التي تشعر السعودية بأنها تهددها نتيجة توقيع الاتفاق حول الملف النووي الايراني، مما سيؤدي الى رفع الحصار عن ايران، وما قد يؤدي اليه ذلك من تمدد ايراني في المنطقة تخشاه السعودية. وما هي الضمانات التي تقدمها الولايات المتحدة للسعودية ودول الخليج، بأن أمن بلادهم واستقرارها لن يتأثرا أو يتهددا نتيجة هذا التطور؟

كما سيتضمن على الأرجح، نوعية التعاون الأمني والعسكري والاستخباراتي بين البلدين، اضافة الى وجوب وكيفية التعامل مع الدولة الاسلامية (داعش)، نتيجة المخاطر التي باتت تلك (الدولة) تشكلها على عدة دول في العالم، والتي لم تعد تقتصر على دول المنطقة، بل امتد الخطر ليشمل الدول الأوروبية واستراليا وكندا، بل والدول الكبرى، بما فيها أميركا وروسيا، نتيجة المخاطر الجمة التي يحملها تهديد الدولة الاسلامية لهم.

ومن المرجح أن يكون أبرز الموضاعات على جدول الأعمال، القضية السورية، ومسألة بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة كما تريد روسيا وايران، أو رحيله كما تريد قطر والسعودية. وفي حالة رحيله من يخلفه في مركز القيادة: أبو بكر البغدادي كما تريد تركيا واسرائيل..وربما أميركا أيضا، أم أبو محمد الجولاني.. كما ترى القاعدة ومعها قطر صديقة الجولاني، أم زهران علوش – قائد جيش الاسلام، كما تريد السعودية؟

لكن هل ستكون يا ترى قضية اللاجئين من سوريا ودول المنطقة التي نكبت بالحروب والاضطرابات، على جدول الأعمال أيضا، وان وجدت هل ستكون على قمة جدول الأعمال أم في ذيله، مع أنها قد باتت قضية انسانية مؤلمة، تشكل النتيجة الطبيعية لما يجري من حروب وفوضى في هذه المنطقة من العالم، بل وأخذت تنعكس كمعضلة تتطلب الحل العاجل، نظرا لما باتت الدول الأوروبية تعاني من نتائجها وذيولها، حيث يتدفق عدة آلاف منهم على الشواطىء الأوروبية يوميا، ويقذف البحر على تلك الشواطىء مئات الجثث في كل يوم.

الملياردير المصري نجيب ساويرس، تطوع وطرح مشروعا لاحتوائهم، اذا وافقت ايطاليا أو اليونان على بيعه واحدة من الجزر المهجورة التي تملكها هاتان البلدان، ليستقبل عليها أولئك اللاجئين، فيضع حدا لمأساة انسانية لشعوب المنطقة التي يجتاحها الاضطراب أو الفقر، وحدا آخر للمعضلة الأوروبية في كيفية التعامل مع أولئك اللاجئين الذين تزداد الصرخات الدولية ارتفاعا يوما بعد آخر حولهم، نظرا لتنامي حجمهم، وازدياد الخسائر البشرية التي ترافق عملية سعيهم للجوء، وهو ما بات يستفز الضمير البشري لدى دول العالم، وخصوصا دول أوروبا، ولكن ليس دول الخليج التي تسببت بمأساتهم، ومع ذلك تأبى لجوء أي منهم الى أراضيها.

وقد عرض ساويرس أن يدفع من عشرة الى مائة مليون دولار ثمنا لأي من هذه الجزر المهجورة تماما، مع وعد باعداد منازل مؤقته للقادمين الجدد، على أن يشرع فورا ببناء مئات من الوحدات السكنية الثابتة، مع بناء مدارس ومستشفيات لهم، مما لا يؤدي الى التخفيف من حدة اللجوء، بل سيوفر لهم العمل مقابل أجر، اذ أن اللاجئين هم من سيقومون بتنفيذ عمليات البناء التي ستنشط على قدم وساق. وبقي الآن الأمر متوقفا على موافقة احدى الدولتين، ايطاليا أو اليونان، على بيعه احدى الجزر المهجورة والخالية من السكان تماما. وقد تكون اليونان مرشحة لقبول هذا العرض نظرا لحاجتها للمال لتقويم الاعوجاج في ميزانيتها، خصوصا وأن هذا التطور ان تحقق، سيوفر فرص عمل لبعض اليونانيين الذين سيباشرون البناء الى أن يستقر الوضع للاجئين القادمين ويشرعون بالمشاركة بعملية البناء، كما سيحقق لليونان القريبة من الجزيرة اليونانية المفترضة، فرصا ذهبية لتنشيط تجارتها من بيع مواد بناء اولية ومواد أخرى ستحتاجها عملية بناء مدينة كبرى كهذه تضم مئات الآلاف من اللاجئين. والجدير بالذكر، أن الرئيس المصري السابق محمد مرسي، وخيرت الشاطر (الاخوان)، قد حاربا هذا الرجل خلال سنة حكم مرسي، لا لشيء الا لكونه مسيحي الانتماء.

والغريب في الأمر، كملاحظة عابرة على المشروع الذي طرحه ساويرس، أن أيا من دول الخليج الأكثر ثراء من ساويرس، وخصوصا المملكة السعودية منهم، لم تطرح مشروعا مشابها لمشروع ساويرس، فتخصص من صحاريها وهي واسعة، لاستقبال اللاجئين من اليمن وسوريا والعراق وليبيا وبعض الدول الاسلامية الفقيرة، فتبني لهم مأوى على أراضيها، ولو تعويضا محدودا منها عن مسؤوليتها الجزئية، ولا أقول الكلية، عن المأساة اللانسانية التي يعاني منها أولئك الأبرياء من المدنيين اللاجئين، الذين لا ناقة لهم ولا جمل فيما يحدث هنا وهناك من حروب.

فالقضية الانسانية برأيي، ينبغي أن تكون أهم القضايا التي يناقشها الزعيمان، حيث أنها قد باتت أكثر أهمية والحاحا ، بل وفي أهمية مستقبل تلك الدول على ضوء الموقف الجديد الناتج عن توقيع اتفاقية الملف النووي. وهي بذات الأهمية التي تحتاج أيضا معالجة مستقبل الحل في سوريا واليمن، اضافة الى كيفية التعامل مع الدولة الاسلامية التي خليفتها أبو بكر البغدادي، الطامح لأن يكون خامس الخلفاء الراشدين، مع أنه لا يرعى المواثيق التي وقعها الرسول (ص) وبعده أحد الخلفاء الراشدين، متمسكا ببعض ذيول السلفية ومن سلف، دون كامل المفاهيم التي عرفناها عن السلف الصالح. فهو لا يقدم على مقاتلة اليهود لأسباب نجهلها، وقد يكون مردها ما يعرف بدستور المدينة (أو صحيفة المدينة) الذي وقعه النبي محمد (ص) مع أهل المدينة والمكون من 52 بندا، وفصل فيه العلاقة بين المهاجرين من المسلمين والأنصار من سكان المدينة، وغالبيتهم من اليهود كبني النجار وبني عوف، وبني ساعدة، وبني جشم وبني الأوس، وغيرهم من العشائر اليهودية. ولعله في حنكته اللامتناهية، يقدر أن محاربتهم قد تؤدي الى مطالبتهم باستعادة "المدينة" باعتبارها أصلا مدينتهم.
ولكنه أيضا لا يراعي أن الرسول (ص) خلال رحلاته التجارية بين مكة وبلاد الشام، كان يأوي الى الدير الذي تواجد فيه الراهب بحيرة. كما استعان بالمطران ورقة بن نوفل لتدوين (كما قيل) بعض الآيات القرآنية. ومن أجل ذلك أوصى الرسول خيرا بالقسيسين والرهبان.
كما أن خامس الخلفاء الراشدين، لا يراعي ما تعهد به ثاني الخلفاء الراشين وهو عمر بن الخطاب، وذلك في العهدة العمرية التي وقعها عمر، وضمن فيها الأمان للمسيحيين، كما ضمن الرسول الأمان (في دستور المدينة) للعشائر اليهودية. وربما تطبيقا لما فهمه أبو بكر البغدادي من العهدة العمرية، قام مؤخرا بقطع رأس الأب بولس يعقوب في منطقة القصير بسوريا، مع أن الأب بولس لم يكن مقاتلا او سياسيا، وكان كل همه تقديم الطعام والعلاج لمن يحتاجه من فقراء أهالي بلدة القصير.
ان القضية الانسانية فيما يجري حاليا في سوريا والعراق وغيرها من المناطق التي نكبت بالحروب وحالة الاضطراب، لا بد أن تصبح أول وأهم القضايا المطروحة للنقاش بين الزعيمين، تليها مناقشة القضايا الأخرى بعدها. ولعل صورة الطفل السوري الذي لفظته أمواج البحر الى أحد الشواطىء، وتداولتها كل وسائل التواصل الاجتماعي والاعلامي، تشكل أكبر باعث يحرك المشاعر الانسانية التي تسببت في مأساته. ولعل أبلغ تعليق ةوضع على تلك الصورة، كان توجيه الشكر لبني البحر.. لأسماك البحر وحيتانه، لأنها كانت أرحم على الطفل من بني البشر، فلم تنهش جثته وترتكها تصل الى الشاطىء سليمة، ولكن بلا حياة... وكما يقولون : لا حياة لمن تنادي.
وهناك بعض أبيات من الشعر قرأتها يوم أمس، وكانت تعبر عن مأساة طفلة صغيرة ... ضحية أخرى من الضحايا الأطفال. فهي تقول:
يا سيدي البائع:
أنا لا أملك أي ذهب
ووالدي استشهد في حلب
أصابع قدمي ما عدت أحس بها
وجسدي الصغير أنهكه التعب
فهل من الممكن أن تعطيني حذاء
وأعطيك بدلا منه.... كل العرب
كان الأفضل لهذة الفتاة الصغيرة أن تصرخ: وامعتصماه، فلعل أصداء صوتها يصل الى معتصم ما في موقع ما، لا يعلم الا الله مكانه، ومتى سيأتي لهذه الصغيرة، وذاك الطفل... منقذا من ظلم كل العرب.
ميشيل حنا الحاج








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟