الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هجرة ضوئية

لنا الفاضل

2015 / 9 / 4
الادب والفن


وضعته كفوف شفافة على سكة من أنوار تتلألأ بألوان لم يكن تعلّم أسماءها بعد، غادر سريعا من مكانه الذي كان يوحي له إنه يعرفه وصوت كائنات غير مرئية حول المكان تبكي جسما صغيرا ممدداً بكل أناقه النوم على سرير أبيض من الرمال و لحاف موج يدفئه حيناً وينسحب حيناً خوف أن يقلق نومه.
أخذه الضوء لمكان أنساه تلك اللحظات التي كانت فيها الدموع آخر ما شربه من ماء الحياة.
شعر بالجوع تلفت حوله لم يفهم كيف يحول النور في هذا العالم إلى طعام فظل يطير هائما..
تخيل صوت أمه حاول إيجادها لم يفلح تشوش كثيراً فكل الأنوار حوله تعزف وتلتمع.
أرشدته روح قديمه تحرس المكان لمدرسة خاصة لمن جاء قبل أوانه ليتعرف على حياته التي كان يفترض أن يعيشها قبل الوصول لعالم الأنوار
كان صغيراً جداً ليعرف أين يجلس هناك لكنه فهم أن عليه ان يمسك الانوار حوله لتبدأ حياته المفترضه تعرض أمامه
عرف إنه كان مقدرا له أن يعيش 78عاماً وأنه كان عبقرياً في علم الاجتماع حتى إنه أسس خارطة للتعايش بين شعوب الارض وشعوب مهمشه من كوكب آخر جاءت تطلب حمايه أهل الأرض المتحضرين من كائنات غريبة تهاجمهم
لم يفهم الصغير معنى ذلك التعريف البسيط عنه الذي أظهرته لمسه نور ضربت الجدار الشفاف الذي كان يمتد أمامه، شعر برغبة بالبكاء هو يحتاج صدر أمه لينام.لم يكن يهمه تلك اللحظة شعوب الارض اوشعوبا لا يعرف أسماءها. ووحوشا كانت سترعبه حتماً لو لم يمر بما مرت به فعلاً عائلته من وحوش أرضه
تحولت القاعة إلى غرفة بسرير وثير لكن أيضا لم تأتي أمه لتحضنه كما تعود.
نام وهو يحلم بها وحين إستيقظ عادت الجدران به متحولة الى صف ٍ بمدرسة لكنه كان جائعاً أحس إنه يستطيع تحويل النور الى طعام فأمتلأ المكان حوله بالكثير من رضاعات الحليب لكنه بدأ بالبكاء لم يكن يجد حضن أمه وقبلة والده... نعم لقد تذكر قبلة والده وهو يبتسم بحنان له آخر مره قبل أن يركبا شيئا يقال له زورق.
أبي، أمي لقد وصلت لكن أين أنتما؟؟
مرّ به نور أجمل من كل الأنوار قال له يا طيرنا الصغير أنت الان في الملكوت نريد منك فقط أن تكمل عمرك الذي سرق منك حتى تستطيع روحك أن تنطلق متحررة من أول نواميس طبيعتها، عليك أن تتعلم هنا في مدينة الأنوار هذه كل ما يجعل سفرك لعالم الحقيقة أسرع،وكل ما أسرعت في التحرر وكنت روحا منتجة كلما أصبح هذا قيدا يمنع قاتليك من الخلاص من عالمهم المريع عقاباً لهم .
هذه يا بني هي النواميس هنا.
يا عم لم أفهم،من سرق عمري؟
اجابته الروح القديمه :لا ُتذكرُ هنا سيرة أرباب الشر فهناك في عالم مواز لعالمنا هذا سيأخذ كل الشر جزاءه بلا إنقطاع، أنت فقط أكمل مهمتك وستفهم كل شيء.
يا عم أريد أمي، أبي، أخي أين أجدهم؟
ستجدهم يا طيرنا الصغير قريباً فهم يكملون أعمارهم لتلتقوا بعدها جميعكم في قاعة الانتظار للسفر لعالم الحقيقة الجميل.
من أنت يا عم ولم أنت هنا؟
أجابه بصوت عميق :نحن حراس مدينة العمر التي نهيأ بها الروح لتنجز مهمه تعلمها الدنيويه لترتقي لعالمها الأصدق الذي تنتمي إليه. أدواتك النور للتعلم لانك نور ومن النور روحك.في رحلتك هنا ستجد ألوانا معتمه خارقة للناموس غواية من ذاكرتكم الارضيه لا أنصحك أن تستعملها لعلك تصل أبكر لمحطتك المرجوة.
كان صغيراً ليفهم إن كتابه الارضي كان يجب ان يمتلأ بالخبرات ليكون مؤهلا للوصول.لكنه كان ذكياً بصورة استثنائية ليتأقلم وجد انه متآلف اليوم أكثر مع المكان. طار كثيرا وجد عالماً رائعاً حوله، شاهد الكثيرين لكنه لم يستطع أن يكلمهم، كأنهم أشخاصا مرئيين لكنهم غير موجودين حقا.ما الذي يحدث له لم يفهم.
بشقاوة الطفولة وهي تبحث عن كل الأسرار وجد نافذة مخبأه خلف كتب على رف في مكتبه عظيمه اصبح يرتادها كثيراً ليكمل تعليمه وقد فهم أنه مات قبل أوانه وعليه أن يترك العالم المعلق هذا بين الحقيقة والخيال رغم جماله إلا انه محطة فقط لما هو أرقى وما لا يقارن بشيء.
أزاح الكتب مد رأسه وجدها نافذة مطلة على عالم يلتصق بعالمه لكنه كئيب، يا للعجب هاهو يرى صوره في كل مكان عندما كان نائما على سرير الرمل والناس الذين كانوا يزدرون عائلته ويحاولون طردهم من كل مكان يبكون وهم يرفعون لافتات كتب عليها ( إنسانيه)
..ظل يشاهد المنظر طويلا امتلأت روحه بطاقة عظيمة تشرب كل معاني هذه الفكرة( الانسانيه).
قرر زيارة هذا العالم بطريقة تعلمها في احد الكتب النورانيه. درس خطته جيداً.
سلك طريقا افعوانياً منزلقاً من قمة جبل اليقظة الى وادي الاحلام
دخل بوابة حلم طفل ينام على رصيف مثل نومته الشهيرة ، أمسك كفه وقاده الى الصف الذي هيأه لهذا الطفل في عالم الاحلام، علمه درسا كل يوم، تراكمت الخبرات في عقل الصغير دون أن يفقه ما يجري له حين يستيقظ.
قال له في آخر درس حلم :أنت تملك الان علماً ينقذ الأرض من الخراب إجتهد ليصل.
قال له الطفل الصغير :أعطني بعض العلم لأصنع أرضا اخرى فهنا لا أمل لقد قتلوا (الإنسانية)
ضحك كرجل كبير حتى أدمعت عيناه
قال له لا تقلق لم يقتلوها لقد جرحوها فقط أنت فقط إجتهد لتكون منقذاً بعلمك.
إطمأن الطير الصغير المكتمل نضجا وفكراً الآن إنه أنجز ما كان يتمنى، وهاهو وقد إمتلأت روحه ألواناً كونية وأكمل مهمته سيستعد ليهاجر من جديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟