الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدجيل ,,,, والمحاكمة

سلمان محمد شناوة

2005 / 10 / 20
حقوق الانسان


الدجيل ,,, والمحاكمة
فى عام 1982 قرر صدام حسين زيارة الدجيل ,, وكانت البداية التي فتحت ابواب جهنم على المدينة الصغيرة التي تقع على بعد 60 كيلو شمال بغداد ما بين العاصمة بغداد وسامراء
ثلاث وعشرين سنة ما بين 1982 وسنة 2005 اللقاء بين القاتل والضحية ,, مالذى جعل حفنة من الشباب يحملون ارواحهم على اكتافهم للقيام بمحاولة قتل صدام ,,, الم يكونوا يتوفعون ان ابواب جهنم فتحت فى ذاك اليوم ,, هل يتحملون جزء من المسئولية ,, بما وقع للدجيل فى ذاك اليوم ,, ولمدة احدى وعشرين سنة ,,,
الضحية تلتقى بالقاتل مره اخرى ,, ولكنه اليوم فى قفص الاتهام على جرائمه فى الدجيل ,, محاكمة ينتظرها العالم اليوم ,, محاكمة اول رئيس عربي سابق ,, لم يحدث هذا الشي فى الذاكرة العربية ,, ربما اليوم كل العرب يتطلعون الى اجهزة التلفاز ,, وربما اليوم يعتبر سبق صحفى لهذه الفضائية او تلك ,, او ربما اليوم ترتفع ارصدة الاعلانات الاعلانية هنا وهناك ,,

ولكن ماذا عن الدجيل ,,
البلدة الشيعة التي لا يتجاوز اهلها عن 35 الف ماذا عنها ومعاناتها ومكان ,, قصتها تشبه قصص الف ليلة وليلة , وربما لو لم تذكرها الفضائيات ربما ما صدق احد ان الذى حدث حدث فى القرن العشرين .
ذكرى عباس حسون كانت فى الثالثة عشر حين تم اعتقال كافة افراد عائلتها فى سجن نقرة السلمان وتم اعدام عمها ووفقدت والدها واستطاع اخاها الهرب الى الخارج .
بين المحاكمة ,, والضحية التي تان لمدة طويلة ولا مستمع ربما يكون اهالي الدجيل هم الاول من العراقيين الذيين رحبوا بالقوات الامريكية ,, او ربما هم من تنفس الصعداء حين السماع باعتقال الرئيس تللك الحفرة الشهيرة ,,
ذكرى ,, تتذكر وتقول صبيا صغير تم جلده لانه قال صباح الخير
والقرية التي حرمت من الكهرباء وابسط الحقوق ,, فلا حقوق لمن يريد ان يغتال الرئيس ,, ولا حقوق لمن رفع السلاح بوجه الرئيس
منذوا العملية كانوا يعدون على الاصابع ,, هل كانوا يرتبون للعملية منذ مدة طويلة ام هي الصدفة التي جعلت الرئيس امامهم فجاءة ,, فنفذوا ما دبروه ,,بليل او بنهار ,, حيثوا اجتمعوا يخططون ويدبرون للانتقام (( وهم الذين يتبعون حزب الدعوة المحظور )) حيق قتل قادتهم محمد الصدر الشهيد الاول وبنت الهدى اخت الشهيد الاول ,, بقوا فى وجدانهم يحركونهم للثار ,, والاستشهاد ,,
محاكمة يبحث بها البعض عن العدالة ,,, التي غابت طويلا , ويرون بهذه المحاكمة اقرار لحق وعدالة طالما تمنوها طويلا ,, ومحاكمة هي من جانب اخر ,, يبحثون بها بحقوق المتهمين ,, الكل يراقب اليوم المحاكمة ,, والكل يزور اليوم الضحية ,, ليسالون ويتسألون ما الفعل ,, وما رد الفعل ,, وماالعدل ,, اليوم ,, هل العدل بتجريم الشخصية الاولى فى الوطن العربي سابقا (( عز العرب , وسيف العرب )) ام هي بالضمانات القضائية للمتهمين ,, والذي يخشون بها ان تكون هناك من الثغرات القانونية التي تسمح بالقاتل ان ينفذ من يد العدالة ,, والامريكان يراقبون ,, واظنهم سيتدخلون اذا كانت المحكمة سوف تمسهم من ,, قريب او بعيد ,, او لنقل ان الامريكان ,, ساعدوا لتشكيل المحكمة وساعدوا بسرعة انعقادها ,, لان التهمة فى هذه القضية ,, لا تمسهم ,, فلا يذكر فيها اسم امريكا ,, او كيف شكل الامريكان شخصية القائد عبر استمراهم الطويل بامداده ,, بكل ما يساعده على القضاء على خصومه وخصومهم ,,,
محكمة ,,, وضحية ,, يلتقيان اليوم
اغلقت المدينة ومنع التجول لمدة ثلاثة ايام،في حين استمرت المواجهات مدة ستة ايام سقط خلالها العديد من الشهداء من اهل المدينة وقتل ايضاً عدد من حراس صدام حتى جاء لواء الحرس الجمهوري الاول بقيادة طاهر عبد الرشيد ومجاميع من الحزبيين في 44 سيارة من ذات الطبقتين نوع (ليلاند)، لتبدأ حملة عقاب جماعي للمدينة.
طه ياسين رمضان (قائد الجيش الشعبي) يومها، هاجم المدينة باعداد غفيرة من جيشه واعدم كل اشجار النخيل والبرتقال والكروم والرمان وكل شجرة مثمرة ولم تترك (البلدوزرات) تلك البساتين العامرة الا ارضاً خراباً شقت فيها الطرق الصالحة لحركة الدروع والدبابات بعد ان صودرت من اصحابها الذين اعدم بعضهم وهرب الاخر خارج العراق، ودفن نهر الدجيل بالكامل وتحولت الاف الدونمات من الاراضي الزراعية المعطاء الى اراض قاحلة ، وامر صدام بتغيير اسم المدينة من الدجيل الى الفارس.
تم اعدام 145 حسب الاخصاءات الرسمية ,, او 600 حسب الاحصاءات غير الرسمية ,,قصفت القوات الجوية وسط المدينة ثم جاء عملاء أجهزة الامن ا لسرية والقوات الخاصة التابعة لصدام وقاموا بحملة اعتقالات عشوائية للرجال والنساء والاطفال في الشوارع. واعتقل ثمانية من الجماعة التي نفذت الهجوم وقتلوا رميا بالرصاص وفرت البقية للخارج عبر سوريا . واعتقل سكان بلدة الدجيل واعتبروا عشيرة واحدة. وتعرضوا للتعذيب والاعدام والسجن لسنوات. وظلت المدينة طوال سنوات محرومة من التيار الكهربائي باستثناء ساعة واحدة في اليوم وكانت مياه الشرب في الدجيل أقذر من أي مكان آخر في العراق .
ولكن للدجيل قصة قديمة مع صدام ,,
في بداية الخمسينيات من القرن الماضي، قتل احد اخوال صدام حسين على الطريق العام بين سامراء وبغداد ولم يعرف قاتله في حينها وبعد تسلم صدام سدة الحكم تحركت عشيرته واجبرت اهالي الدجيل على دفع (دية) القتيل عنوة برغم براءتهم ، فقد اعترف صدام في (كتابه) (رجال ومدينة) ان عمومته هم القتلة .

الصحف العربية ,, تششك فى شرعية المحكمة (( العرب اليوم الاردنية )) نظرت من خلال ثقب الباب الصغير ,, حيث نطاق العدالة لديها لم يتسع الى الضحية وراحت تهلهل برواية القاتل ,, فى خبر مقتضب فى صفحتها الاولي ,, لم تشر ابدا الى خلفية القضية وعدد القتلى او ماذا اصاب قرية الدجيل من اتون النار الذى صب عليها ,, فقط نشرت اقول هيئة الدفاع ,, وان هذه المحمة انشاءها بريمر ,,هاهم العرب ينظرون الينا بعين عوراء ,, والعدالة لديهم لها جانب واحد فقط ,, هاهم العرب يتجاهلون الام الشعب العرقى ,, وينظرون الينا من فوقية عجيبة .
وبين الضحية ,, والالم فى تحمل فصول المأساة ,, وطول سنين الغربة ,, وتجاهل الاخوة العرب ,, لكل جراحات الشعب العراقي ,, وعدم قدرتهم على انصاف المظلوم من الظالم ,,,
تبقى المحكمة ,,, والضحية ,, فاصل مهم فى الطريق للعدالة ,,,
سلمان محمد شناوة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أردوغان يدين موجة العنف ضد اللاجئين السوريين ويلقي باللائمة


.. ألمانيا والسويد تعتقلان سوريين يشتبه بتورطهم بجرائم حرب




.. بريطانيا تحاول عرقلة عمل المحكمة الجنائية الدولية.. ما القصة


.. نقل أطفال مصابين في القصف الإسرائيلي على مدرسة النازحين في خ




.. In defence of free expression and peaceful assembly in solid