الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسئوول كويتي يجيب على : لماذا لم تستقبل دول الخليج اللاجئيين السوريين ؟!

اياد الجصاني

2015 / 9 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


مسئوول كويتي يجيب على : لماذا لم تستقبل دول الخليج اللاجئيين السوريين ؟!
*بقلم : اياد الجصاني
" لماذا لم تستقبل دول الخليج اللاجئين السوريين؟" سؤال طرحه العديد من الكتاب العرب قبل عدة أيام بعد غرق آلاف السوريين وهم يحاولون الوصول إلى أوربا بينما أبواب الدول العربية والإسلامية المجاورة ظلت مغلقة في وجوههم لا تسمح بدخولهم واستقبالهم . وجاء الجواب سريعاً من الكويتي فهد الشليمي مدير “المنتدى الخليجي للأمن والسلم” الذي اجاب في تصريح إعلامي له نشرته صحيفة عراق القانون اليوم :” ان دول الخليج غالية ومكلفة ولا تصلح لعيش اللاجئين، تصلح للعمل وفي النهاية لا تستطيع أن تستقبل ناس آخرين من بيئة أخرى ومن مكان آخر عندهم مشاكل نفسية وعصبية وتدخلهم في مجتمعاتك”.هكذا وبكل بساطة وترف جاء جواب الشليمي، ان السوريين مرضى نفسيين ومن “بيئة مختلفة” لا يصلحون للعيش في الخليج الذي اعتمد أساساً على العمالة العربية والأجنبية، بينما في الوقت نفسه بدأت أوروبا تدرك قيمة الشباب المهاجر وما تحمله من طاقات وثروة مستقبلية وفق ما جاء على لسان خبير نمساوي مؤكداً أن هذه الهجرة “فرصة كبيرة” لأوروبا بعد ان ازدحمت محطات القطار في فيينا بالاف اللاجئين الذين رحبت بهم النمسا بكرم كبير اضافة الى موقف المستشارة الالمانية المشرف بضرورة استقبال اللاجئيين السوريين لانهم يمثلون طاقات عمل جديدة ويجب ايواءهم طبقا للعدالة والظروف الانسانية التي يمرون بها في الوقت الذي ادانت فيه موقف الجماعات النازية الذين تظاهروا وهاجموا ايواء اللاجئين في المانيا . فما الفرق اذن بين موقف هؤلاء النازيين وموقف الخليجي الشليمي هذا ؟ سنرى ذلك في التعليق الذي ارسلته لاحدى الصحف بعد ان اطلعت على تصريح الكويتي الشليمي .
كتبت في تعليقي على جواب المسئوول الكويتي اقول :" ارى ان راي الشليمي جاء نابعا من سياسة قديمة قائمة باستمرار في دول الخليج على كراهية ابناء الشعوب العربية المتحضرة كالعراق وسوريا وعلى راسها الكويت ولنا ما يؤيد ذلك ما قامت به العصابات الكويتية من دمار في البصرة انتقاما بعد تحرير الكويت من غزو صدام حسين لها ومطالبة العراق بالمليارت من التعويضات المزيفة نتيجة احتلال الكويت عام 1990 . ومع ذلك في الحقيقة ان ما يقوله هذا الكويتي هو غاية في الغرابة والنفاق لاني على يقين ان الخليجيين هم انفسهم المرضى النفسيين الذين يعانون من عقد تاريخية مستعصية اثرت على شخصيتهم وسلوكهم وما قوانينهم تجاه الوافدين سواء الاجانب او العرب الذين هم من بنى الكويت وعلم اولادهم وليس كما يقول الشليمي ما هي الا انعكاس لامراضهم وعقدهم هم قبل غيرهم . حكام الخليج معروفون بانتهازيتهم واعتمادهم على قوى العمل العربية الوافدة هم وعوائلهم دون اعترافهم بالجميل منذ عقود بعد تصديرهم النفط . اما زمن ايام الغوص قبل ظهور النفط فلقد كان استغلال تجار اللؤلؤ قاسيا وانتهازيا لابعد الحدود للعمال معهم من ابنائهم على ظهر سفنهم وربطهم بشروط قاسية للعمل في الغوص على اللؤلؤ يغيبون عن عوائلهم لاشهر طويلة فوق مياه الخليج تاركين عوائلهم عرضة للجوع والتفسخ الاجتماعي والدعارة . وما الراي الذي ادلى به الشليمي الا فقرة من بين فقرات قوانين العمل السارية المفعول حتى اليوم التي تستغل وجود العاملين في هذه الدولة وتستنفذ قواهم لابعد الحدود وبالتالي ترميهم خارج اسوار دولهم منهوكين اضاعوا زهرة شبابهم في خدمة الدول الخليجية دون امل في قضاء بقية العمر من رعاية انسانية حيث ان هذه الدول لم تعمل على انشاء صندوق للضمان الاجتماعي او شمول العاملين في هذه الدول بالتقاعد ابدا ناهيك عن حق المواطنة وخصوصا العرب منهم الذين قضوا عقودا طولية من الاقامة في الخليج وما ان يصل الوافد العامل مهما اختلفت مهنته سواء من عمال البناء الى اساتذة الجامعات والاطباء والمهندسين الى سن التقاعد يرمون به خارج حدودهم دون اي رعاية انسانية هو وافراد عائلته وان اراد البقاء املا في مواصلة العمل فما عليه الا اللجوء الى تجار وسماسرة الاقامات الذين يفبركون له اقامة بالاتفاق المشترك في الربح مع موظفي الداخلية لمدة عام بمبلغ يصل الى اكثر من الف دولار .
اقول كل هذا وانا مسئوول عنه لاني عملت عشرين عاما في الكويت وخرجت منها بعد احتلال صدام حسين بشراء اقامة تنتهي في 1992على امل صفاء الاجواء والعودة للكويت ، صدام الذي دمرنا هو الاخر ودمر العراق ايضا فنعلة الله على المتجبرين . خرجت مع ابنائي الذين ولدوا في الكويت ودرسوا وتعلموا وما ان وصلوا الى دول اوروبا كفرنسا والنمسا الا وهم اليوم في اعلى المناصب في تلك الدول التي احتضنتهم واستفادت من وجودهم وكفاءاتهم ولغاتهم المتعددة وخاصة العربية . لقد فقدت الكويت وبقية دول الخليج اجيالا من ابناء الوافدين المثقفين العرب ولم يعرفوا كيف ان يدمجوهم في مجتمعهم لبناء مجتمعات قوية تقوم على اساس انساني واجتماعي متفاني في حب الوطن الجديد. اذن لا غرابة في ما يقوله الشليمي ابدا فهولاء قوم لا يعرفون العطاء ومساعدة العرب الاخرين بل يتفننون في كراهيتهم والتآمر عليهم وها هي اخيرا قطر والكويت والامارات وعلى راسهم المملكة السعودية فنانون في تحالفات الشر و شن الحروب على اليمن الفقيرة التي دمروها كما نشروا الارهابيين علنا ودعموهم بالمال والسلاح في العراق المحتلة مدنه وسوريا التي ما زالت تحترق . ولقد اكدت المخابرات الامريكية والعديد من السياسيين وغيرهم على صحة ذلك ودعمها كتاب كثيرون مثل توماس فريدمان وروبرت فسك وغيرهم . فكيف تريد اذن من الخليجيين ان يستقبلوا اللاجئين العرب في محنتهم الطارئة هذا اليوم ؟ . ان دول الخليج ما هي الا دول هجينة انشأها المستعمر بالقوة على براميل النفط التي احترقت يوما وبدأت بالنضوب الان كما في الكويت ولم تنفع الدروس والنصائح مع هؤلاء المتخلفين ولكن التاريخ لا يرحم ومن لا يعرف الرحمة والوفاء والانسانية وقيم الاسلام الحقيقية هذا هو تفسيره لمحنة العرب السوريين اللاجئين وغيرهم هذا اليوم وان فاقد الشي لا يعطيه . والله من وراء القصد مع التحية .
*عضو نادي الاكاديمية الدبلوماسية فيينا - النمسا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت