الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العمليات الإرهابية .. وإرادة الشعب الثائر

زيد كامل الكوار

2015 / 9 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


في أيام تشهد ثورة شعبية سلمية عارمة تعم شعب العراق بأكمله شيبا وشبابا نساء ورجالا آثروا التظاهر في الشوارع ظروف جوية صعبة بلغت الحرارة فيها درجات عالية لم يشهدها الشارع العراقي منذ عقود ، ولم يكن نزول العراقيين إلى الشوارع وساحات التظاهر أشرا ولا بطرا ، إنما حرصا على إرجاع الحقوق المستلبة والمغتصبة بل والمطالبة بمحاسبة ومحاكمة كل من أثرى من المال العام على حساب الجياع العراة من العراقيين المهجرين والنازحين الذين عانوا الأمرين من قيادة سيئة بكل معنى الكلمة حيث أخفقت في حماية محافظات عراقية عدة فتسببت في تسليمها لأيدي إرهابيي داعش المجرمة ما تسبب في تهجيرهم من بيوتهم وتشريدهم في أنحاء العراق في أماكن إيواء لا تليق بالإنسان العراقي ، و قد كان الإخفاق على مستويات عديدة منه على مستوى توفير الأمن وأبسط مقومات الحياة من الخدمات الضرورية كالكهرباء والماء الصالح للشرب والخدمات البلدية .
وفي خضم هذا الهيجان الشعبي والقرارات الجريئة من جانب الحكومة العراقية المتمثلة في قرارات رئيس الوزراء العراقي وحزمة الإصلاح التي أعلنها ، وما تلاها من اقتراح رئيس مجلس النواب لحزمة إصلاح أخرى إضافية. ولكن هذا الأمر لم يرق للكثيرين من المتضررين من تلك الإصلاحات التي من شأنها أن تعيد للعراقيين الأمل في استعادة شيء من إنسانيتهم المهدورة ، وهؤلاء المتضررين من عصابات داعش الإرهابي الذين يخافون كل الخوف من تلاحم العراقيين وتصالحهم الذي سينعكس سلبا على وجودهم الطارئ في العراق والمنطقة حين تؤدي وحدة العراقيين إلى ضرب الإرهاب في مقتل ، وليس من الإنصاف حتى لأعدائنا أن ننكر أو نتناسى دور المتضررين من القرارات الإصلاحية الأخيرة في إحداث مثل هذه التفجيرات فهم ذوي خبرة عالية في إحداث البلابل والقلاقل ولكن خاب فأل الخاسرين من الدواعش والفاسدين الذين لن يسكتوا على ما حدث من ضرب مصالحهم الحيوية في الصميم وما تفجير منطقة جميلة التجارية الأخير إلا محاولة من المتضررين لحرف مسار الانتفاضة الشعبية عن أهدافها الحيوية وثنيهم عن المطالبة بإقالة ومحاسبة المفسدين الذين أجرموا بحق الشعب العراقي ، وما هذا الفعل الإجرامي بمختلف عن تفجير منطقة الهويدر في بعقوبة قبله بيومين ، وهذين التفجيرين الإرهابيين لن يكونا الأخيرين في سلسلة الجرائم الطويلة التي لا يحتويها سجل ، وهذا الترهيب الإجرامي الذي يقتل العراقيين الأبرياء لن يستطيع تركيع العراقيين بعد الآن ولن تفلح المحاولات البائسة المتمثلة في محاولة اختراق التظاهرات الوطنية الشريفة ومحاولة حرفها عن مسارها المدني الديمقراطي غير المنتمي أو المنحاز لأي جهة دينية أو سياسية في محاولة بائسة ويائسة حين دسوا بين المتظاهرين عصابة حاولت رفع شعارات دينية وسياسية وقامت بالاعتداء على بعض المتظاهرين المدنيين الذين رفضوا تلك الشعارات وطالبوهم بعدم تسييس التظاهرات وحرفها عن مسارها المرسوم لها من قبل الشعب العراقي ، الذي طالب صراحة بإقالة مدحت المحمود رئيس مجلس القضاء الأعلى البعيد كل البعد عن العدل والقضاء العادل وطالب المتظاهرون بقوة بمحاكمة نوري المالكي على جرائمه العديدة التي تنوعت بين استغلال المنصب والإثراء على حساب الشعب والمال العام والتفريط به ، و الذي تسبب في ضياع محافظات العراق العزيزة وتسليمها إن لم يكن بيعها لعصابات داعش الإجرامية ، وخسارة الآلاف المؤلفة من الأرواح الزكية التي ذهبت هباء جراء عجز وتواطؤ القيادة السيئة الموتورة البائسة . ولن تفلح تلك الأعمال الإرهابية أيا كان مرتكبها في ثني عزيمة العراقيين على التغيير وإحقاق الحق ومحاسبة كل من أجرم في حق العراقيين وسرق أموالهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تدرس نقل السلطة في غزة إلى هيئة غير مرتبطة بحماس|#غر


.. القوات الإسرائيلية تدخل جباليا وتحضيرات لمعركة رفح|#غرفة_الأ




.. اتهامات جديدة لإسرائيل في جلسة محكمة العدل الدولية بلاهاي


.. شاهد| قصف إسرائيلي متواصل يستهدف مناطق عدة في مخيم جباليا




.. اعتراضات جوية في الجليل الأعلى وهضبة الجولان شمالي الأراضي ا