الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرس الوطني .. حصان طروادة

مؤيد عبد الستار

2015 / 9 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


تطالب بعض القوى السياسية الطامحة الى الاستيلاء على المحافظات الغربية تشكيل الحرس الوطني ليكون جيشا خاصا بالمحافظات المعنية ، وفي حالة تشكيل مثل هذه القوة ستكون لدينا تشكيلات عسكرية خاصة بالمحافظات ، والمطلب الذي يشدد عليه بعض السياسيين هو ان تكون قيادة الحرس الوطني تابعة للمحافظة ، اي لا سلطة لوزير الدفاع او القائد العام للقوات المسلحة عليها ، وانما ترتبط به كتشيل عسكري تموله الدولة من اموال ونفط العراق وتكون المهام المنوطة بهذا الجيش – الحرس الوطني - خاصة بالمحافظة التي يعود اليها .
ان مثل هذا التشكيل يعد ضربة قاصمة للجيش العراقي الذي يمثل سيادة البلاد ، رغم الخسائر التي تعرض لها مؤخرا وسقوط مدينة الموصل ومن ثم الانبار في الوقت الذي كانتا تحت حمايته ، ولذلك اسباب كثيرة لا مجال لتناولها في هذه العجالة ، وانما هي معروفة للمتابعين وبالامكان العودة الى البيانات التي نشرتها هيئة تحقيق نيابية حول الموضوع وتحليلات سياسية وعسكرية عديدة .
حين يكون للمحافظة جيش خاص – حرس وطني – يأتمر بامر المحافظ ، سيتطور اي خلاف بين محافظتين الى خلاف عسكري ، وربما تصل الامور الى مديات غير محسوبة ، لان العديد من المحافظات العراقية لديها خلاف حدودي واداري مع غيرها من المحافظات ، وذلك نتيجة ما تركه نظام البعث الذي حكم العراق نحو اربعة عقود ، غير فيها الحدود الادارية للمحافظات وسلب العديد من المناطق ومنحها لمحافظات اخرى ، وعمل على تغيير التركيبة السكانية والاثنية والطائفية للمدن والبلدات العديدة التي تصرف معها كغنائم حرب ، على الاخص المدن ذات الغالبية الشيعية او الكردية ، لذلك ما زالت المادة 140 تراوح في مكانها لصعوبة اجراء التغييرات الديموغرافية التي ضربت جذورها في المدن المستهدفة من قبل النظام الصدامي البائد ، والتي عجز دستور العراق الجديد من معالجة اثارها حتى اليوم ، بعد تغيير امده ثلاثة عشر عاما .
كانت الخلافات العراقية الداخلية كامنة تحت رماد الاضطهاد الذي تعرضت له جميع القوميات والاثنيات العراقية : الكردية ، التركمانية ، الاشورية ، الكلدانية ، الشبك ، الايزديين ، والصابئة .. الخ و وجود فوارق دينية واثنية وطائفية ترسم جدرانا بين العراقيين ، وتجعل بعضهم لبعض عدوا حين تشحن العواطف العدوانية من قبل مؤثرات خارجية او داخلية ، ذاتية او موضوعية ، حقيقية او كاذبة .. لا يهم منبعها ، فـسيكون هناك دائما من يرمي الحجر في البحيرة ليعكر صفو المياه ، مثلما كان يحدث في الهند على الدوام ، فما ان يرغب الانجليز باحداث قلاقل ، يرمون راس بقرة مذبوحة في معبد هندوسي ، او يطلقون خنزيرا بين المصلين في مسجد اسلامي .. فتحدث الاضطرابات والمآسي من قتل وسبي ونهب ..حتى اضطر المهاتما غاندي اكثر من مرة الى اعلان الاضراب عن الطعام احتجاجا على اعمال القتل والشغب بين المسلمين والهندوس ، ولا ينهي اضرابه حتى تتوقف الاعمال الوحشية بين الطرفين .
ان تشكيل جيش لمحافظة معينة ، يجعل لها سلطة عسكرية تستطيع في حالة عجزها عن القيام بما تريد الاستعانة بدول الجوار ، سرا او علانية ، لاسباب مختلفة لا يعجز احد عن اختراعها ، واذا اردت سببا لذلك فستعثر على الف سبب يسمح لك بطلب التدخل الخارجي ، لذلك فان تشكيل جيوش متعددة تاتمر باوامر لا مركزية يجعلها لقمة سائغة للتدخل الخارجي وانهاء وجود بلد اسمه العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس تقبل بمقترح أمريكي لبدء محادثات بشأن إطلاق سراح الرهائن


.. فوز الإصلاحي بيزشكيان بانتخابات الرئاسة الإيرانية




.. حرب وإهمال.. مياه الصرف الصحي تغمر أحد شوارع خان يونس في غزة


.. الاستيطان الإسرائيلي يتسارع بشكل محموم في الضفة الغربية




.. إصابات بسقوط ألعاب نارية وسط حشد من جماهير تحتفل بيوم الاستق