الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العالم يشيخ مبكرآ

مشتاق جباري
كاتب

2015 / 9 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


شيخوخة العالم بدأت واضحة اليوم,ان حدوث ظواهر مناخية مثل الاحتباس الحراري وغيرها هي من فعل الانسان وهي دليل على استبداد البشرية وتعاملها مع الطبيعة بشكل سيء مما جعل التداعيات تكون كبيرة ,وان قارة غنية مثل اوربا بدأت شيخوختها بحالة من التخبط الفكري وهي سمة انسان العصر الذي يعيش القلق واللاجدوى ,وقد استبد العقل الغربي واستطاع ان يحول الانسان الى مخلوق اخر مختلف ,لايؤمن بألعشق والسمو والقيم السامية ,واستبداد العقل هذا هو نتيجة لعدم استطاعتنا السيطرة على النوازع السيئة وعلى الرغبات اللامحدودة مما جعل الامور سيئة وتمضي نحو هيمنة الفرد الغني والدولة الغنية والطبقية على حياة البشرية ,وفيه ان لا افكار يمكن ان تجلب اشياء ولايقينيات يمكن ان تزيل الكثير من الهواجس وتبدد القلق,ويعيش الشرق تداعيات هذه الهيمنة التي ولدت واقعآ استبداديآ مروعآ ,حيث تشهد المرحلة الراهنة حروبآ ذات طابع راديكالي تحاول شعوب الشرق الخروج منها, حيث استطاعت الدول الغنية التي تتحكم بمسار البشرية اليوم ان تستغل واقعآ دينيآ مختلفآ ومتخلفآ وتحدث الكثير من النكبات, وهذا الواقع اثر كثيرآ على حياة انسان الشرق الذي وجد نفسه حائرآ بين الكلاسيكية الدينية والعلمانية والحداثة والديموقراطية والرأسمالية والاستبداد وهو في زحمة الحروب وانتشار الفقر وانعدام الرؤيا يحاول ان يجتازكل هذا الى ابعد حد ممكن دون ان يعي ان منطقة فراغ خطيرة ستنتج عن اي محاولة لاتقوم على اسس فكرية صحيحة,ان ضياع هوية الشرق وانغماس مجتمعه في الحروب المذهبية المتطرفة هي مشاكل وامور مصطنعة الهدف منها جعله غير قادر على تعريف نفسه جيدآ للعالم وهذا يعني اننا نعيش في عالم خال من القيم التي تصنع الانسان ,عالم بلا هوية ولاقيمة حقيقية ,مجتمعاته متهاوية شرقية كانت ام غربية , بلا اسس سليمة يمكن له ان يستند عليها وان استطاع ان يستمر فأنه يستمر بلا هدوء او اطمئنان ,والحقيقة التي يجب ان ينتمي اليها ويعي تفاصيلها جيدآ اولئك الذين يحاولون تحديد مسار الانسان بألطرق المبنية على المصالح والمنافع الضيقة ونشر الكراهية عليهم ان يفهموا انهم غير قادرين على تشكيل العالم وفق ما يشتهون ,وان منظومتهم التي تفتقد الى مقومات البقاء والنضوج والحيوية والاخلاق ستنهار عاجلآ ام اجلآ ,وفرض الهيمنة هذا سيولد الكثير من الازمات السياسية والاقتصادية والصحية والمناخية فوق ما هو موجود حاليآ ,وقد لايفهم العالم بشعوبه المختلفة حجم المشكلة لذلك تكون بعض هذه الشعوب غير مهتمة كثيرآ بما يحدث خارج حدود دولها اعتقادآ منها بعدم امكانية تأثرها بما يحدث وهذا الفهم الخاطيء سمح للحكام بألعبث بمصير شعوب العالم الفقيرة , ان غياب القيم الايجابية صنع واقعآ مخيفآ انتج دولآ لاحد لمطامعها ونزواتها ,وعلى هذا الاساس فأننا سنشهد حروبآ ومجاعات وهجرة وتمزق مجتمعات وازمات متعددة ولن تستطيع اي دولة مهما بلغت من القوة وقف التداعيات المؤلمة التي ستطال العالم برمته, ورغم ان بعض هذه الدول تحقق مكاسب انية عبر دخولها لعبة المصالح القائمة على اللاانسانية الا انها لن تنجوبنفسها مما تقوم به وهي تؤسس لمراحل سوداوية قادمة ,وكما ترون فأننا نرى احداثآ تسقط دولآ وتفكك اخرى وقد اصبحت البشرية اليوم اكثر تعبآ وهي تمضي بدولها ومنظوماتها الى شيخوخة مبكرة جدآ وفي افق العالم المتمدن علامات فوضى وانقلابات عالمية ليست من النوع السياسي ولكنها ستغير الواقع السياسي كنتيجة طبيعية لتغير القيم والمفاهيم والافكاروهي لن تأتي دفعة واحدة ولكن على مراحل , ومع كل مايحدث فأننا نشعر اننا نعيش في عالم غبي جدآ ,بشع ومتوحش, وحتى بزوغ شمس الحرية ستكون امال شعوب الارض وتطلعاتها حبيسة اقفاص الاغنياء ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة