الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكاسب والخاسر من ( فشل مبادرة بلير )

باسم عبدالله ابو عطايا

2015 / 9 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


كثر الحديث والجدل في الآونة الاخيرة عن مبادرة ( تونى بلير ) للتوصل الى تهدئة طويلة الامد ورفع الحصار والخ...
هناك من اعترف بوجود مفوضات في حركة حماس ، وهناك منن انكر وجودها ، على الجانب الاخر لم تعترف ( اسرائيل) ولا لمرة واحده بوجود هذه المفاوضات لكنها لم تنكرها وكانت تجرى بعلمها ، مع نفى قاطع من نتنياهو ومكتبه ووزراءه لوجودها
كثير من الانباء ، والآمال ، رشحت عن وجود تقدم تارة مع بلير ، واخرى عن تعثر لم يصل الى مرحلة الفشل .
المؤلم انه اثناء المفاوضات كانت امال الغزيين اكبر من مستوى ( المبادرة) وهذا ليس ذنبهم وحدهم عدة اسباب ساهمت فى رفع مستوى الامل نذكر منها حالة القطاع الصعبة ومعاناته في ظل وجود حصار خانق لا يخفى على احد اثاره
والسبب الاخر ان قيادة ( حماس) تصرفت في كثير من الاوقات بثقة في الوصول الى اتفاق يرفع المعاناة والحصار ، ويكون ثمرة الانتصار في الحرب الاخيرة .
لكنها قيادة ( الحركة ) لم تفكر في نتائج الفشل واثرة السلبى على المواطن وثقته في قيادته
في ( اسرائيل) تعاملت الحكومة بمنطق وعقلانية مع تحركات ( بلير ) فلم تعطيها مطلقا أي شرعيه او اعتراف وفى نفس الوقت كانت عينها على المعارضة الداخلية التي كانت تتربص لنتنياهو ( السقوط ) في فخ حماس و( مبادرة بلير )
نتنياهو اطلق يد بلير للوصل الى عقل (حماس ) دون ان يمنعه لمعرفة الى أي مدي يمكن لحماس ان تقدم ( تنازلات ) وهل لدى قيادتها السياسة قدرة السيطرة على( جناحها العسكري ) كتائب القسام ، ومن صاحب القوة والقرار السياسي حماس الداخل ام حماس الخارج.
لم تكن ( اسرائيل) ابدا لتقبل ( بمبادرة ) بلير ولا ( بشروط حماس ) للتوصل الى هدنة طويلة الامد ، الان المقابل التي كانت تخشى ( اسرائيل ) من دفعه سيكون كبير جدا على سيبل المثال
- اعطاء الشرعية لحكم حماس في غزة
- اعطاء حماس جواز سفر رسمي يخولها من فتح ابواب الدول الاوربية امامها
- تقيد يد السلطة واعطاء مبرر قوى لعباس للإصرار على الاستقالة
- ضرب مصالح الحليف الاستراتيجي (لإسرائيل ) نظام السيسي بفتح منافذ لحماس اخرى غير معبر رفح
- اعطاء المعارضة في ( اسرائيل) سكينا حاميا لنيل من رقبة نتنياهو
لكل هذه الاسباب وغيرها لم يقبل نتنياهو المبادرة ولم يمنع بلير من الاستمرار فيها
في المقابل ماذا خسرت (حماس) ماذا كسبت من الاستمرار في لقاء بلير مع علمها الاكيد ان الاتفاق مع حكومة نتنياهو ليس بالأمر السهل
- حماس لم تكن لترفض مبادرة مغلفة بغلاف أوربي حتى لا تظهر امام العالم انها معدومة الخيارات وان كل ما تمتلكه هو القوة العسكرية فقط
- في ظل الوضع الصعب واشتداد الحصار والتضيق الذى تعانيه حماس فى غزة كانت بحاجة للبحث عن اى نافذه امل تحافظ على وجودها ومقاومتها
- حماس كانت تريد ان توصل رسالة للسلطة في رام الله ان ملف ( المصالحة ) ليس الخيار الوحيد فى ظل تعنت سلطة فتح وبالتالي ان لم تكن المصالحة قائمة على الارض واقعيا فان لفضها ليس امرا مستحيلا
اما الذى خسرته حماس من هذه اللقاءات فهو
- نافذة الامل اغلقت في وجه المواطن الغزى والذى اصبح يرى ان لا امل لرفع معاناته ، وصارت الحرب لديه رغبه اكثر من حالة التردي للوضع القائم الذى يعيشه
- اخطأت حماس حين ظنت ان التوصل الى اتفاق امر حتمي واعقدت لقاءات في العلن وفى السر بين العديد من الفصائل واطلاعها على سير ( المباحثات)
- اخطأت حماس حين سربت لعناصرها ان التوصل للاتفاق مسائلة وقت وتركت لقادتها حرية التصريحات ( المرتجلة ) حول التقدم والامل والانجاز والثمار كان لابد من ابقاء الامر بعيد عن الاعلام والتصريح وتوكيل ملف الحديث لشخص واحد للتعامل مع الاعلام
في النهاية يمكن القول بعد المعادلة في ميزان الربح والخسارة ان كلا الطرفين ربحا لكن هناك طرف كان اقل ربحا وهو( حماس )
اضف الى ان السلطة نجحت بالمشاركة مع نظام السيسي في ممارسه الضغط على نتنياهو من اجل عدم التوصل الى الاتفاق .
بلير فشل على الاقل اعلاميا اعلن عن فشله هذا لا يعنى عدم امكانية التوصل الى اتفقا لكن المؤكد انه ليس في هذه الجولة قد تكون الظروف لم تنضج بعد للتوصل الى اتفاق لكن ليس بالضرورة ان يكون قد تم قطع الاتصالات بشكل نهائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا


.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت




.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست


.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل




.. واشنطن تتحدث عن زخم جديد بصفقة التبادل.. ما أبرز ملامحه؟