الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امريكا واستراتيجية الخروج ما بين القتال و السلام الطائفي

طه معروف

2005 / 10 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


الاستفتاء
امريكا واستراتيجية الخروج ما بين القتال و السلام الطائفي

وسط حملة دعائية، واسعة و مخادعة حول الاستفتاء على الدستور بوصفها " ملحمة ثانية" بعد الملحمة الاولى اي الانتخابات وتحت شعار " العراقيين سيقهرون الارهاب يوم الاستفتاء"، زجت امريكا والمتحالفين معها بالجماهير العراقية المسلوبة الارادة نحو تلك الصناديق التي لم تجن من ورائها سابقا خلال المهزلة الانتخابية سوى المزيد من القتل و الدماروالمآسي. مرة اخرى لجأ هؤلاء الى استخدام تلك الصناديق لنفس الهدف " الاستفتاء على الدستور" وسيلة لتحقيق غاياتهم السياسية الرجعية والطائفية ولإضفاء الشرعية على الاحتلال و التواجد الامريكي في العراق وما فرضه من قوى سياسية قومية وطائفية و بعد ان تحول استمرار هذا التواجد الى معضلة سياسية اقليمية ودولية معقدة وشائكة تهدد الادارة الامريكية ذاتها . غادر بول بريمر "رئيس الادارة المدنية السابق" العراق ونبه الادارة الامريكية الى خطورة الوضع في العراق اعقبتها تصريحات وزير الخارجية الامريكية السابق كولن باول بشأن نفس المسالة حيث قال : حصلنا في افغانستان على حميد كارزاي ولكن في العراق لم نحصل على مثل هذه الشخصية وتكاد تكون غائبة وغير موجودة. ومنذ ذلك الحين اصبحت استراتيجية الخروج من العراق من اولويات السياسة الخارجية الامريكية لتفادي تكرار الهزيمة الفيتنامية في العراق. الا ان الدبلوماسية الامريكية عجزت حتى الآن عن إيجاد استراتيجية مقنعة لخروج قواتها في العراق و لذلك فان "شعلتها الديمقراطية" في العراق تحولت الى بؤرة ملتهبة أمنيا وعمقت الخلاف الطائفي و خرجت من نطاق السيطرة والتحكم سواء عن طريق إدامة الحرب او الصفقات السياسية التي ابرمها السفير الامريكي زلماي خليل زاد مع الكتل الطائفية المختلفة اولقائات اجهزة المخابرات مع المجموعات المسلحة بهدف انخراطها في "عمليتهم السياسية" من خلال الوعود بالصفقات المالية والمقاولات او الوظائف العليا في الحكومة الدمية واخيرا عرض الصفقات السياسية على سوريا لوقف تجنيد وتمويل المسلحين اوتحريك الملف النووي الايراني . ان كل هذه المحاولات بائت بالفشل و لم تؤدي الى اقرار "السلام الطائفي" بل زادت من شدة وتوسيع القتال الطائفي وعمقت الشقوق و الصراعات الى حد اربكت الادارة الامريكية وان مسلسل السيناريوهات الامريكية بدءا بمجلس الحكم الانتقالي وانتهائا بعملية" الاستفتاء"لم تثمر إلا مزيدا من التزمت والتعقيدات التي ادت في آخر المطاف الى بناء السور الطائفي المبني على القتال والعنف المستمر منذ اكثر من عامين.
هكذا نلاحظ ان الرهان على عامل "السلام الطائفي" لإستقرار الوضع السياسي حسب الحاجة الامريكية عاجز كليا عن حسم هذه المسألة اي ايجاد المنفذ لخروج القوات الامريكية بمظهر القوة المنتصرة في العراق .ان الضجة الاعلامية الامريكية والغربية بشأن الاستفتاء على الدستور موجهة بالدرجة الاساس نحو الساحة السياسية الامريكية بهدف إعادة طرح وجودها العسكري في العراق واستخدام الملف العراقي والانتصارات الوهمية كرد على الأصوات المناهظة للحرب والوجود الامريكي في العراق .

يخطئ من يظن ان قوة الجبروت الامريكي قادرة على كسب الحرب في العراق ،ويجهل الحقيقة، من يعتقد بان هذه السيناريوهات الامريكية تهدف الى نشر الديمقراطية واحلال الامن والاستقرار. ان التصدع السياسي في صفوف الهيئة الحاكمة الامريكية بسبب عدم وضوح مستقبل القوات الامريكية في العراق قبل انجاز مهامها وبروز عدم الانسجام وتفشي ظاهرة الاستقالة في صفوف القيادات العسكرية والقيادات السياسية اضافة الى الانتقادات المتعلقة بالتكاليف الباهظة للحرب، مؤشرات تدل على فشل السياسة العسكرتارية الامريكية، ليس بشأن العراق فقط ، وانما بشأن استراتيجية العسكرتارية الامريكية العدوانية بمجملها. ووصلت الاكثرية الساحقة من الجماهير الامريكية المناهضة للحرب والعدوان الى قناعة راسخة ، بأن الادارة المذكورة وسياستها العسكرتارية الهمجية ليست اقل خطرا من الارهابيين الاسلاميين لتقويض الامن والسلام في العالم. وان الانسانية المتمدنة المناهظة للحرب والعدوان العسكري الامريكي تنظر الى إدارة بوش بوصفها مرآة تعكس فعلا وجوه الارهابيين الاسلاميين.
19/10/2005
طه معروف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التلفزيون الإيراني: تنظيم الانتخابات الرئاسية في 28 يونيو


.. مقتطفات من لقاء سابق أجرته الجزيرة مع الرئيس الإيراني الراحل




.. لحظة دخول مساعدات لشمال قطاع غزة


.. بعد اتهامات طهران لها بتدبير الحادث.. واشنطن تؤكد أن لا علاق




.. بايدن وترامب والملف الإيراني | #أميركا_اليوم