الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كساء الكعبة

فؤاد الطائي

2015 / 9 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


لم ترتبط (كسوة الكعبة) بالعبادة والأيمان والقدسية لهذا المكان وحسب وأنما أرتبطت وهو الأهم بالمظاهر والتزلف والنفاق الأجتماعي الذي يتحمس في صناعتها وأهدائها كبار الملوك والحكام منذ القرون القديمة وحتى ثلاثينات القرن الماضي عندما بني مصنعا خاصا لهذه الكسوة في مكة .. كانت قبل ذلك تنقل كل عام في مواكب رسمية فخمة وطقوس وضجة ترافقها في رحلتها الطويلة ولا أحد يعرف من شعوبها الفقيرة المقهورة كم من خزينة الدولة أو بيت المال قد كلفت .. هذا التقليد (الكساء) لم يكن موجودا في زمن الجاهلية أو لنقل قبل الأسلام ولكنه بدأ وللمرة الأولى في عهد النبي محمد في عام الفتح المصادف السنة الثامنة للهجرة وبحلة بسيطة متواضعة حتى أخذ به فيما بعد الخلفاء الراشدون ومن بعدهم خلفاء وملوك المسلمين بل أعتبروه (واجبا وشرفا) ..ومنذ ذلك الوقت (أبتدت رحمة الله !) في مظاهر البذخ والرياء ! .. الكسوة هذه لها شروط وضوابط ومقاييس فهي تتشكل من أربعة قطع زائدا ستارة باب الكعبة (البرقع) توصل فيما بعد مع بعضها وهي منسوجة من الحرير الخالص والمذهبات بأرتفاع 14 مترا وبطول أجمالي قدره 42 مترا بالتمام والكمال ومزينة بالزخارف والخطوط ويكفينا أن نتأمل وزن كسوة هذا الزمان الذي يبلغ 450 كيلوغراما يتوزع على مساحة 458 مترا مربعا وبكلفة بسيطة بحدود ستة ملايين دولارا عدا ونقدا ! .. اللهم ثوابك وجزاؤك للناذر والصانع أن تمنحهم متع الدنيا وحلاوتها والوعد من سبحانك لعلية القوم والعباد بمتع الآخرة و(سمج بالشط ) .. آمين ..!

لا أحسب أننا سنختلف بأن الحب أعمى وأحيانا أعور وبالطبع من يحب هو مستعد لأن يبذل الغالي والنفيس من المال والكنوز والكرم ولكن من أين جاءت لهؤلاء الملوك والأمراء والحكام المؤمنون .. الورعون .. العادلون ؟! .. فالمسيح غادر الدنيا بثوب مهلهل وحشاكم نعال فقده في طريق صلبه .. ورحل محمد وهو لا يملك الا ما يسد به رمقه ويستر بيته .. بل كل الأنبياء والرسل والحكماء وفلاسفة العصور قالت عنهم الأخبار واساطير الأولين أنهم بسطاء معدمين قد فكروا بحال الناس وحاجتهم قبل أنفسهم فكافأهم الرب أن ماتوا في عسر العيش والأتهام ومرارة الظرف !

أي نفاق وصلافة هذا ؟ .. ربهم الخالق ذو التسعة والتسعين أسما أوصى بالرعية والسائل والمظلوم ولم يوصي بعظام المعابد الباذخة بثراء داخلها وخارجها وبدع ملابس دعاتها وسدنتها بغريب التصاميم والأبتكار ؟! ماذا لو صرفت كل هذه الأموال على الرعية والناس لتقيهم شر الوسواس الخناس .. ألم نتوقع أن تكون الحال أفضل والعبادة أنظف وأصدق ليروا الله بينهم لا في الغيب والسماء ؟!

يا هذا .. من أين لك هذا ؟ .. أعطنا وثيقة واحدة ممهورة بختم باريك يجيز لك فيها التفرد بالملك وخزائن الأرض وتتمتع بحلاوتها نفاقا حد النخاع ! ..

أغسل الكعبة وآكسيها ما شئت يا خادم (حرميك) ففيها بقاؤك ورزقك ورزق أشباهك وتمتع بذكر الله فهو لك وليس لرعيتك يوما فأنت صاحب الملك وكل دون حكم(الكعبة) موطوء تحت نعليك !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - محمد لم يمت فقيرا بل من اين كان يعطي اصحاب المؤلفة
احمد ( 2015 / 9 / 7 - 12:15 )
محمد لم يمت فقيرا بل من اين كان يعطي اصحاب المؤلفة قلوبهم بالاضافة عن الارث الذي منع عن فاطمة كذالك ماكان يملك من اماء و عبيد وما تركت له خديجة من ثروة كبيرة و خمس كل فيء من غزواته

اخر الافلام

.. غزة بعد الحرب.. قوات عربية أم دولية؟ | المسائية


.. سلطات كاليدونيا الجديدة تقرّ بتحسّن الوضع الأمني.. ولكن؟




.. الجيش الإسرائيلي ماض في حربه.. وموت يومي يدفعه الفلسطينيون ف


.. ما هو الاكسوزوم، وكيف يستعمل في علاج الأمراض ومحاربة الشيخوخ




.. جنوب أفريقيا ترافع أمام محكمة العدل الدولية لوقف الهجوم الإس