الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إبداعٌ في التحايُل

امين يونس

2015 / 9 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


منذ بدأ الأزمة المالية في أقليم كردستان وإعلان خلو المصارف الحكومية من السيولة ، قبل أكثر من سنة ونصف .. ظهرتْ تجارة عجيبة وغريبة .. وهي تجارة ( الشيكات او الصكوك المصرفية ) . حيث ان الدوائر الحكومية ، قامتْ بتقديم شيكات بمبالِغ للمُقاولين والتجار ، مُقابِل الأعمال المُنفَذَة والسلَع المُجّهَزَة ، وأخبَرَتْهم بأنهُ لاتوجد سيولة نقدية في البنوك .. وعليهم الصبر والإنتظار ، بضعة أسابيع لحين حَل الأزمة .
لكن الأسابيع طالتْ وأصبحتْ شهور طويلة ... والعديد من هؤلاء المُقاولين والتُجار ، كانتْ عليهم إلتزامات مالية مُلِحة ... والحكومة تقول : ان البنوك فارغة ! .
هُنا .. كانتْ المافيات جاهزة للإبداع ... فرّوجتْ أن بإمكان المُستعجلين [ بيع ] شيكاتهم في سوق البورصة أي سوق تبديل العُملات .. فعلى سبيل المثال ، ان مُقاولاً معهُ شيك ب " مئة مليون دينار " .. فيقوم صاحب مَحل الصرافة ، بشراءه ب " تسعين مليون " ! . أما صاحب الصرافة ، فيكون قَد نّسَقَ مُسبَقاً مع الجهة المُتنفِذة في البنك ، حيث يصرف الشيك ب " خمسة وتسعين مليون " .. فيكون قد ربحَ خلال ساعات ، خمسة ملايين ، وشريكه في البنك ربح خمسة ملايين ! . إستمرَ هذا الوضع لعِدة أشهُر ... ثم إرتفعتْ النسبة تدريجياً ، لتصبح 15% ، ثم 20% لتصل إلى 30% وحتى 40% ... وفوق ذلك .. لم تعُد هنالك حاجة الى ( وسيط ) مثل صاحب مَحل صرافة .. فأصبح الأمر يجري ، بينَ أشخاصٍ في البنوك مُباشرةً وبين صاحب الشيك .. والأنكى ، أنه أصبحتْ الشيكات ذات المبالغ " الصغيرة " مثل مئة وخمسين مليون أو مئتَي مليون ، صعبة الصَرف ، لأنها ( ما تسْوى !! ) .. وباتتْ الشيكات الدسمة ، ذات الثمنمئة مليون أو المليار ، هي المُفّضلة ! .
أحد الكُرد المُهاجرين الى الدانيمارك ، من ذوي النيات الطيبة ، جاء الى الأقليم قبل ثلاث سنوات ، وجلب معهُ جزءاً مُهما من رأسمالهِ والعديد من الآليات .. وحصل بالفعل على مُقاولة صغيرة ، قامَ بتنفيذها .. وأعطوهُ شيكاً ب ( 175 مليون دينار ) ... لم يستطع صرفها .. ودّلوهُ على الطريقة التي يتمكن بها من إستحصال قيمة الشيك " بعد إستقطاع المقسوم ! " .. ولكنهُ تفاجأ بأن الشخص الوسيط ، أخبرهُ ، بأن المبلغ صغير ولا يستأهل .. إلا في حالة إستقطاع 33% من قيمته ، لأن الحصص كثيرة !! . إضطرَ صاحبنا لصرفه ، ثم باع آلياته كيفما إتفَق .. وشَد رحاله الى الدانيمارك .. خائباً ، نادماً .
أن التجارة بالشيكات المصرفية .. بالطريقةِ أعلاه .. هو حقاً ، إبداعٌ في النهب وإيغالٌ في النصب والتحايُل .
..........................
جوهَر الموضوع ، هو ليس الفساد المُستشري في جميع المفاصِل .. فذلك تحصيل حاصل .. ولكن .. صَرف كل هذه الشيكات ، يعني ببساطة ، ان البنوك لم تكُن خالية في يومٍ من الأيام من السيولةِ النقدية .
.. فكيف يُمكن الوثوق بكلام مثل هذه الحكومة وكيف يمكن تصديق وعود مثل هذه الإدارة ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المافيات
د.قاسم الجلبي ( 2015 / 9 / 7 - 10:05 )
سيدي الآمين , نسمع ونقراء عجب العجائب في العراق الخائب , كنا نظن ان صدام قد وللا وبدون رجعه , ولكن الحقيقه ظهرت لنا العديد من المافيات في العراق الحديث, اللعنه على بريمر وبوش اللذين طردوا البعث ولكن حلت بنا حيتان يسرقون لقمه العيش ولا يشبعون , انها لعنه لا ندري متى تنتهي , الخداع وبيع الضمائر هي السائده , مع التقدير


2 - من هو الاول؟
صلاح البغدادي ( 2015 / 9 / 7 - 10:13 )
استاذنا الفاضل
نفس الشيء يحدث في بغداد،وانا اعترف هنا فان المفسدين في كردستان لهم السبق في هذا المجال ومنهم يتعلم مفسدي بغداد،لان الاخ وزير الماليه كوردي ومحاط بشله من الفاسدين الاكراد،فقد نقلوا تجربتهم الى بغداد...وتقريبا نفس النسب المئوية.
لكن مفسدي بغداد والحق يقال لهم تجربة اخرى سبقوا بها مفسدي كردستان،لان مفيش حد احسن من حد،وذلك بالصرف من دوائر الدولة،تذهب الى رئيس قسم الحسابات في آي دائرة وتقول له عندي ايفاد من بغداد الى البصرة بمبلغ مئتا الف دينار،فيقول لك لاتوجد سيولة.اما مبلغ ايفاد المدير العام في تلك الدائره الى اوربا والبالغ سبعة ملايين دينار،فيصرف قبل ان يرتد للمدير العام طرفه.
اتسآل من هو التلميذ ومن هو الاستاذ في الفساد ،الفاسد الكردي ام الفاسد العربي..وتحياتي


3 - حكومة هههه.!؟
حسن الكوردي ( 2015 / 9 / 7 - 10:24 )
اهديك تحياتي . حكومة طويلب .؟. في بداية حكم البعث شُكلت نقابات ومنضمات مهنية ومنها الجمعيات الفلاحية فشكلت جمعية فلاحية في قرية قريبة من البصرة رئيس الجمعية اسمهُ طالب وهوا امي كما حال أغلب الفلاحين و مقر الجمعية كانَ صريفة من طين فيها خزان وكرسي ومنضده وهذا ليس المهم .!؟ . المهم أن رئيس الجمعية طالب وهوا نصير حزبي أصبح حكومة مستقلة لايسمع ولايرد على أحد ولا حتى المتصرف آن ذاك كانت متصرفية ولا ولا وأخيراً وأخيرً طفح الكيل عند المتصرف فأخذ قوة الى القرية ومقر الجمعية وعندما رأى طالب هذه القوة والمتصرف ترك القرية و الجمعية وهرب فأمر المتصرف هدم الجمعية وقال هاي هي حوكومة طويلب . يا أستاذ أمين حومتنا أيضاً مثل حكومة طويلب . فلا تستغرب كل شيء مباح في ضل حكم إتحاد و وطنية الطالباني وديمقراطية البارزاني . وشكراً


4 - سؤالٌ واحد
آكو كركوكي ( 2015 / 9 / 7 - 11:30 )

سؤالٌ واحد يدور في رأسي فقط وهو:

ياتُرى مالذي يدعو الناس للأنتفاضة والثورة على هؤلاء ؟

إذا كان كل هذه الفضائع الذي يفعلوه بالعالم لاتكفي لئن تخرج الناس ... فمالذي يمكن أن يوقظ هذه الجماهير الميتة يا ألهي ؟


5 - خراب العراق
طلال السوري ( 2015 / 9 / 7 - 16:30 )
حل الخراب بعد ثورة تموز 1958 حيث تقاتل الضباط الاحرار على الزعامة ودعموا حكمهم بمليشيات سلطوية لاتخضع لسلطة القانون -مقاومة شعبية و حرس قومي - ومحاكم هزلية فوق سلطة القضاء- محكمة الشعب و محكمة الثورة - ساعدهم وغذى جهلهم الجهل السياسي للاحزاب السياسية---- ثم تبعهم الضباط غير الاحرار وتوالى مسلسل السقوط حتى وصلت السلطة لاولاد الشوارع او وصلوا اليها


6 - الى السيد ـ صلاح البغدادي
حسن الكوردي ( 2015 / 9 / 7 - 17:26 )
الى ألأخ صلاح البغدادي اهديك تحياتي . ألأستاذ في مجال السرقة والنهب هوا معالي وزيز المالية هوشيار محمود آغا الزيباري عشيرة والد هوشيار أول العشائر الكوردية اللذين حملو السلاح ضد حركة التحرر الكوردية عام ـ ١-;-٩-;-٦-;-١-;- ـ وكلما يُذكر اسم والد هوشيار محمود آغا يرادفه محمود ـ كه ر ذز ـ أي سارق الحمير وهذا يعرفها القاصي والداني في كوردستان . فألجميع تلاميذ وفي المرحلة ألإبتدائية عنده . سلموا النعجة للذئب وزارة المالية الى إبن .!؟ . وشكراًـ


7 - 4الاخ اّكو كركوكي
صولة الفرسان ( 2015 / 9 / 7 - 21:14 )
اخي الكريم لا تفكر في انتفاضة او شىْ من هذا القبيل وكلنا نعرف ان ذلك لا يمكن حدوثه بسبب القمع وهذا نعرفه ولكن الا يمكن التوجه نحو امريكا التي جاءت الى البلد بقواتها العسكرية وكانت هي الامر الناهي فلماذا لايصار الى اعتصام وتظاهرة امام الممثليات الامريكية في الاقليم وفي بغداد وحتى امام البيت الابيض لشرح الاوضاع الفاسدة لهم واجبارهم للتدخل والعراق باقليمه لازال تحت البند السابع ..واتذكر الايام الاولى من سقوط صدام والاشهر التي تلته ان الناس كان يراجعون القوات الامريكية عند حصول غبن عليهم وهناك الكثير من الروايات واحداها ان المسؤولين في كمرك ابراهيم الخليل فرضو ضريبة كمركية غير قانونية على احد التجار فما كان من التاجر الا ان اشتكى لدى نقطة عسكرية للامريكان في مدخل زاخو فما كان من الامريكان الا تنبيه المسؤولين و استرجاع المبلغ واعادته الى التاجر المشتكي

اخر الافلام

.. مراسل الجزيرة يرصد الأوضاع الإنسانية من داخل مستشفى كمال عدو


.. عاجل | مصدر لبناني للجزيرة: حزب الله فقد الاتصال بهاشم صفي ا




.. ما أغلى 5 صفقات لحراس المرمى بالعالم؟


.. مصدر أمني لبناني يكشف للجزيرة أن حزب الله فقد الاتصال برئيس




.. إسرائيل تواصل محاولة اكتشاف مواقع حزب الله في الجنوب اللبنان