الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفر مريم، والضوء الأحمر، والثقة التائهة بيننا

مجدي مهني أمين

2015 / 9 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


بعد صفر مريم، والفساد الذي يقره مسئولون عملوا في الكنترول، ويقره تاريخ الطب الشرعي المضلل الأسود بدء بخالد سعيد، مرورا بمحمد الجندى ، وغيرها من حالات التقارير المضللة التي يحفظها الناس عن ظهر قلب، يأتي صفر مريم كضوء أحمر كي يرسم لنا الطريق، وكي يضع ثقة الناس في الدولة على المحك، فقد كان العقاب القاسي الذي مارسه الناس على عصر مبارك هو عدم الثقة فيه أو في حكومته، وكان عقابهم الثاني ، في تلك الحاالة، هو الامتناع عن العمل الجدي، بما ساهم في المزيد من التراجع في التنمية، كانت بلدا تموت بين يدي الحاكم والشعب.

وانتفض الشعب، وانتفض الجيش، وانتفض القائد السيسي معلنا هو والشعب عصرا جديدا تكون فيه الدولة والسياسة في خدمة الناس، خدمة من "لم يجدوا بعد من يحنو عليهم"، ولكن ها نحن نرى الفساد يسعى كي يقف حائلا بين الناس وبين الدولة، حائلا يسعى كي يلتهم الثقة التي بدأ الناس في رعايتها، تلك الثقة التي حركت جموع الناس كي يلبوا نداء الرئيس، نرى الفساد وهو يأتي ببروده كي يلتهم تلك العاطفة المتبادلة، وكي يرد الناس للمربع الأول، مربع السكينة واللامبالاه وادعاء البلادة.

الفرق ، تلك المرة، أن الثورة اتاحت فرصا للناس كي تعبرعن مشكلاتها بطريقة أكثر وضوحا، كما أتاحت الفرصة، في موضوع مريم، لمسئولين من داخل غرف الكنترول ذاتها كي بوضحوا تفصيلا ما يجري من تجاوزات، ولكن دون أن تتخذ الدولة موقفا بعد، وكأنها في حالة إعياء غير قادرة على مواجهة الفاسدين، ولا مواجهة من تحدثوا عن هذا الفساد البين كي تتبين الحقيقة وتتخذ قراراتها.

- مفاتيح الكنترول لا تزال مع نفس العناصر المشتكى منها والمتسببة في مشكلات الامتحانات!!

مريم وكل الشاكين لا زالوا ضائعين، تتقاذفهم مكاتب المصالح الحكومية ، كما تقاذفت أمواج البحر ضحايا سوريا الحبيبة، نحن نشعر بالغصة، ليس فقط لضياع مجهود مريم التلميذة المجتهدة، ولكن لسقوط دولاب عمل الدولة في يد حفنة من المنتفعين وأصحاب الأمتيازات، ولو كانت الدولة تراهن على نفاذ صبر الناس، وسينفذ، فهي تراهن أيضا على ضياع ثقة الناس، وستضيع.

الفرق أيضا، أنه في عهد مبارك كانوا كلهم "فاسدين لا نستثني أحدا" كما قالها أحمد زكي في فيلمه "ضد الحكومة"، ولكننا الآن لدينا قطاع نثق أنه قادر على أن يحررنا من الفاسدين والمنتفعين، فلو تقاعس هذا القطاع الآن عن القيام بدوره في تطهير (الكنترول) من العناصر الفاسده، ولو ضاع حق مريم سيخفت صوت المناشدة، وسنرجع مرة تانية اتنين مش واحد، شعب وحكومة.

القضية تخص مريم وكل الشاكين والشاكيات من نتائج الثانوية العامة، كما أنها تتعدي مريم ، لأننا باسترداد حق مريم نحافظ على الثقة التي كانت ضائعة بين الناس والدولة؛ كي لا تضيع ثانية، ما يفرقش كتير ما سمعناه من تجاوزات الكنترول عن تجاوزات أحمد عز أو لجنة السياسات، أو غيرها، فالاستبداد هو نفس الاستبداد، والفساد هو نفس الفساد، والحياد عن القانون هو نفس الحياد عن القانون، الفرق أن لدينا الآن ثقة في رئيس يسمعنا ، ونحن نتوجه إليه كي نسترد الحق، ونحرر دولتنا من الفساد والامتيازات، ونحافظ على الثقة التي بدأنا في بنائها، تلك الثقة هي حجر الاساس كي نبني دولتنا ومشروعنا الوطنى على أسس العدالة والنزاهة والمساواة.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في