الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أن أصاحب .... فاجر

ابراهيم جادالكريم

2015 / 9 / 7
الادب والفن


أن أصاحب ... فاجر
أن أصاحب فاجر حسن الخلق أحب الى من أن يصحبنى عابد سيىء الخلق ، لأن الفاجر أذا حسن خلقه خف على الناس وأحبوه وأما العابد أذا ساء خلقه مقتوه وكرهوه وقال الحكيم :
الحسن الخلق ذو قرابة عند الأجانب والسىء الخلق أجنبى عند أهله .
والحقيقة أن هذا ما نحتاجه جميعا لأصلاح أنفسنا وأصلاح مجتمعنا وخاصة بعد ثورتين غيرتا كل شىء وأنتشرت الفوضى والغوغائيه فى كل حياتنا وبيوتنا وشوارعنا ومدارسنا وأعتقد البعض (خاصة أننا نعيش فى وطن تصل فيه نسبة الأميه الى 75% فى بعض المناطق ) أعتقد البعض أن الصوت الجهورى والسباب هو الذى يحقق ما يريدونه ، وأن كان غير قانونى وغير أخلاقى فى كثير من الأحيان وسادت تلك الموجه الغوغائيه حتى أصبحت هى السائده فى مجتمع تربى على الخلق العظيم بطبعه وتربيته ، فى مجتمع فيه الأحترام للكبير دائما وسماع الحكمه من العقلاء وأذكر أنه حتى السبعينيات من القرن الماضى ونحن فى الجامعه كنا أذا تحدثنا فى أتوبيس أو ترام كانت الناس تنصت بأهتمام لما يقال حتى وأن كان الحديث عن أغنية لأم كلثوم ، وأذكر ما حدث بعد أذاعة قصيدة الأطلال أن الناس كانوا يتساءلون بشغف عن معانى بعض الكلمات وردت فى القصيده وأذكر أننى كنت عند ماسح الأحذيه بالمساء وكانت الأطلال على الراديو والكل يسمع والى أن غنت يا حبيبا زرت يوما أيكه ، فتوقف ماسح الأحذيه ورفع نظره ألى وقال : أيوه صحيح هى بتقول أيه فقلت زرت يوما أيكه فقال يعنى أيه فشرحت له معنى الكلمات وهو متوقف عن العمل ورافعا نظره ألى فشكرنى وشعر بالقصيده وشعر بالرضا عن نفسه كفاهم للمعانى والكلمات .
والموقف الآخر مشابه لموقف السبعينيات ومنذ عدة شهور فقط حيث أضطرتنى الظروف الى ركوب عربة سرفيس ( مشروع) وكان التسجيل به شريط صاخب ضوضائى لم أفهم منه كلمة واحده من ضوضاء الموسيقى والصوت المنفر للمغنى فسألت السائق لو سمحت الصوت شويه فنظر ألى شذرا وعوج شفتيه وهو يدمدم قائلا أنا حر !! وأن من حقه أن يسمع ما يريد فقلت له يا أبنى أنا لا أفهم كلمة واحده مع أنى أتحدث عدة لغات وهذا يغنى عربى وأنا لا أفهم كلمة واحده مما يغنيه بصوتة المنفر ده فألتفت ألى وقال ماهو ده اللى ماشى الأيام دى !!.
وسرحت فى العباره الأخيره ، اللى ماشى الأيام دى وتذكرت قول الشاعر : نعيب زماننا والعيب فينا --- وما للزمان عيب سوانا !! وأذا كانت المقولة واضحه – العيب فينا أذا فما هو الحل للرجوع ألى أخلاقياتنا وما كنا عليه وبما يعود بالفائده على كل فرد فينا وعلى الأجيال القادمه وأن ننسى ونمحوا كل الآثار التى وقعت علينا وخاصة أننا نعى تماما أن مسرحية مدرسة المشاغبين كانت بداية الأنهيار العلمى والأخلاقى لمجتمع بأسره وأن كان الناس قد ضحكوا للمسرحيه ولكن لم يدر بخلد أحد أنها بداية للأنهيار الذى بدأ بالمدرس ووصل حاليا الى المهندس والدكتور والمحامى بل والضابط .... والقاضى لم يسلم من التعدى أيضا وهنا نذكر دائما ما يقال عن العرب جميعا :
نحن أمة لا تقرأ وأن قرأت لا تفهم وأن فهمت لا تطبق وأن طبقت لا تتقن وأن أتقنت لا تنجح وأن نجحت أغترت وأن أغترت أنتهت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي