الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فساد رجال الدين

حمزة الكرعاوي

2015 / 9 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


كنا نسمع من رجال الدين في العراق ، أن العلماني والملحد والشيوعي كلهم كفار ، ومشروع فساد بالقوة والفعل ، ويضربون الامثال على فساد الغير متدين .
من الامثلة التي يقدمها رجال الدين أن الشيوعي عندما يريد أن يقنع الشباب بالانضمام الى الشيوعية يترك معهم في الغرفة فتيات جميلات لاقناعهم ، واذا لم يجد فيقدم زوجته أو إخته .
ومن التعريفات التي يقدمها رجال الدين عن العلماني والشيوعي : أنه يريد أن يمنع الصلاة ووالشعائر الدينية .
بقيت هذه المفاهيم والتعريفات في أذهان بعض الناس البسطاء ، حتى وصول الاسلاميين وفقهاءهم الى السلطة فيما يسمى الربيع العربي وقبله إحتلال العراق من قبل أمريكا وايران ، وظهور العمائم البيضاء والسوداء على السطح تحت المظلة الامريكية ... فكانت الصدمة والذهول للناس من تصرفات أولئك الذين كانوا يحرموا على الامة الاقتراب من الشيوعي والعلماني والملحد ، خوفا من سلب نعمة الدين وإنحراف المجتمع .
هرول رجال الدين للسطو على المصارف ومحلات الذهب والاستيلاء على عقارات الدولة العراقية وممتلكات الناس ، وسجلوها بأسماءهم ، وظهرت الفتاوى التي تبيح سرقة المال العام على أنه مجهول المالك ، فيحق لكل من وصلت يده إليه أن يأخذه ويدفع خمسه للمرجعيات الدينية ، ووصلت الفتوى الغرب ، فهب ( المؤمون ) لسرقة المصارف الغربية ( ضرب الكردت ) لكن بشرط دفع الخمس والا فيحرم هذا العمل ... يعني مشاركة البسطاء بسرقاتهم التي دفعوهم إليها .
لم يتركوا دونية إلا وفعلوها بإسم الدين ، فتحوا مدراس دينية وحدث ماحدث فيها ، من زواج للمتزوجات وغير المتزوجات ، وينادون إنها سنة النبي والسلف الصالح ، فلا تشككوا بنا .
نشروا المخدرات والشذوذ الجنسي ، وأباحوا كل أنواع الفساد وشرعوا له ، وتخادموا مع المحتل .
وعدنا الى وعينا لنقارن بين الملحد والشيوعي والعلماني وبين رجال الدين ، فوجدنا أن من ألصقت بهم التهم من قبل العمائم أبرياء شرفاء لم يسرقوا شيئا ، ونحن نفر إليهم لاجل الحصول على الحرية والكرامة والضمان الصحي والاجتماعي والامن والامان ، حتى وإن كلفنا ذلك حياتنا غرقا في البحار والمحيطات ، ونلتفت خلفنا خوفا من تلك العمامة التي كانت تبكي علينا ونحن نضطهد من قبل الديكتاتور ، وتبين أنها دموع التماسيح ، ونزعوا الاقنعة وعذبونا وهجرونا وقتلوا من قتلوا منا ... ولحد هذه اللحظة نحن بخير لان الموت أهون على الانسان من أن يرى عرضه وشرفه ينتهك أمامه وهو مكتوف الايدي .
أرسلوا شبابنا الى المحرقة والحروب التي أرادوها ، ولم يعطوهم السلاح والذخيرة حتى يدافعوا عنهم وعن الوطن ، ويقصفهم المحرر الامريكي ويلوذ بصمامات الامان ، ويتركوهم يسيرون مشيا على الاقدام الى مدنهم ، ومنهم من يستقرض إجرة السيارة حتى يدفعها لمن أرسله الى الحرب ، ومظاهر الذل والجوع بادية على وجوه الشباب المغرر بهم .
وهناك معمم أسود وأبيض العمامة ، يشم رائحة الموت في ساحة الحرب مع داعشهم التي أوجدوها ، ويعد كم جثة وصلت الى المقبرة ليصلي عليها ، ويستلم ثمن دفنها ، وبعد أيام وربما لم تكتمل أيام العزاء ، يذهب ليسأل عن حال زوجة ( الشهيد ) وهل هي بحاجة الى المال ، وكم عمرها ، ويترك رقمه وعنوانه ، حتى تلتحق بجيش الارامل والمطلقات التي دخلن مستنقع الرذيلة الذي يديره ذلك المعمم الذي لم ينتظر إكتمال عدة المرأة التي فقدت زوجها أو طلقت بسبب خلاف مع الزوج الذي لايستطيع توفير قوت أطفاله .
لا أريد الاطالة أظن أن الرسالة وصلت الى القاريء ، ذهبت للمقارنة بين من إدعى الايمان والقداسة ، وبين بعض حكام بلديات ومدن غربية ، فوجدت منهم ( الكي واللزبيان ) رجل متزوج رجل وإمرأة متزوجة مثلها ، وهم يديرون مدن قد يصل تعداد سكانها الى اكثر من نفوس بعض بلدان في العالم ، ولن نجد قضية فساد واحدة ، ولم ولن يتعرض المال العام لاي خطر ولا سرقة ، وتسير الامور على مايرام ... اين الخلل ؟.
شبابنا اليوم يهربون من العمائم التي إدعت التدين الى الغرب ( الكافر ) لان العلمانية التي حرمها علينا رجال الدين هي الجنة ، وهي الوطن ، وأن مملكة رجل الدين هي الجحيم .
والخلاصة هي : تلك الحقيقة التي لم ولن يتجرأ على قولها أحد بسبب الخوف ، وربما بسبب عدم تصديق الناس لقائلها ، وهي عندنا كملف بقي معنا لاكثر من عقدين من الزمن ، نبوح به اليوم ، لانه لامجال للسكوت ، ويجب علينا أن نعلن عن ذلك المسكوت عنه ، لان الاخرين غير قادرين على الاعلان عنه ، وهو : أن رجال الدين الذين يحكموننا ، قد أسقط أقنعتهم عالم الاجتماع المرحوم علي الوردي ، عندما وصفهم ب ( دودكية ) وهي في اللهجة العراقية تعني الشذوذ الجنسي ، والمرحوم علي شريعتي في كتابه الدين الاستحماري ، والجواهري في أكثر من قصيدة بأنهم لاطة وزناة ونكرات ، فهذا النوع من البشر خرج من حضيرته ليعيث في الارض فسادا وقتلا وتهجيرا ، ويسر ويسعد المستعمر الغريب الذي أصابته الدهشة من العمل المذهل من قبل العمامة ، الذي يصب في مصلحة مشروع المحتل .
رجل الدين مشروع قتل وتخريب وتجهيل بالقوة والفعل ، وهو أخطر من كل ديكتاتور في التأريخ البشري ، بل أن رجل الدين أخطر على حياة الناس من السرطان .
وصدق من قال : الدين أفيون الشعوب ، والعيب ليس بدين الله بل برجال الدين .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار البحث عن مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني ووزير الخار


.. لقطات تحولت ا?لى ترندات مع بدر صالح ????




.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن هبوط مروحية كانت تقل الرئيس ا


.. غانتس لنتنياهو: إذا اخترت المصلحة الشخصية في الحرب فسنستقيل




.. شاهد| فرق الإنقاذ تبحث عن طائرة الرئيس الإيراني