الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموت في العراق تكنولوجيا لأيديولوجيا التطرف

اسماعيل جاسم

2015 / 9 / 8
مواضيع وابحاث سياسية



الايديولوجيا الاسلاموية ظهرت منذ ظهور الاسلام وليس نتاج ادب حداثوي او ثقافة وافدة ، فهي حاملة لفايروسات الموت والتهميش والاقصاء وهي المحرك الذاتوي لأغلب الشباب والجاذب لهم تحت مسميات الجهاد ونبذ الحياة والعزوف عن ملذاتها والانغماس بها ، فقد خَرَجتْ مئات الفقهاء الذين اجتهدوا في نصوص الجهاد والقتالبالايات القرآنية، الايديولوجية الاسلامية لا تختلف عن المسيحية فهذه الايديولوجيات معتمدة على خرافات قصصية وليس السعي وراء الحقيقة ، اعتمدت الايديولوجيات على نبوءات كاذبة وتفاسير تصب في خدمة مصالحهم ، فيما بعد ظهرت ايديولوجيا الاشتراكية او الشيوعية كان الهدف منها خوض المعارك من اجل ترسيخ دعائم الشيوعية والبابوية والاسلامية وهناك العديد من الايديولوجيات التي سممت الاجيال ودفعتها في اتون حروب طاحنة كالحرب بين ايديولوجيا الرأسمالية والاشتراكية في العصر الحديث . على اية حال جميع التراكمات منذ العصور الاولى وللان تكللت بنجاحها في خنق الحريات والضغط بطرق التضليل والتحريف ما خلق أجواء متشنجة وعلائق متوترة على جميع الاصعدة وما يجري اليوم من هروب جماعي للعوائل والشباب ما هو الا نتيجة لأحتقانات طائفية وعرقية وتردي في الخدمات وهو هروب من الموت الى موت آخر ، عبروا حدود العراق التركية متجهين صوب
ركوب أمواج البحار بقوارب مطاطية مجازفة لفناء محقق بنسبة عالية ، لم يغب عن بال المهاجرين انهم سينجون لكنهم عاموا الموج بأطفالهم ونساءهم ونسوا ما وراءهم من اهل واقارب واصدقاء ووطن ، فضلوا الهرب واجتازوا الحدود ونفد ما جمعوه من بيع ممتلكاتهم وعقاراتهم مصرين على عدم الالتفات الى ما كان خلفهم فقط ينظرون الى البحر كيف ستكون رحلة الموت وفراق الاحبة ، قبل وصولهم الى شواطئ البحار منهم من تعرض للابتزاز ومنهم من انهكه المشي والبحث عن مهربين حتى ضاقت بالبعض الارض بما رحبت ، ملأ الحزن الوجوه وعصف الجوع والحرمان بالأطفال وبالكبار ، كل هذا تحملوه من اجل بلوغ هدفهم الذي جاءوا من اجله ، هنا وهناك لا تسمع سوى صراخ الاطفال وبكاء الشيوخ . كل واحد يسبر غور وجه الآخر لا يجد فيه غير الهمِ جبالاً والاسى اعواماً متراكمات ، بعضهم من فقد أخاً أو اباً أو زوجاً أو ابناءً ، وبعضهم من لم يجد له فرصة عمل والعمر تمضي مراكبه ومنهم من تعرض للخطف والمضايقات وهم يرون كيف تجري الامور نحو هاوية الانحدار من دون توقف بل يراها تزداد عنفاً يومياً وتسيّداً جنونياً ، نعم الحقائق تتضح من نهب لثروات الوطن ولا من ايقاف لهذا النهب والاثراء الفاحش ، احزاب امتلكت المليشيات واسلحة مثلما تمتلكه الدولة شكلت عبئا ثقيلاً على قادم الايام ، الجيش والشرطة والحشد وجميع قواتنا الجوية لم تحقق انتصاراتها التي وعد بها القادة العسكريون الا انتصارات متفرقة بعد تضحيات جمة من القوات العراقية والحشد الشعبي ، صحيح ان الحشد الشعبي حقق نصراً كبيراً في ايقاف تمدد الارهابيين والدخول الى بغداد وتحجيم الدواعش في كثير من القواطع ، عمال بلا عمل او عمل بلا راتب ، اصلاحات ترقيعية لم ترتق الى مستوى الاصلاحات الفعلية بسبب هيمنة الاحزاب الدينية الشيعية على وجه الخصوص ، بقي حيدر العبادي وهو رئيس مجلس الوزراء موثوق اليدين ومكبل القدمين لا يستطيع تنفيذ ما وعد به العراقيين سرعان ما تبخرت واصطدمت بجدار الدستور والصلاحيات ، امام كل ما ذكر اضافة الى انعدام السيولة النقدية للمواطن اي انعدام القوة الشرائية مع ارتفاع معظم اسعار الادوية والخضر واللحوم والايجارات وعدم معالجة موضوع النازحين الساكنين في مجمعات من الخيم وهم يواجهون حر الصيف وبرد الشتاء وغياب الرعاية التامة ، نازحون ، لاجئون ، مشردون ، أصبح العراق موزعا بين دول العالم واربيل ، كل عائلة لا تعرف عن افرادها اين حل بهم الدهر ؟ الاسباب معروفة كما اسلفنا ،سوء ادارة الدولة من قبل جميع السياسيين وفقر ثقافتهم السياسية والادارية والاجتماعية وعدم احتواء مكونات الشعب العراقي منذ سقوط صدام وليومنا ، احزاب تربت وتثقفت في ايران ، قادة احزاب سنية عاشت وتثقفت في عمان والسعودية وقطر وامريكا وبريطانيا ومصر ولكن بيت داء الساسة ما يملكونه من هوى عروبي قومي وهوى شيعي واتجاه كردي ولم يكن انتماءهم للعراق كوطن ، فصلوا المواطن وجعلوه في ضفة الفقر والموت والجوع والعدم بينما هذه الاحزاب وقياداتها في ضفة الترف والثراء والقصور والاموال على حساب المواطن الذي يعاني شهقات الموت وتردي الخدمات . كيف لا يكون العراقيون لقمة سائغة للابتزاز في تركيا ولحيتان البحر بينما هم هربوا بجلودهم من حيتان الفساد ، اذن الانسان العراقي بين فكي حيتان الفساد العراقي وهم اخطر من داعش وحيتان البحار وكلنا رأينا مأساتهم من على شاشات التلفاز المحلي والاجنبي . لحد الان لم يجتمع مجلس الوزراء ولا البرلمان العراقي لمناقشة ازمة اللاجئين . خلاصة القول ، ان اللاجئين العراقيين لم يكونوا في نزهة وانما اجبرتهم الظروف المتردية من وضع امني وطائفي وخدماتي وتعليم وعمل وكهرباء والفساد الذي القى بظلاله على العراقيين وتركهم للعراق غير مأسوفين عليه ولا نادمين لأنهم ذاقوا مرارة العيش على مدى ثلاثة عشر عاما وتعرضوا لأقسى هجمات الموت ، مازالت ازمة الاخوة الازيديين شاخصة بوجعها والازيديات المختطفات يتداولن في سوق النخاسة والرق . مازالت داعش تحتل مناطق ومحافظات عراقية لم تسترد من الدواعش . ليس لدينا من القول الا ان نقول العراق سيبقى في صراع طائفي وسلطوي وتبقى داعش محتلة تلك المحافظات ولم نصل الى حلول ناجعة توفر الامن والامان والسلام الا بحكومة مدنية بعد طرد او التخلص من الفاسدين واعتبارهم نفايات مضرة بالبيئة العراقية عند ذلك سنكون احرارا ونشعر بآدميتنا وانسانيتنا وانتماءنا للوطن العراقي بعد استرداد ميزانياته المنهوبة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصاعد حدة المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع| #غر


.. روسيا تكثف الضربات على محطات الطاقة وكييف تستنجد| #غرفة_الأخ




.. أصوات انفجارات عقب استهداف مستوطنة مرغليوت بصواريخ أطلقت من


.. مظاهرة في مدينة كراتشي الباكستانية دعماً لفلسطين




.. معبر رفح.. مصر تصر على انسحاب القوات الإسرائيلية| #غرفة_الأخ