الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظاهرة الداعش واللعبة الجديدة للامبريالية ( وأدواتها التركية الإيرانية في محاربة كورد سوريا وعرب السنة في العراق .. وتفكيك المنطقة ) ..

إبراهيم كابان

2015 / 9 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


/ قراءة مبسطة – الصراع السني الشيعي - الجزء الخامس /
لكل منظمة سياسية أهدافها ونهجها وطبيعة نضالية تنتج عن أعمال سلبية وإيجابية سواء داخل دولة أو كيان جغرافي ، وأية منظمة تبرز عن أهدافها وتحركاتها من خلال عملها في الشارع ، لأن النتاج هو الذي يجعل منا نقيم عملها ، وعند تقيمنا لها فإننا ندع ميزان ومقياس عملي في أذهاننا ونضرب عمل وتحركات وأهداف هذه المنظمة بها ونستنتج منها :
نشاطاتها - التي هي نتاج لأهدافها ، سلبياتها وإيجابياتها ، ومن هو المستفيد من عملها وتحركاتها ، والجهة الداعمة لها .؟
هذا المقياس هو عام ويمكن لنا التمييز بها جميع المنظمات والتجمعات السياسية في العالم وحتى الجماعات المتطرفة التي هي منظمات مصنفة عالمياً بالإرهابية وبنفس الوقت هي إحدى مفرزات الحراك في أية بقعة جغرافية .
وإن كانت المنظمات الإسلاماوية المتطرفة جزء من الإرهاب بحكم أفعالها وتحركاتها فإن داخل هذه الجماعات والمنظمات تيارات متطورة بأدواتها الإجرامية وهو أمر طبيعي لأي حراك يقود مخاضاً تنظيمياً وفكرياً وينتج حالات جديدة أكثر شراً وفتكاً وجريمة .
وإن قمنا بمراجعة دقيقة لتطور الحركات والمنظمات الدينية الإسلامية خلال القرن العشرين وما آلت إليها في أفغانستان وباكستان وروسيا والبلدان العربية ابتداءً من بداية القرن العشرين وانطلاقة أخوان المسلمين ومروراً بالجزائر وصومال واليمن وليبيا والخليج العربي وصولاً إلى العراق بوجهيه السني والشيعي وأخيراً التحويلة بين القاعدة والطالبان في أفغانستان وباكستان والهند إلى جماعة التوحيد والجهاد وأنصار الإسلام والقاعدة والزرقاوي في العراق والأردن وسوريا وانتهاءً بظاهرة الداعش التي اجتاحت العالم وأصبحت كافة التنظيمات الدينية المتطرفة تحت أجنحتها بشكل أو بآخر ، سنجد بدقة تفاصيل متنوعة لتأسيس هذه المنظمات وكيفية تطورها وتحركاتها وسنجد الجهات التي دعمتها واستفادت منها.
ولنضرب أهداف وتحركات ونتائج وأعمال هذه الحركات والمنظمات المتطرفة بالمقياس الذي ذكرناه ستكون النتيجة :
اضطهاد الأقليات الدينية والإثنية ، المعاملة الوحشية للمدنيين ، تجنيد الأطفال وإحراق الأسرى والمعتقلين أو قتلهم بالغرق في الماء بطرق وحشية غريبة ، العنف والعبودية الجنسية ، الاعتداءات على الإعلاميين ، قطع الرؤوس والإعدام الجماعي ، تدمير المساجد الإسلامية والكنائس والمعابد الدينية ، تدمير الآثار التاريخية ، سبي و بيع النساء ، ختان النساء ، تشويه صورة الإسلام ، تدمير الثورة السورية ، القضاء على الحراك السلمي للسنة في العراق ، خلق فتنة بين مكونات المنطقة وأهما الكورد والعرب ، خلق فوضى كبيرة في الشرق الأوسط ، احتلال مساحات شاسعة من العراق وسوريا ومنابع النفط والمياه والثروات ، خلق أزمة فكرية وعقائدية وتنظيمية وسياسية وثقافية واجتماعية ، ارتكاب مجازر وحشية وخلق حالة رعب وخوف ، تفكيك الكيانات وإجراء الفرز السكاني في المنطقة بحيث كل قومية وطائفة تصطف ، تدمير العلاقات الأخوية بين المكونات وخلق حالة كره بين الشعوب المنطقة ، إنهاء حالة التوافق والروابط الاجتماعية بين شرائح المجتمع ، مما يؤدي إلى تقسيم المنطقة لدويلات وكيانات صغيرة مفككة متصارعة ..محاربة العلم والتطور .
إذاً من يستفيد من كل هذا .؟!!! لنسأل بعض الأسئلة ونستنتج منها المفيد :
هل رأيتم هذه المنظمات اتجهت لبلاد الغير المسلمين وإشعالها مثلاً بالحروب والإرهاب ؟!!..
لماذا دائماً تولد هذه المنظمات وبعدها يبدأ احتلال القوى الامبريالية لتلك المنطقة بحجة محاربة الإرهاب ..؟!!
إن كانت هذه الجماعات تدعي الدين إذاً لماذا تتحول إلى آلة للقتل والإجرام وارتكاب المجازر وإعطائها التبرير للقوى الأمبرالية العظمة في احتلال تلك المناطق .!!؟؟
جميع المناطق التي ظهرت فيها هذه الجماعات تسببت في جلب الويلات والاحتلال واستنزاف الطاقات
أليست الداعش جعلت من القوى في المنطقة التوجه نحوها لمحاربتها واستنزاف طاقاتها من أجل وقف مدها وذلك يسهل علية تبذير الطاقات ودفع تلك الدول إلى اللجوء للقوى الامبريالية وتسليمها إمكانياتها ومقدراتها في سبيل الحصول على دعمها في محاربة الداعش .؟؟
هذه الأسئلة كفيلة بالإجابة على من يقف خلف ظاهرة الداعش ومن خلقها ودعمها وأفصح لها المجال للنمو والانتشار والسيطرة والتطور والافتعال والوصل إلى وجه قبيح يتسم بالإجرام الوحشي الذي عليه الداعش ..
بالإضافة إلى القوى الامبريالية العظمة التي أوجدت هذه الظاهرة من أبناء المنطقة ومفرزاتها التاريخية فإن الأنظمة التابعة لتلك القوى العظمة هي بدورها في احتكاك مباشر مع هذا الإرهاب بل ويساهم كل طرف في استخدام الداعش لمصالحها الخاصة ومنها النظامين التركي والإيرانيين اللذان يخدمان القوى الامبريالية العظمة وفي المقابل تستفيد من الداعش في إجراء الكثير من التدمير أو التغيير في المنطقة كحالة استخدام الإيرانيين للداعش في العراق لتدمير السنة وتدمير الثورة السورية واحتلال المناطق التي كانت قد حررتها الثوار السوريين كما استخدام الأتراك الداعش في سوريا لتدمير منطقة روج آفا الإدارة الذاتية .
إذاً ببساطة يمكن التأكيد إن الداعش جزء من مشروع الشرق الأوسط الكبير والفوضى الخلاقة التي خططت لها في الدوائر الامبريالية ؟ بمعنى آخر : المشروع جاري تطبيقه في الشرق الأوسط بفكر وإدارة امبريالية وأدوات تنفيذية لأبناء المنطقة اللذين انضموا لهذه المنظمات المتطرفة .

في الجزء السادس تتابعون : العلاقات الخليجية - التركية والبديل الكردي ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد قضية -طفل شبرا- الصادمة بمصر.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك


.. رئيسي: صمود الحراك الجامعي الغربي سيخلق حالة من الردع الفعال




.. بايدن يتهم الهند واليابان برهاب الأجانب.. فما ردهما؟


.. -كمبيوتر عملاق- يتنبأ بموعد انقراض البشرية: الأرض لن تكون صا




.. آلاف الفلسطينيين يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة