الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دُرزي..!!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 9 / 8
الادب والفن


دُرزي..!!
لقد صُدمت عائلة رابح من قراره الزواج بالفتاة الاوروبية التي عشقها أثناء دراسته الجامعية ، : ماذا تفعل؟!! هل جُننتْ؟ تريد الزواج من خارج الطائفة ؟؟ وماذا ستفعل إبنة عمك التي انتظرتك طوال هذه السنين ؟ لن نرضى عنك ولا عن زيجتك هذه ......!! سمع رابح هذه التساؤلات المُستغربة لقراره ، لكنه أغلق أُذنيه ، واحدةٌ من طين والأُخرى من عجين ، كما قالت والدته ..
-لا إنت إبني ولا بعرفك ..!! كان قرار والده الصارم وشديد الوضوح ..
-لكن لِمَ هذا التشدد من والديك ؟ سألتْهُ صديقته بعد أن أطلعها على ملابسات الموضوع ، وعن رفض أهله لفكرة الزواج منها ..
أحست سلفا بأنها "شخص غير مرغوب فيه" ، من أهل حبيبها وزوجها المستقبلي ، ولكن لماذا ؟ هل هي غير جميلة ؟ لا.. فصاحباتها يحسدنها على جمالها اللافت ...غير ذكية ؟ بالتأكيد ، لا فهي تدرسُ الفنون في واحدة من أرقى الجامعات.. ما السبب إذن ؟؟ حاولت ان تستدرج رابح ليبوح لها بالسر الكامن وراء قرار الرفض القاطع لأهله .. لكنه حاول التخفيف عنها ، بأن القرار قراره وسف يرضخ أهله في نهاية المطاف .
يُحاول رابح بكل الوسائل أن يُقنع أهله بصواب قراره ، وبأن الدنيا تغيرت ، ونحن في القرن العشرين ، لكن ما من تراجع ولو قيد انملة ، لأهله عن قرارهم الحازم .. لا زواج من خارج الطائفة . نقطة وسطر جديد ..
لم يفقد الأمل ، فقد واجهَ صديقه على مقاعد الدراسة ،هو ايضا ، معارضة لفكرة الزواج من زميلته الاوروبية ، وأطلعهُ هذا الصديق على رسالة تلقاها من والده ، لم تحوِ إلا جزءا من أية قرآنية ، تقول : " ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم" ، لكن صديقه أصر على الزواج من التي أعجبته ، ورضخ أهله لقراره .. صحيح بأنهم "أعلنوا عليه الحداد المعنوي " ، لكنهم قبلوا بإبنهم وبزوجته ..
كان رابح يُمنّي النفس بنهاية سعيدة ، مثل صديقه ، وهكذا اقنع صديقته وعقدا قرانهما ، وانجبا ابنة شقراء في بلاد الغربة .
وما هي إلا أيام حتى وصله نبأ إعلان الحرمان عليه ، فمنذ تلك اللحظة ، لن يعرفه أهله ، جيرانه ، أصدقاء طفولته ولا أهل قريته ، والأنكى من كل ذلك ، فإن قرار الحرمان يعني فيما يعنيه منعه من السكنى في بلدته الحبيبة الى قلبه .
يستأجر بيتا في احدى البلدات البعيدة جدا ،عن بلدته ، يجد وظيفةً له وعملا لزوجته ،وتمر السنين وشوقه لأهله ، ملاعب صباه وشبابه المبكر ، لأصدقاء طفولته ، لطبخ امه، لأحاديث والده ، لمشاكسات إخوته ولحنان أخواته ،يزداد ... يفتقد الأجواء المميزة في بلدته و..و... صاحبَ كل هذا عدم رضا زوجته عن الحياة في البلدة ، وغياب الحياة الفنية والثقافية فيها ، ولو حدث وأن كان هناك حفلة أو مسرحية فلغتها لا تساعدها على الفهم ، وهي التي عاشت في مدينة كبيرة ، في كل ليلة من لياليها حدثٌ فني وادبي ، أو على الأقل فيها دور عرض سينمائية ..
- هذه البلدة جافة ، ولا أتحدثُ عن الطقس .. قالت لهُ ، وأُريد العودة الى بلدي ومدينتي .. لقد سئمت من هذه "العيشة" ..!!
يُقررا الإنفصال ، ليعود رابح الى اهله وعشيرته ، درزيا صالحاً........ يُستقبلُ بالترحاب والأحضان وحده ووحده فقط .....!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هو سرّ نجاح نوال الزغبي ؟ ??


.. -تعتبر مصدر إلهام للكثير من الأعمال-.. أفلام ينصح بها صانع ا




.. أفلام تستحق المتابعة في صباح العربية


.. ترشيحات أفلام قديمة عليك إعادة مشاهدتها




.. صانع المحتوى أحمد النشيط يرشح أفلام يجب مشاهدتها فورا