الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسطبة العابرين

جوزفين كوركيس البوتاني

2015 / 9 / 8
الادب والفن


على مصطبة العابرين جلست
ارقب المارة ومن هم من امثالي ,تارةً اشغل نفسي بقراءة الطالع لانه الكذبة الوحيدة التي يمكن أن نصدقها في الصحف العريبة (مع الاسف)اقراه من باب التسلي كما يدعي الكثيرورن ,لكي اعرف من اتجنب ومن لا اذهب اليه وهل سأبتاع اليوم الحاجة التي اريدها او ابيع عقارا ما علما بأني لا اذهب لاحد ولا احد يأتيني ولا اشتري شيئا من السوق لأني لست من هواة التبضع اصلا ولا افهم به واليوم يقول طالعي لي هناك لقاءً مع الحبيب بعد غياب طويل علما بأن الحبيب قد وافته المنية وهذا يعني أني سألحق به ان صح القول ,ثم اضحك على نفسي وازيح الصفحةالمملة جانبا لأني شعرت بالطمأنينة لأن جورج كلوني لا يزال يحب خطيبته والاحوال جيدة
وبدأت اطالع وجوه المارة واقرأ افكارهم من خلا ل خطواتهم ان كانت سريعة
ام بطيئة ام منكسرة مثل خطواتي ,ام ثابتة وفي النهاية كل هذه الخطوات تقودهم الى طريق اللارجوع فعلام الأستعجال؟
فجأة جثم بقربي كلب مبقع بالاسود والابيض كرقعة شطرنج ولكن رقعته ليست مربعة وانما بقع دائرية وبدأ يشمشم بي كأنه ارسل خصيصا لذلك (الله اعلم)
ثم نبح بوجهي كأنه يعرف نفسه او يقول انا السيد الكلب التائه رحبت به بحرارة وقلت له
انا السيدة التائهة ثم اخذ يلثمني وهو يبحث بين المارة عن صاحبة
وكان على رقبته طوق أحمر كتب عليه عنوان صاحبه ورقم هاتفه النقال اي أنه من السهل العثور عليه إن ضاع , لا سمح الله , أي أنه مثلي, سيكون العثور علي سهلا لأني علقت في رقبتي خارطة العراق الذهبية فما دمت لا أستطيع السكن فيه ,أعلقه في رقبتي للتعريف بي ولأطمئن نفسي التائهة بأني أنا أيضاً لي صاحب
علقته برقبتي للتعريف ولكي اطمئن نفسي التائهة بأني انا ايضا لي صاحب لعلّه سيسأل عني يوما ولو بعد مئة سنة ومرت نصف ساعة وانا برفقة هذا الكلب الجاثم تحت قدمي وشعرت فجأة كأنني اصبحت مسؤلة عنه لا اراديا والكلب شاكرا لي والوجوه بدأت حين تمر من جانبي تبتسم لا اعرف لي ام للكلب وكل من يمر يقرأ نوعية سلالته ظناً منهم أنه كلبي معبرين عن سعادتهم لاني برفقة كلب مبرقع ,وكم كنت اشعر بأسى لان احدا منهم لم ينظر إلى سلسلتي كي يعرف من انا ومن اين قدمت مثل ما يفعلون مع هذا السيد اللطيف وفجأة ظهر صاحبه وقدم نحوه ملهوفاً وعاجزا عن شكري دون ان ينتبه الى علامة التعريف المعلقة برقبتي ولم يسالني عن عنواني او حتى عن بلدي لمس طوق كلبه ولم يلمس سلسلتي الذهبية
وغاب في الزحام ولمست خريطتي كتميمة مقدسة وقلت في نفسي كم احتاج الى من يعيدني اليك يا وطني مثل ما فعلوا بهذا الكلب كيف ان صاحبه اعاده اليه كم احتاج الى يدٍ تربت على كتفي فقط لتطمئن علي ,تركت الصحيفة تتطاير في الجو وكما تتطاير صور طفولة موجعة في سماء الذاكرة وعند عودتي التقيت بذلك الكلب وهو يسير بكبرياء برفقة صاحبه اقترب مني لاحسا قدمي كأنه يشكرني ثانية ولانني اعطيته من وقتي واستمعت اليه بينما انا لا احد هناك يعطيني من وقته الثمين شيئاً ,فقط لأعرّفه على خارطتي وانني لست تائهة, لي وطنٌ ولي اهلٌ بأنتظار عودتي !.
جوزفين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتظروا مسابقة #فنى_مبتكر أكبر مسابقة في مصر لطلاب المدارس ا


.. الفيلم الأردني -إن شاء الله ولد-.. قصة حقيقية!| #الصباح




.. انتظروا الموسم الرابع لمسابقة -فنى مبتكر- أكبر مسابقة في مصر


.. شخصية أسماء جلال بين الحقيقة والتمثيل




.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت