الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيدة ميركل: عندما تخبري أبناءكم

ساكري البشير

2015 / 9 / 8
كتابات ساخرة


كتمت خطابي داخلي عندما قام العرب بالتلويح والهتاف يمجدون السيدة ميركل- السيدة التي تصنف من أقوى النساء عالميا- خوفا لإعتراض مشاعر مجتمعنا، كيف لي أن أقنعهم وهم مقتنعين بأن السيدة ميركل صانعة الإنسانية، كيف أقنعهم وهم أصلا مقتنعين بأن مستشارة ألمانيا أعطت للسوريين إنسانيتهم التي خلعناها منهم بأيدينا، الإنسانية التي ظل الفلاسفة باحثين عنها طوال آلاف السنين، هذه السيدة التي تذرف دموعها أمام لاجئين سوريين، ليبكي العالم في حضنها في لحظات هي ثواني معدودة.
سقطت العرب في ثواني يا صديقي، ولا أحد يخجل من ذلك، بل يتفاخرون بينهم، نعم هي السيدة التي تصنف من أقوى النساء في العالم، أنقذت أرواح السوريين.
لا أعلم أضحك تارة لغبائنا، وأبكي تارة أخرى لكتماننا سر كل حركة يقوم بها العالم ضدنا، نعم ضدنا نحن المسلمين، ولكن البكاء لا ينفع ولا يغني عنا شيئا.
قم يارجل وتحرى، إبحث عن مكامن وسر هذه الحكاية التي يسردها لنا الإعلام كل يوم، ماذا وراء هذه القصة، سأخبركم بكل ذلك، ولكن لنسألها كما سألها أخينا المناظل الفلسطيني سميح خلف، أين أنتي يا ميركل؟
فلسطين منذ زمن وهي تعاني، لا ماء ولا أكل فإن لم يمت شعبها بالرصاص فقد يموت بالجوع والعطش، والصحراء الغربية يقتل شعبها ويعذب نساؤها، ويشرد أطفالها، ولكن لم أسمع عنكم في هذه المنطقة ولو بكلمة واحدة، وأين أنتي وحكومتكي من قضية بورما "ماينمار" التي لاقى شعبها إلى اليوم الويلات والويلات، لم يعد يقتل كل فرد لوحده في هذه المنطقة البائسة، بل أصبح القتل فيها بالمجموعات، إبادات وحرق، وتقطيع، وأبشع أنواع العذاب، أين أنتي من اليمن، وأين أنتي إفريقيا الوسطى ومالي ووو.
لم نسمع حس أقدامكم في ذلك المكان، عفوا في العالم الإسلامي غير سورية، لماذا؟ ماذا يميز هذه المنطقة بالذات عن المناطق الأخرى؟
أنصحكي سيدتي عندما تخبرين أبناءكم أن اللاجئين السوريين كنت السعودية أقرب إليهم ولكنهم لجؤوا إليكم أن تخبريهم حقيقة إستقبالكم لهم، أخبريهم أنكم لم تنقذوا فلسطين الأبية، وأنكم لم تدافعوا عن حق الإنسانية في البوسنة والهرسك، وبورما وإفريقيا، وأنكم إتبعتم أهواءكم.
أخبريهم أن العرب بعد أن ضعفوا تكالبنا عليهم، إما بالمدفع كما فعل هتلر أو بالعاطفة كما تفعلين أنتي، نعم سيسجل التاريخ كل ذرة، وسيعلم أطفالكم حقيقة ما كان، ويعلم أطافالنا حقيقة ما سيكون.
سجل يا تاريخ هذا الحدث الرهيب، سجل أن دول مجلس التعاون الخليجيالتي صدعت رؤوسنا عبر امبراطورياتها الإعلامية والتلفزيونية الجبارة بدعمها للشعب السوري، وحرصها على تحريره من الطاغية، وتوفير الاستقرار والرخاء له، وتنفق مليارات الدولارات على تسليح معارضته، هذه الدول لم تستقبل لاجئا سوريا واحدا، وأغلقت حدودها في وجههم، نعم لم يستقبل اللاجئين السوريين ولا الفلسطينيين، ولا اليمنيين، وأنهم طردوهم ليس لأنهم لاجئين بل لأنهم حقا مسلمين، سجل أن الجزائر إستقبلت كل لاجئ سوري ويميني وفلسطيني ومالي وليبي وتونسي، بروح الأخوة التي غابت عن العرب، رغم ما تعانيه.
سجل يا تاريخ أن العالم أجمع تكالب على المسلمين، فقسموهم، وشتتوهم، فقتلوا رجالهم، وأرملوا نسائهم، وشردوا أطفالهم، فلم يبقى غير القليل يكافح ليحقق عيشه لا لينصر شعبه، فسكت الجميع، وخابت أمة سكت الحق فيها، وضاعت يوم ضيعت أمانتها.
فأخبروا السيدة ميركل أنني مازلت على ديني، وأنني مازلت أحمل بذور الإسلام حفظا لأمانة عهدناها، لكن إياك أن تقولي أننا ضيعناها، لأنني سأظل أخبر العالم أن التاريخ يسجل، وأن الليل وإن طال فلا بد للصبح أن يتنفس، وأن العرب وإن ضعفوا لن يخسروا أمام مؤامراتكم.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمرو يوسف: أحمد فهمي قدم شخصيته بشكل مميز واتمني يشارك في ا


.. رحيل -مهندس الكلمة-.. الشاعر السعودي الأمير بدر بن عبد المحس




.. وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبد المحسن عن عمر ناهز الـ 75 عام


.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد




.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش