الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العبادي .. وهامش الاصلاح الحقيقي

مؤيد عبد الستار

2015 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


انهيار اسعار النفط كشف الواقع الحقيقي للاقتصاد الريعي والطفيلي الذي يعتاش على مصدر واحد لاغير ، النفط .
وبسبب الانهيار السريع لاسعار النفط اضطرت الحكومة الكشف عن افلاس البلاد دون ان تعلن الحقيقة المرة ، وهي ان الحكومات السابقة ، واطولها عمرا حكومة المالكي بدورتيها الاولى والثانية – 8 سنوات – نهبت المليارات من ميزانية العراق واموال النفط دون ان تقدم شيئا يذكر .
على العكس ، ضاع ثلث العراق واصبح ملك طابو للعصابات المسلحة . واذا استمرت الحال على هذه الشاكلة وظلت العناصر الفاسدة قابضة على زمام الحكم سيضيع ما تبقى من العراق باسرع مما يتصور البعض الذي يراهن على التشبث باذيال الخرافة والدجل .
ان ضغط الواقع المعاشي والحرمان الذي يعيشه المواطن بلغ حدا لا يطاق ، فانفجار الجياع والمحرومين والنازحين والمهجرين والفقراء سوف لا يبقي ولا يذر ، وقد باتت بوادره ظاهرة للعيان في المحافظات واكبرها في العاصمة بغداد ، واشهرها ما ينظم في ساحة التحرير من احتجاج حيث تنتصب لافتة الفنان جواد سليم مخلدة نضال شعبنا وعهد الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم الذي كان مثالا للنزاهة والانجازات الكبيرة ، على عكس ما عليه حكام اليوم من لصوصية وفساد .
حاول العبادي تقمص دور البطل المنقذ ، واعلن بضعة قرارات وجدت لها صدى بين المواطنين الذين تأملوا خيرا بخطواته الجريئة ، ولكنها كانت خطوات مقيدة بعجلة حزبه ، وتحالفه ، فحزب الدعوة ومظلته التحالف الوطني يمثلان اكبر العوامل المعرقلة للاصلاحات المنشودة ، هذه المظلة البالية تفرض على العبادي رسم خطواته وان يعقد اجتماعاته برئاسة الدكتور ابراهيم الجعفري الذي عرف الناس فيه سفسطة الكلام الذي لايقدم ولا يؤخر ، الذي اصبح وزير خارجية العراق فاصبحت وزارة الخارجية تحت عباءته اشبه بالجثة الهامدة التي لا تعرف رأسها من ارجلها التي رغم ندرة محاسن وزيرها السابق هوشيار زيباري ، الا انها فقدت ما كان لها من بريق يشيعه خفة دم الزيباري حين يغرد في الفضائيات متجاهلا الواقع الفاسد لوزارته وحكومته .
استطاع التحالف الوطني بالتعاون مع القوى الاخرى ، من خلال الاتفاق – تحت الطاولة – في مجلس النواب على تدوير القرارات باتجاه افراغها من محتواها ، وجعلها تخضع للنزاعات القانونية ، ورفعها في النتيجة الى المحكمة الاتحادية لتعيد الامور الى نصابها ، فيعود الجميع الى مناصبهم واحزابهم ومواقعهم باسماء وعناوين اخرى ، فبدلا من نائب رئيس الجمهورية سيصبح الاغا نائب برلمان ، وبدلا من محافظ البصرة سيصبح صندوق امين البصرة .... وهلم جرا.
من بين ركام المشاكل التي يعاني منها المواطن العراقي الذي سحقته دوامة الجهل والفقر والمرض ، تحركت مشاعر الامل في الاصلاحات التي اطلقها العبادي والتي ينتظرها المواطن ويخرج متظاهرا من اجل تحقيق مطالبه ، الا ان محاولة الحكومة باتت مكشوفة ، فاتباعها وحيتان الفساد يجهدون في البحث عن تهم يلصقوها بالمتظاهرين من اجل افساد التظاهرات وتشتيت الجموع المحتجة بغية قمعها في المستقبل بيد من حديد ، بدلا من اتباع نصيحة المرجعية بالضرب على ايدي الفاسدين بيد من حديد .
وهكذا اصبحت اصلاحات العبادي فاقدة لطعمها وضياع الامل المرجو فيها ، فاضاع العبادي فرصة وقوفه الى جانب الشعب المغلوب على امره ، واختار الوقوف بين الضفتين ، فلا هو الى جانب السلطة ولا هو الى جانب الشعب ، وسينطبق عليه المثل العراقي لا حظت برجيلها ولا خذت سيد علي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قرار بتخفيض رواتب الوزراء ووكلائهم
أحمد السماوي ( 2015 / 9 / 9 - 10:01 )
قرر مجلس الوزراء برئاسة حيدر العبادي، أمس الثلاثاء، تخفيض الرواتب والرواتب التقاعدية للرئاسات الثلاث والوزراء والوكلاء ومن بدرجتهم والمستشارين والمدراء العامين، في حين اكد تطبيق القوانين العامة عليهم كموظفين في الدولة «دون استثناء».
http://www.akhbaar.org/home/2015/9/197687.html

اخر الافلام

.. حماس تقبل بمقترح أمريكي لبدء محادثات بشأن إطلاق سراح الرهائن


.. فوز الإصلاحي بيزشكيان بانتخابات الرئاسة الإيرانية




.. حرب وإهمال.. مياه الصرف الصحي تغمر أحد شوارع خان يونس في غزة


.. الاستيطان الإسرائيلي يتسارع بشكل محموم في الضفة الغربية




.. إصابات بسقوط ألعاب نارية وسط حشد من جماهير تحتفل بيوم الاستق