الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على هامش التحالفات: فصل الخطاب عن سياسة كلها أعطاب

الدير عبد الرزاق

2015 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


إلى الذين يرفعون شعار الاصلاح في إطار الاستقرار، إلى الذين يرفعون شعار محاربة الفساد، إلى الذين قدموا أنفسهم ملائكة و الباقي شياطينا، إلى الذين لم يشهد لهم التاريخ يوما أنهم قاموا بأي نضال اللهم ضد شرفاء هذا الوطن، إلى الذين لا يحترمون التضحيات الجسام لشرفاء هذا الوطن الذين حملوا في حياتهم قضية عاشوا و ماتوا من أجلها، إلى الذين تركوا العدو الحقيقي و صنعوا من شركاءهم في المسير أعداء، إلى الذين ميعوا الممارسة السياسية بإدخال الشعوذة السياسية، إلى الذين تخلوا عن قضايا و هموم الشعب و اشتغلوا على المقاعد و استوراد أصحاب المال و النفوذ، إلى الذين خذلوا مناضليهم، إلى الذين اعتدوا على التاريخ و الجغرافية و التربية المواطنة الموازية للإنسان، إلى الذين تركوا بيوتهم يتصرف فيها الغرباء، إليهم جميعا:
الإصلاح هو رؤية مغايرة للكائن من مكتسبات و نواقص، هو تشارك و إجماع على شكل إرادة نتفق على ماهيتها جميعا، فإن كنا نعتقد أن الإصلاح ستقوده كتلة بشرية فهذا خطأ منهجي في التفكير أو مكر من أجل التمركز، الإصلاح ليس بالضرورة مرادفا للاستقرار، فالمغرب منذ استقلاله و هو مستقر و يسير في اتجاه الإصلاحات، الإشكال الحقيقي: من يقود هذه الإصلاحات؟ من له القدرة على الإصلاح؟ بأي معنى سياسي يمكن لنا صياغة خطاب الإصلاح؟...
محاربة الفساد هو تحديد الفساد و المفسدين؟ إن كان فساد مؤسساتيا، من يرعى هذا الفساد؟ أليس حري أن نخلق نقاشا مؤسساتيا وطنيا حول الفساد، و نسمي الأشياء بمسمياتها، إما أن نملك الجرءة السياسية في الطرح أو نصمت احتراما لللفساد نفسه، الفساد يحتاج موقفا شجاعا ينطلق من الإمكانات التي يوفرها الدستور و بإشراك المجتمع المدني و النخب المجتمعية...
في السياسة ليس هناك مصلح و الآخر مفسد، ليس هناك ملائكة و الآخرين شياطين،هناك فقط شركاء سياسيين تجمعهم مؤسسات سياسية، فليس من حقهم تصدير صورة تسيء للسياسي و السياسة، هناك فقط من يحمل تصورات سياسية للواقع، من يحمل مشاريع و برامج عملية يقدمها للنقاش العمومي، و من حقه أن يدافع عليها، هناك فقط مؤسسات حزبية تشتغل على ملفات و قضايا و عندما تحين الانتخابات فهي تتويج لهذا العمل السياسي التواصلي المستمر، هناك فقط هموم المدينة،فالانتماء أكبر من الحسابات السياسية، ما جدوى السياسة التي لا تخدم المدينة؟ لا يعقل أن تخدم المدينة السياسة؟ هذا منطق معطوب لا يستوعبه البعض...
ليس من حق من لم يصنع تاريخا مشرقا لهذا الوطن أن يعتدي على هذا التاريخ، التاريخ رجل و الخيانة مؤنثة...
السياسة كما اقول دوما في تعريف بسيط هي تدبير شؤون الناس بعدل، و السياسة تُمارس داخل الدولة، و الدولة هي مجموعة من المؤسسات، النقاش الحقيقي يجب أن يتوجه بشكل مباشر إلى المؤسسات لأنها هي مربط الفرس في التقدم و في الديمقراطية و في محاربة الفساد، أما التصارع و الصراع الذين نشهده بين القيادات الحزبية في حقيقة الأمر شيء محزن و مؤسف، و الذي يحز في النفس أن تنجرف جيوشا لا تفقه شيئا مما يفتون، و ليس لديها لا تكوين سياسي و لا فكري و لا ثقافي، فهذه الجيوش تشكل خطرا ماديا و معنويا على السياسة و الفعل السياسي...
الشعوذة السياسية هي توجيه العامة إلى مغالطات باستعمال الدين كركيزة لحصد المقاعد، فهنا يمكن إدراج صرخة ماركس بمعنى مغاير أو معاكس، الدين أفيون الشعوب في عالم بدون روح، فنحن في عالم بدون روح سياسية...
الخطر الحقيقي الذي يهدد المجتمع المغربي اليوم هو خطاب التطرف، خطاب الرجعية، خطاب العنتريات، و نضيف مثالا و ليس حصرا، تطرف التطرف السياسي و توظيف جيوش له، فعندما نستطيع بناء خطاب سياسي فنحن بالضرورة نخضع لمجموعة من الشروط الموضوعية و الذاتية التي تراعي الآخر و تتعايش معه بما يحمل من تناقضات و اختلافات، الآخر القريب منا و الذي نحمل معه المشترك، نجده في الجماعات معنا، نجده في الجهات معنا، نجده في البرلمان معنا، نجده في الحكومة معنا، نجده في حينا، في مدينتنا، في مآسينا و أفراحنا...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقترح الهدنة.. إسرائيل تمهل حماس حتى مساء الأربعاء للرد


.. إسرائيل تهدد بمحاربة حزب الله في كل لبنان




.. جون كيربي: ننتظر رد حماس على مقترح الاتفاق وينبغي أن يكون نع


.. هدنة غزة وصفقة تبادل.. تعثر قد ينذر بانفجار| #غرفة_الأخبار




.. إيران والمنطقة.. الاختيار بين الاندماج أو العزلة| #غرفة_الأخ