الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مالذي تحق من اهداف الثورة ؟

بيرم بن المكي بن عيفة

2015 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


سؤال يتردد كثيرا من منظورات متعددة بغاية فرض تمعينات متعددة "للثورة "كمفوم و كواقع معاش
قبل تفصيل القول في مجمل زوايا النظر تلك لابد من معالجة السؤال في صيغته المجردة -كما يطرحها اصحابها و استخلاص جملة الاحكام المسبقة التي يستبطنها
منطوق السؤال يسلم ب*ثورة بالمعنى النموذجي و يضع لها اهدافا ومن ثم بحث عن مدى تحقق هذه الاهداف في الواقع فيعاملها بالمنطق الذي تعامل به النتائج في حين لا مجال للتطابق بين مفهومي الهدف و النتيجة ففي حين ان الهدف مشروع للانجاز يبقى تحققه واقعا في دائرة النسبي تكون النتيجة واقعا محضا متعينا في الزمان و المكان . فاذا بصاحب السؤال يبحث عن كائن ما (اهداف الثورة ) في ما لم يكن بعد وهو تناقض رهيب لان اطلاق مفهوم ثورة لا يستقيم الا عند تحقق الاهداف لذلك نقول ثورة اكتوبر 1917 و لا نقول ثورة فيفؤي 1917 او ثورة 1916 على الرغم من توفر الحالة الثورية في الزمنين الا انها لم تظفر بعد اذ لا يستقيم اطلاق مفهم الثورة تاريخيا الا عندما تحصل الطبقة او التشكيلة الاجتماعية الصاعدة السلطة السياسية .من غير المعقول ان نسمي صوصا من لم يفقس من البيضة بعد اذ قد لا تفقص البيضة اصلا او قد تتدخل عوامل اخرى فتتلفها لتتحلل الى كائنات اخرى غير متوقعة .لكن صاحب السؤال الجدلي جدا مازال يصر برغم كل تلك الروائح الكريحة على انتظار خروج الصيصان !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! لهذا كان على طارح السؤال ان ينطلق من البحث في طبيعة ما وقع فغلا لا افتراضه و من ثم محاسبة الواقع على ما املته مخيلته من فرضيات
ان مناقشة السؤال من زاوية القراءة المادية التاريخية لاي حدث تاريخي بما فيه الثورات يتوضح لنا انه سؤال سي الطرح بل اكثر من ذلك انه سؤال ميتافيزيقي لانه يثبت المفاهيم كموجودات ذهنية و من ثم يبحث عن امكانية وجودها في الواقع المحسوس و الاكثر من ذلك يحاسب الواقع و يلومه لا نه لم يحصل على موجوداته الذهنية المتخيلة انه المنطق الهيقلي في اوضح تجلياته قالبا الجدلية راسا على عقب اذ يفترض حقيقة عقلية و من ثم يعتقد بضرورة واقعيتها خاضعا لمقولة *كل ماهو عقلاني واقعي يجي ان نمشي على رؤوسنا حتى نبلغ درجة الحكمة التي تخول طرح هذا السؤال.
ان فك شفرة هذا السؤال و الوقوف عند كل خباياه لا تنتهي بالوقوف بتفكيك تناقضاته النظرية بل لا بد من المرور الى تتبع استتباعاته العملية وذلك عبر رصد المواقع و المنظورات السياسية التي يتخذها طارحي السؤال بما يكشف عن غاياتها الدلالية مفهوميا و عن الاتجاهات العملة لتاثيرها في الصراع
ساكتفي هنا برصد السؤال و هو يطرح من منظورين متناقضين و ان كان ذلك على المستوى الظاهر احدهما يتخندق صريحا في موقع الالتفاف على المسار الثوري و الاخر يصرح انه ضمن قوى المسار الثوري بل الاكثر اصرارا على الدفع به قدما .
المنظور الاول يطرح السؤال بصيغة الاستفهام الانكاري بهدف تبخيس الثورة و اقناع الجماهير بان "الثورة وهو مصر على تثبيتها مفهوميا هي يبب ماسيهم من ارهاب وفوضى امنية و تراكم اوساخ و تعطل الادارة و انهيار للاقتصاد و تفاقم للبطالة و الجريمة عاملا على تحويل مزاج الجماهير نحو استعداء الثورة و ازدراءها كقيمة و كمفهوم و تجديد الحنين لديهم للنظام البائد داعيا اياهم ان ارادوا الخلاص الى مقاطعة الاصوات الداعية الى الاحتجاج و النضال و المطالبة بالحقوق مشهرا بقوى الثورة باعتبارها المسؤولة عن شقاء الجماهير انه يروج ان لولا هؤلاء اليساريين و النقابيين و الطلبة لمى تزعزع السلم و لما الت البلاد الى الفوض و لكان الجنرال لا يزال ماسكا بزمام الامور ***ان الدف المباشر من طرح السؤال من هذا المنظور هو تحويل الثورة في اعين الجماهير الى سبب المشكل عوض ان تكون الحل النهائي له فيكفون عن التقدم في انجازها من جهة و تجريم القوى السياسية المواصلة للمسار الثوري و استعداء الجماهير ضدها كمقدمة لاستهداف تحركاتها بواسطة القمع .
المنظور الثاني يطرحه لفيف من الذين يصرحون بتموقعهم في صفوف الثورة و يصرون على تثبيتها مفهوميا الا انهم الاكثر تشكيكا في هويتها و محتواها فمنهم من يعزوها الى مؤامرة امبريالية محبوكة النسج ؟؟ رسمت داخل البيت الابيض بحيث تكون استتباعاتها كما هو واقع الحال محولين الامبريالية الى ظاهرة ميتاتاريخية كما هو الله ان اراد شيئا يقول له كن فيكون .ومنهم من يعتبر ان كل ما اصابها من انتكاس او تقهقر سببه الاحزاب الثورية وقياداتها الفاشلة و بطبيعة الحال عادة ما يلتحف هؤلاء عباءة الاستقلالية و عدم التنظم تهربا من مسؤولية الممارسة ضامنا مكانة المتفرج الفارس .في نظرهم قوى الثورة و قياداتها هي التي اوصلت اليمين الديني الى الحكم سنة 2011 وهي ارجعته الى الحكم مرة اخرى لانها لم تتحالف مع اليمين الحداثي ؟؟
ان هذا المنطق الميتافيزيقي المقلوب يحول هذه القيادة بقدرة قادر من موضع الفاشل الى موضع المحدد الوحيد و لا احد غيره في النتائج التي ال اليها الواقع فهي كما هو حال الامبريالية تتخذ صورة ميتاتاريخية متماهية مع الالوهة فيسقط هذا المنطق بذلك في تمثل اسطوري للواقع ربما كان نتيجة عدم تخلص هؤلاء نهائيا من نوازع الاسطرة المهيمنة على البنى الذهنية في مجتمعاتنا منذ الاف السنين تمظهرت لديهم عقلا سياسيا متمحورا حول الفاعل الواحد
*** مايهمنا من امر هذا المنطق هو استتباعاته العملية فاما ان قوى الثورة مجرمة في حق الوطن اذ انها انخرطت في مؤامرة امبريالية ضد مصالحه او انها فرطت في الانتصار و اعططته للعدو العاجز الذي لا يحرك ساكنا و في كلتا الحالتين انه يقول الجماهير دعكم منها انها قوى الجريمة و الخيانة
على الرغم من التناقض الظاهر على مستوى التصريح بين تموقعي طارحي السؤال فان نتيجة الطرحين واحدة
1لا شيئ ايجابي في الثورة فهي ليست الا الخيبة المطلقة و الفشل المطلق
2 قوى الثورة هي سبب تردي وضع الجماهير و ماساتها وبؤسها و تردي امنها و احوال معيشتها
*** الاستتباع العملي لكلا المنظورين هو تشويه قوى الثورة و تجريمها و استعداء الجماهير ضدها و تبرئة قوى الثورة المضادة و تحويلها الى ضحية التامر الخارجي و التخريب الداخلي هكذا فان البعض ممن يعتقد انه ضمن قوى الثورة لمجرد انه ليس في القصر هو اما انه يعيش وهما عليه ان يبرا منه او انه يعمل عن عمد و بتفان شديد على تخريب وحدة القوى الثورية و استاصال شافتها و بذلك ينطبق عليه قول الشهيد مهدي عامل
من يتبنى منطق الخصم يتحول بالضرورة الى موقع الخصم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف