الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحراك الجماهيري الشعبي والمصالحة الوطنية

زيد كامل الكوار

2015 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


ما زال هناك الكثير من ما ينبغي لنا فعله لنلمس نتائج التوعية الوطنية باتجاه المواطنة السليمة والتثقيف للسلم الأهلي المجتمعي والمصالحة الوطنية الحقيقية ، فبالرغم من المكاسب الكثيرة التي تحققت في هذا المسعى الخير لم تزل أصوات نعيق غربان الطائفية المقيتة عالية مسموعة وإن كانت على نطاق ضيق وبأساليب رخيصة تدل على خسة ودناءة الجهات المتنفذة التي تقف خلفها محاولة سرقة المنجز وتجييره لمصلحة الشحن الطائفي المقيت ، فبعد اكتواء العراقيين بنار المحاصصة الطائفية ونتائجها الوخيمة من التطهير والتصفية الجسدية ، أو النماذج السيئة التي أفرزتها تلك المحاصصة في العملية السياسية الهجينة ، وفشلها الذريع في إدارة شؤون البلد على كافة الصعد والمستويات ، في الملف الأمني وكوارثه القاتلة التي نعانيها حتى الساعة ، وفي ملف الخدمات الشائك الفاسد الذي استنزف خيرات البلد في أبشع سرقة عرفها تأريخ العراق الحديث حيث تعاقب الوزراء المفسدون السراق على نهب ميزانيات الوزارة والتخصيصات الكبيرة لتلك العقود الوهمية التي بنيت على الفساد المالي والكذب والتعاقد مع الشركات سيئة السمعة ، هذا غيض من فيض مآسي الكهرباء الكارثية التي أخذت من مال وراحة المواطن العراقي الكثير حتى عيل صبره فاندفع متظاهرا يطالب بهذه الخدمة التي يستحقها شأنه شأن كل شعوب الأرض وفقا لمعايير الإنسانية القاضية بحق المواطن كل مواطن بالحياة الحرة الكريمة وحقه في التمتع بالخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وأمن وخدمات بلدية وتأمين صحي وضمان اجتماعي والكثير من الامتيازات والحقوق الطبيعية الإنسانية . لكن العراقيين ليس لهم الحق في المطالبة بحقوقهم حسب قناعة السلطات الأمنية التي لم تتعلم مدارة مشاعر المواطنين واحترامها فتلك ثقافة لا يمتلكها الجهلة الدمويون ، فلما خرجت تظاهرة البصرة الفيحاء مطالبة بتحسين واقع الكهرباء في تظاهرة سلمية حضارية انبرى لها أعداء السلام من رعاع القوات الأمنية فأمطروها وابلا من الرصاص ما أدى الى استشهاد شاب في التاسعة عشرة من عمره ، قتلته القوات الأمنية بدم بارد كأنه إرهابي أو داعشي . فكان في تلك الحادثة والتردي المتسارع في تجهيز الكهرباء للمواطنين والتصريحات الغبية الحمقاء لوزير الكهرباء الذي عزا سبب نقص تجهيز الكهرباء إلى أن العراقيين يشغلون سخانات الماء التي تستنزف الطاقة الكهربائية وتستهلكها ، في أيام بلغت فيها درجات الحرارة ما تعدى نصف درجة الغليان على حد تعبير الأرصاد الجوية ، فكانت القشة التي قصمت ظهر صبر العراقيين وأنهت حلمهم العالي فانتفضوا في ثورة سلمية مدنية حضارية متظاهرين شيبا وشبابا رجالا ونساء وأطفالا مطالبين بالإصلاح وتغيير المفسدين ومحاسبتهم سنة وشيعة وعربا وكردا مسيحيين ومسلمين صابئة وأيزيديين يجمعهم الهم الواحد والمعاناة المشتركة عابرين كل الخطوط التي حرصت الحكومات الطائفية المتتالية على حكم العراق تلك الخطوط التي حرصوا على وضعها بين العراقيين لإدامة الشحن الطائفي والتوتر . لكن العراقيين كانوا وما زالوا أكبر من الطائفية ومن كل مخطط خبيث يرمي إلى تقسيم العراق الواحد ، حتى كانت الجمعة الأخيرة فخرج الشباب المدني ليسهم في التظاهرة كالمعتاد فوجد العصابات المأجورة التي تندب حظها العاثر الذي أفقدها رموزها البائسة التي شردها قرار رئيس الوزراء الأخير وحزمته الإصلاحية خرجت تلك العصابات لتحاول إفساد التظاهرات عن طريق حرفها عن مسارها المدني العفوي المسالم غير المنحاز الى دين أو حزب أو طائفة أو مكون ، فلما لم يفلحوا في ما أرادوا أمام إصرار المتظاهرين الواعين على سلمية تظاهراتهم ، قاموا بالاعتداء على بعض المتظاهرين فطعنوا ناشطة مدنية في خاصرته بمقص شعر صغير وانهالوا ضربا على ناشط آخر ثم انفضوا هاربين بعد أن يئسوا من تخريب التظاهرة . متى ستقتنع تلك الجماهير المضللة أن التغيير قادم لا محالة وأنهم هم المستفيدون منه في نهاية المطاف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: نظام ري قديم للمحافظة على مياه الواحات


.. مراسل أوكراني يتسبب في فضيحة مدوية على الهواء #سوشال_سكاي




.. مفوضية الانتخابات العراقية توقف الإجراءات المتعلقة بانتخابات


.. الصواريخ «الطائشة».. الفاشر على طريق «الأرض المحروقة» | #الت




.. إسرائيل.. انقسام علني في مجلس الحرب بسبب -اليوم التالي- | #ر